فرنسا تحتفى ب«الديوك»

استقبال الملوك والرؤساء.. هذا ما يُنتظر أن يفعله الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لتهنئة لاعبى المنتخب الأزرق بالنصر والتتويج ببطولة كأس العالم روسيا 2018، بعد الفوز على منتخب كرواتيا برباعية مقابل هدفين، خلال اللقاء النهائى للبطولة بالعاصمة الروسية موسكو.
حرص لاعبو المنتخب الأزرق على تخصيص جلسات تصوير بقميص النجمة الثانية، بصحبة كأس البطولة، التى فازوا بها عقب انتصارهم العريض على منتخب كرواتيا، وانفعل كيليان مبابى، مهاجم الديوك أثناء جلسة تصويره مع الكأس، فيما ابتسم الجان جريزمان أثناء حمله كأس البطولة.
وفى لافتة طريفة، انفعل الأسطورة البرازيلية بيليه مع نجم المنتخب الفرنسى، مبابى، وقال: «إننى أشعر بالقلق على أرقامى القياسية التى حققتها مع منتخب السامبا عند سن السابعة عشرة، لذا أفكر فى العودة مرة أخرى للملاعب وأنا فى عمر ال 77 عاما لتحصين أرقامى من هذا اللاعب الموهوب».
وأعلن ديدييه ديشامب بقاءه فى قيادة المنتخب الفرنسى بعد التتويج الكبير والفوز بلقب المونديال. وقال: «أنا سعيد، ولن أترك تدريب الديوك، فاللاعبون أصبحوا جزءا من حياتى، لا أستطيع العيش بدونهم، أريد التواصل معهم وأعطيهم التعليمات حتى فى فترات الانقطاع».
وبهذا الأمر، ينتهى حلم زين الدين زيدان بقيادة المنتخب الفرنسى، خلال الفترة المقبلة، خاصة أن ديشامب حقق المستحيل وتغلب على الصعاب والانتقادات اللاذعة التى وجهت ضده قبل البطولة، فضلا عن أن استمرار ديدييه فى قيادة الزرق سينهى آمال انضمام كريم بنزيمة إلى المنتخب الفرنسى.
«السعادة الأبدية.. لقد جاء يوم المجد.. رأسنا فى النجوم».. هكذا عنونت الصحف الفرنسية تقارير النصر بفوز «الديوك الزرقاء» بمونديال روسيا 2018، بعد تحقيق النصر على منتخب كرواتيا، الأحد، بنتيجة 4 /2.
قالت الصحف الفرنسية: «الجميع يشعر بالفخر والعزة لما حققه منتخب بلادنا، بفضل المدرب الرائع ديدييه ديشامب، صاحب السياسة العظيمة فى كرة القدم على المستطيل الأخضر وخارجه، والذى أعد الفريق جيدا وقاده بحنكة، ومكن الاتحاد الفرنسى لكرة القدم من الاحتفال، خصوصا فى يوم العيد الوطنى الفرنسى فى 14 يوليو بإطلاق الألعاب النارية بألوان العلم الفرنسى».
وأضافت التقارير الفرنسية «أن لاعبى المنتخب الأزرق نجحوا فى الجمع بين أبناء البلاد، وقد ساعدت المحن التى تعرض لها الفرنسيون فى السنوات الأخيرة فى تأمين اللحمة».
وتوقعت الصحف الفرنسية أن انتصار المنتخب الفرنسى ستتم ترجمته إلى العيش جميعنا، وبالتالى الخروج من الانغلاق، وأن نلتقى كفرنسيين متساويين وفخورين بهويتنا.
أما باسكال كونكى فرأى فى مقاله فى «آخر أخبار الألزاس» أن «قاهرى كرواتيا يأتون من الأشياء المتجذرة فى تربة هذا البلد، أو فى جذوره الممتدة فى توجو والكاميرون، وكل ما يجعل الشعب الفرنسى مميزا، ويغنى فرنسا وثروتها، سواء أعجبنا ذلك أم لا، فإن هذا الفريق هو انعكاس وصورة المجموعة المتحدة التى يرسلها إلينا ممتعة».
وطالبت الصحف شعبها بالسير على نطاق كأس العالم المثالى، وأكدت أنه من هنا يجب أن نبحث عن الاتحاد كشعب، ونود أن نرى النموذج معمما فى كل المجالات، لجميع الأطفال فى جميع أنحاء الإقليم، نود أن تنتشر هذه الحالة الذهنية الطوعية، وحتى النخبوية، عند جميع السكان، ورأت أنه إذا أراد الفرنسيون أن يؤمنوا بالغد، فعليهم أخذ العبرة من الأبطال الذين زحزحوا الجبال الروسية.
قالت التقارير إنه على الدولة أن تحذو حذو لاعبى المدرب ديدييه ديشامب، الذين تمكنوا من زحزحة الجبال الروسية، وأن تكون النجمة الثانية التى سترصع قميص المنتخب الفرنسى (فى إشارة إلى اللقب المونديالى الثانى)، تكون قدوة للمجتمع الوطنى.
وأكدت التقارير أن التتويج ببطولة كأس العالم يمكن فرنسا من الخروج من الانقسامات التى تشهدها، وتأخذ الطاقة من الفوز الذى تحقق للانطلاق إلى الأمام، خاصة فى ظل استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون للاعبين بقصر الإليزيه، الذين يحملون فى أيديهم كأس العالم ونجمة ثانية على القميص، وهذا يدل على أن السلطة السياسية تعيش ملحمة الانتصار الذى تحقق داخل المستطيل الأخضر.