أكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه اتفق مع نظيره السوداني الدرديري محمد أحمد، على دورية آلية التشاور الثنائي كل شهر لتعزيز التعاون والمساهمة في إزالة أي عوائق في التنفيذ والتنسيق فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري الثلاثاء مع نظيره السوداني، الذي يقوم بزيارة هي الأولى للقاهرة منذ توليه مهام منصبه. وقال شكري إنه تم الاتفاق أيضا على تفعيل الآليات التي تربط بين البلدين وعقد الاجتماع الرباعي بين وزير الخارجية ومديري المخابرات والإعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة، بحيث يكون لها مخرجات تصب في صالح الشعبين. ورحب شكري بنظيره السوداني في أول زيارة ثنائية خارجية وهي مبادرة نقدرها كثيرا وتعكس الحرص الذي توليه السودان والوزير للعلاقة المقدسة بين الشعبين والبلدين. وأضاف الوزير أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل الوزير السوداني فور وصوله اليوم، وهو ما يعبر عن الاهتمام بالعلاقات واستمرار ما اتفق عليه الرئيسان السيسي البشير لتكثيف التوصل، وتم تناول مجمل للعلاقات والتأكيد على ما تمثله العلاقة من أهمية قصوى. وقال شكري إنه عقد اجتماعا ثنائيا مع نظيره السوداني، ثم اجتماع موسع لوفدي البلدين، حيث تم تناول العلاقات الثنائية في كافة صورها وتم الاتفاق على تفعيل آلية التشاور السياسي لتنعقد مرة كل شهر فيما بيننا حتى نستطيع التعامل مع القضايا المرتبطة بالعلاقات والمساهمة في إزالة أي عثرات في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وأضاف أنه تم الاتفاق على تفعيل الآليات التي تربطنا ومنها الاجتماع الرباعي بين وزيري الخارجية ومديري المخابرات، مشيرا إلى أنه تم أيضا بحث التطورات في ليبيا وجنوب السودان وقضية سد النهضة والعلاقات الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية وهناك قدر كبير من التوافق في الرؤى فيما يخص كل هذه القضايا. وأعرب الوزير عن تمنياته للوزير السوداني بالتوفيق في المسؤوليات التي يضطلع بها وسوف يزداد التواصل فيما بيننا في إطار التنفيذ الصادر لكل منا من الرئيس السيسي والرئيس البشير. من جانبه، عبر وزير الخارجية السوداني عن سعادته لكون أول زيارة يقوم بها للخارج منذ توليه مهام منصبه إلى مصر وهو ما يدل على أهمية ووضعية مصر بالنسبة لأشقائها في السودان وعلى ما بلغته العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تجاوز الأزمة الأخيرة الخاصة بالتناول الإعلامي السلبي والتي عقدنا العزم على ألا تتكرر وحرصنا على أن نتجاوزها بالكثير من المعايير الإيجابية التي تعزز الثقة بين البلدين والشعبين. وأوضح أن الرئيس السيسي استقبله فور وصوله إلى القاهرة وواصفا المباحثات بأنها مهمة وعلامة فارقة، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أكد انه ينبغي أن تكون العلاقة بين البلدين محكومة بأسس هي في النهاية تعود إلى مرجعية الشعبين. وأوضح أن الحديث مع الرئيس على أهمية اطلاع شعبي البلدين بما يدور في اللقاءات المشتركة على مستوى البلدين، وأشار إلى أنه نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس عمر البشير وحرصه على إتمام زيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم في شهر أكتوبر القادم، لعقد قمة بين زعيمي شعبي وادي النيل. وقال وزير خارجية السودان إن المباحثات مع الوزير شكري جرت في مناخ حميمي وشفاف وصراحة وتم تناول أهم وأعقد مشاكل وادي النيل، وأكدنا العزم على تجاوز هذه المشاكل والأزمات باعتبار أن الأزمات والخلافات لا ينبغي أن يسمح لها في كل الأحوال ان تكون سببا لإعاقة تقدم العلاقات بين البلدين والشعبين. وأضاف أنه تم التباحث حول مختلف القضايا الإقليمية وخاصة الوضع في جنوب السودان وليبيا، وهو ما يعكس الاهتمام المشترك وتم الاتفاق على استمرار التنسيق المشترك حيال كل القضايا. وردا على سؤال حول ملف ليبيا على ضوء اجتماع باريس اليوم، قال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر تساند كل الجهود التي تدعم الاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم بباريس اليوم هو إعادة للتأكيد للمسار الأممي المتصل بالخطة التي طرحها المبعوث الأممي والتي تزكي عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا بما يؤدي إلى استعادة المؤسسات لمكانتها وشرعيتها. وأكد الوزير أن مصر سوف تستمر في تواصلها مع الأطراف في إطار الجوار سواء في إطار المبادرة التونسية التي تجمع بين تونس ومصر والجزائر أو في إطار الجوار الموسع والتواصل مع الأطراف الدولية ذات التأثير، لكن في نهاية الأمر فإن أي حل للقضية الليبية يجب أن يكون في إطار التوافق بين الليبيين وان يكون الحل ليبي يتوافق عليه الأشقاء. من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إن بلاده تتطلع لأن ينجز الليبيون اتفاقا شاملا يعيد إلى ليبيا استقرارها وأمنها.. مشيرا إلى تسرب الأسلحة إلى داخل الحدود السودانية، ونحن كنا واضحين على ضوء ما حدث قبل أيام في جبل مرة من تجدد للقتال هناك كان سبب أساسي لتسرب الأسلحة من ليبيا ونحن حريصون على معالجة هذه المشكلة ونحرص على تعزيز التعاون في الإجراءات الأمنية بين السودان ومصر في هذا الخصوص. وكشف عن وجود حملة في السودان الآن على المستوى الوطني لجمع الأسلحة الصغيرة. في سياق آخر، أشار إلى أنه تم الاتفاق مع الوزير شكري على تفعيل آليات التعاون بين مصر والسودان وعقد اللجان المشتركة في كل المجالات التي تم الاتفاق عليها في سبع مجالات، لافتا إلى أنه سيتم تفعيل هذه الآليات قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين حتى نتمكن من بلوغ مستوى من التنسيق والتعاون تمهيدا للتوقيع على المزيد من الاتفاقيات. وعما إذا كان قد تم التطرق خلال المباحثات إلى ضبط الأداء الإعلامي، قال سامح شكري إن الآثار التي ترتبت على بعض التناول الإعلامي أدى إلى تعقيد الموقف وكان محل عدم ارتياح من جانب الرأي العام في مصر والسودان، وهناك ضرورة للعمل على إطلاق الرسائل على المستويات الرسمية لتوضيح أي أمور. وأكد أن الإعلام حر وداعم للمجتمع في البلدين وضرورة التقدير لان الإعلام أيضا مسؤولية، مشيرا إلى أن مصر إعلامها حر وليس للدولة أي توجيه وإنما نطرح الأمور ونوضحها لكي يؤدي الإعلام دوره في نقل الصورة للرأي العام وبالتالي اتفقنا على مواصلة الشفافية وطرح الأمور بشكل واضح وتناول كل القضايا بلا أي حساسيات. وتابع: «هناك اختلافات وليس خلافات بحكم طبيعة الأمر لدول مجاورة تربطها مصالح كثيرة، ولكن لا تؤدي إلى خلاف، وعلينا أن نبذل مزيدا من الجهد لإزالة الاختلافات». من جانبه، قال الوزير السوداني إن العلاقات بين مصر والسودان وما يمس العلاقات بين الشعبين هو خط أحمر، لافتا إلى أن التواصل بين الشعبين أفضل بكثير عن أعوام مضت.
