أسرة «طفل البامبرز» تستغيث بالسيسي: «خايفين نمشي في الشارع يا ريس»

تخشى عائلة الطفل حمزة عبدالهادي، 4 سنوات، والمعروف إعلاميًا ب«طفل البامبرز»، الذي تعرض لاعتداء جنسي، العام الماضى، على يد متهمين من جيرانه، مصيرًا مماثلاً لوالد الطفل الذي قتل، الإثنين الماضي، من قبل شقيق متهم بالاعتداء على ابنه، و3 آخرين، أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة، بحبسهم 15 يومًا احتياطيًا.
عقب حبس المتهمين التقت «المصري اليوم» إيمان مصطفى، زوجة المجني عليه، وكانت في حالة رعب، وتستغيث بالرئيس عبدالفتاح السيسي: «خايفين يا سيادة الرئيس نمشي في الشارع.. قلنا نأخذ حق ابننا بالقانون فقتل المتهمين زوجي لرفضه التنازل عن حق ابنه ومقاضاة، الذين هتكوا عرض طفلنا وألقوا به من الطابق الخامس ليصاب بتليّف في المخ يلازمه إلى الآن».
«عندي واحد مات والتاني عايش وميت في نفسي الوقت».. قالتها الزوجة الملكومة، وهى تستحضر ما تعرض له الابن حمزة، خلال يوم الثالث من رمضان الماضي: «ابنى نزل الشارع، وخطفه (عرفة.ع)، و(محمود.س)، واصطحباه إلى منزل الأول، واعتديا عليه جنسيًا، وبعدما تجمهر الأهالي بحثًا عن الطفل حمزة، ألقى المتهمان به عاريًا ويرتدى (البامبرز) فقط، من الطابق الخامس، ولولا العناية الإلهية وسقوط الطفل على أحبال الغسيل لمات من فوره، لكن بعد علاج استمر منذ الحادثة استطاع الطفل العيش مع عدم قدرته على الكلام سوى النطق بكلمة (بابا)».
تألمت «إيمان»، عندما ردد طفلها حمزة أثناء حديثها كلمته المعتادة «يا بابا أتوبيس»، فتحكي أن الابن كان شديد التعلق بوالده، فعقب قتل الزوج (عبدالهادى)، لم يطلب الطفل سوى أبيه ليركبا الأتوبيس من محطة المطرية القريبة منهما، وينطلقا في فسحة ربما تمتد ساعات:«ابني بقى يقول لكل الناس بابا، لم ينطق منذ الحادثة بسوى تلك الكلمة، كأنه كان يستشعر موت أبيه قبلنا».
بعدما يهدأ الطفل «حمزة»، تستكمل أمه حديثها المملوء بالأحزان، فتوضح أن أجهزة الأمن والنيابة العامة قدما المتهمان بهتك عرض ابنها والشروع في قتله إلى المحاكمة الجنائية، ومنذ ذلك الحين تلقى زوجها (عبدالهادي) التهديدات من قبل عائلة المتهمين، كونه رفض التنازل عن القضية مقابل الحصول على مبلغ 300 ألف جنيه «إحنا لم نفرط في شرفنا وحقنا بفلوس الدنيا».
عندما شعرت عائلة المتهمين بهتك عرض الطفل حمزة، خلال جلسة المحاكمة الماضية في 13 مايو الجاري، بالخطر وأنهما أقرب إلى حكم الإعدام، حضر شقيق المتهم الأول ويُدعى «هشام» رفقة 3 متهمين آخرين، وكما تقول الزوجة «إيمان»:عقب صلاة العشاء نادوا على زوجي أمام منزلنا ووجهوا له السبّاب، وسحلوه من أمام البيت إلى نهر الشارع، وراحوا يسددون له الطعنات النافذة بالأسلحة البيضاء.
بينما تهرول الزوجة إلى بيت أبيها للاستغاثة بأشقائها، سمعت المتهمين يرددون كلماتهم: «خلاص إحنا عملنا ما نريد قتلنا أبوحمزة»، مرت العبارة على مسامع «إيمان» كأنها لم تصدقها «لم أصدق أن عبدالهادي يموت في دقيقتين لأ هي ثانية واحدة».
تعيش الزوجة في حياة أقرب إلى الكابوس، فهي تربىّ 5 أولاد، أكبرهم طفلة عمرها 13 عامًا، وحتى راتب زوجها المجني عليه الموظف بهيئة الطاقة الذرية لم يكن يكفى: «أصبحت بلا عائل، وأخاف قتل أبنائي واحدًا تلو الآخر الآن، بخلاف شقيقي الأصغر».
يقول محمد، شقيق أم حمزة، إنه شقيقه الأصغر «أحمد» هدده «هشام» المتهم بقتل عبدالهادي، من داخل محبسه عبر الهاتف المحمول:(الدور عليك أنت كمان)، فكان خال الطفل الأصغر يتمسك بحق حمزة.
من فوق سرير المرض، استغاث محمد، شقيق المجني عليه بقيادات وزارة الداخلية: «نحن نخاف ننزل إلى الشارع، أولادنا وزوجتنا لا ينظرون حتى من شرفة المنزل».
لم تلجأ عائلة عبدالهادي، كما يقول شقيقة وهو محامٍ، إلا للقانون وكان الجزاء قتل أخيه بسبب تباطؤ التقاضي، وعدم الحكم على المتهمين باغتصاب حمزة.
تؤكد الجدة الأم حمزة أنها تركت منزلها وحضرت إلى منزل ابنتها «إيمان» خشية تعرضها إلى الخطر من قبل عائلة المتهمين «خايفة يا ابني أقعد لوحدي وولادي في الشغل، يقتلونني لأن عائلة المتهمين دائمًا يوجهون لي الشتائم».