الميليشيات التركية تنهب عفرين.. وتنديد «سورى - كردى»

واصل الجنود الأتراك والميليشيات المتحالفة معهم أعمال النهب والسلب داخل مدينة عفرين السورية، الإثنين، لليوم الثانى على التوالى، عقب اقتحامها واحتلالها. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه فور دخولهم إلى عفرين، التى بدت شبه خالية من سكانها، عمد مقاتلون موالون لأنقرة إلى أخذ مواد غذائية وأجهزة إلكترونية وبطانيات وسلع أخرى من المحال والمنازل ونقلها فى شاحنات. كما أخذوا سيارات ودراجات نارية وجرارات زراعية.
وتحدث المرصد السورى لحقوق الإنسان عن «فوضى عارمة» داخل مدينة عفرين مع استمرار عمليات النهب التى تطال أيضاً قرى فى ريفها.
ومنذ بدء عملياتها فى منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، وثق المرصد عمليات نهب مماثلة فى العديد من القرى والبلدات. وندد قياديون فى المعارضة السورية وشخصيات كردية بأعمال النهب.
وقال محمد علوش، القيادى فى فصيل «جيش الإسلام» المعارض، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، فى تغريدة على موقع «تويتر»، الإثنين: «ما حدث من نهب وسرقة للممتلكات الخاصة والعامة فى عفرين جريمة وسقوط أخلاقى لمن قام به». وأكد علوش وهو عضو فى هيئة التفاوض السورية المعارضة: «يجب الضرب بقوة على يد كل من شارك فى هذا الفساد الذى أساء للثورة وللسوريين ومحاكمتهم ومعاقبتهم فوراً وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والاعتذار منهم وتعويضهم عن الضرر».
وكتب الرئيس السابق للائتلاف السورى المعارض، خالد خوجة، فى تغريدة على تويتر، «هدف (عملية) غصن الزيتون هو تحرير إخواننا عرباً وكرداً من تسلط وحدات حماية الشعب (الكردية) ودعمهم بتأسيس إدارة مدنية تليق بثورة سوريا. لا مكان فى الجيش الحر لقطّاع الطرق».
واعتبر القيادى الكردى عبدالباسط سيدا، الذى قدم استقالته من الائتلاف السورى المعارض، أبرز مكونات المعارضة، إثر بدء الهجوم التركى على عفرين «تحطيم تمثال كاوا الحداد فى عفرين ونحن على أبواب نوروز، ونهب المحال والبيوت، أخلاقية مكروهة بغيضة لا تؤسس لمشروع وطنى بكل السوريين ولكل السوريين». وأقدم الجنود الأتراك وحلفاؤهم على هدم تمثال «كاوا الحداد»، الذى يعد شخصية محورية فى الثقافة القومية الكردية ويرتبط اسمه بعيد النوروز، رأس السنة الكردية الذى يحتفل به الأكراد فى 21 مارس من كل عام.
وفى الدنمارك، هاجم 4 أشخاص على الأقل السفارة التركية فى كوبنهاجن بزجاجات حارقة صباح الإثنين، ما تسبب بأضرار ضئيلة فى واجهة المبنى دون وقوع إصابات، فيما تخمن الشرطة ارتباط الحادث بما جرى فى عفرين.
وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، الأحد، على مدينة عفرين فى شمال سوريا إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، فى ضربة قاصمة للمقاتلين الأكراد الذين انسحبوا من المدينة. ودفع الهجوم عشرات الآلاف من المدنيين إلى النزوح لمناطق مجاورة.
وقتل 13 مقاتلاً من الفصائل، الأحد، وأصيب أكثر من 25 آخرين بجروح جراء انفجار ألغام داخل المدينة.
فى الغوطة الشرقية قرب دمشق، تعرضت مدينة دوما ليلاً لتصعيد فى القصف، فى وقت نشرت فيه الرئاسة السورية 8 مقاطع فيديو تظهر الرئيس السورى بشار الأسد وهو يقود سيارته من دمشق إلى جسرين فى الغوطة الشرقية، منوهاً بإنجازات قواته التى باتت تسيطر على أكثر من 80% من المنطقة. وتجدد القصف الجوى والصاروخى على الغوطة، بعد أسبوع أدخلت خلاله مساعدات إنسانية إلى المدينة التى شهدت بعض الهدوء.
وأحصى المرصد السورى مقتل 13 مدنياً على الأقل ليلاً فى مدينة دوما بالإضافة إلى 4 قتلى فى حرستا.
وقال مدير المرصد، رامى عبدالرحمن، إن القصف على دوما هو «الأعنف» منذ أسبوع، ويأتى إثر هجوم مفاجئ نفذه فصيل جيش الإسلام على الجيش السورى على جبهتى مسرابا وبيت سوى انطلاقا من دوما. وأورد التليفزيون السورى الرسمى، الإثنين، أن الجيش يواصل تقدمه فى الغوطة على ثلاثة محاور فى دوما ومزارعها وحرستا ومزارعها وبلدات عربين وحزة وزملكا.
ونقلت قناة سكاى نيوز عربية عن مصادر مطلعة قولها إن لجنة المفاوضات فى حرستا بريف دمشق توصلت لاتفاق مبدئى مع النظام السورى، يقضى بإخراج مقاتلى حركة أحرار الشام مع عائلاتهم إلى الشمال السورى.
وكانت جماعة فيلق الرحمن والتى تمثل فصيل المعارضة الرئيسى فى المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية قد صرّحت بأنها تتفاوض مع وفد من الأمم المتحدة، لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة.
وذكرت دائرة الإعلام الحربى المركزى أن الجيش السورى يتابع تقدمه نحو أطراف بلدة كفر بطنا من الجهتين الشرقية والشمالية، بعد سيطرته الكاملة على بلدة سقبا جنوب بلدة حمورية إثر مواجهات عنيفة مع المعارضة.