«المصرى اليوم» تزور أهالي الصيادين المحتجزين بالسودان: «نناشد الرئيس بالتدخل»

احتجزت السلطات السودانية مركب الصيد المصرى «الحاج محمد الداش»، منذ 29 يناير الماضى، في «مرسى محمد قول» شمال بورسودان، بحوالى 200 كيلومتر، نتيجة الصيد المخالف في المياه الإقليمية، ومرور المركب في محمية طبيعية في طريق عودته من السودان إلى مصر. وسادت حالة من الحزن والحيرة بين أهالى 35 صيادًا، من محافظتى الدقهلية وكفر الشيخ، مخاطبين الخارجية المصرية لمساعدة ذويهم وعودتهم إلى بلدهم سالمين.
«المصرى اليوم» زارت أهالى المحتجزين على الشواطئ السودانية، لتعرف تفاصيل الرحلة التي انطلقت قبل 50 يوما، وقبض على طاقمها منذ أسبوعين. «رجالتنا إتقبض عليهم في السودان من أسبوعين ومانعرفش عنهم حاجة ومفيش مسؤول واحد سأل فينا وطمنا، ونطالب الرئيس بالتدخل علشان يرجعهم سالمين».. هكذا رددت ميرفت أحمد الكفراوى، ربة منزل، وهى تبكى حزنا بعد احتجاز زوجها وابنها بالسودان منذ أسبوعين، ضمن طاقم مركب «محمد الداش»، والذى تم القبض عليه في شواطئ بورسودان أثناء عودتهم من رحلة صيد. وقالت: «زوجى وابنى خرجا مع المركب من السويس منذ أكثر من 50 يومًا، وفوجئنا باتصال تليفونى من أحد الصيادين بأسرته في المطرية، أخبرهم باحتجاز طاقم المركب بالكامل في السودان، وانقطع الاتصال بعدها، ولا نعلم عنهم شيئًا منذ تلك اللحظة، ولا كيف يعيشون، وهل هم أحياء أم حدث لهم مكروه؟!». وأضافت باكية: «لما بيسافروا بياخدوا معهم طعام يكفى كل أيام الرحلة، لكن للأسف المدة طالت عليهم والطعام والشراب مش هيكفى المدة دى كلها، ومش عارفين تهمتهم إيه، واستغثنا بالخارجية وأخدوا بيانات جميع الصيادين ومش عارفين مصيرهم إيه ولا موقفهم القانونى إيه؟!»
وتابعت في انهيار: «لو كان الرزق في بحيرة المنزلة زى زمان مكنش حد سابها وراح عرض نفسه للخطر في ركوب البحر، وكل شوية نلاقى صيادين مقبوض عليهم في السودان أو اليمن أو إريتريا، إحنا إتبهدلنا وملناش دخل تانى». وقال السيد فتحى: «ابن أخى ضمن طاقم المركب المحتجز بالسودان، ووالدته في حالة انهيار بسبب خوفها عليه بعدما وردت أنباء القبض عليهم».
وأضاف: «معظم الصيادين بيخرجوا للبحر لإن الرزق في البلد ضعيف ولا يتركون في بيوتهم إلا أموالا قليلة تكفى بالكاد مدة الرحلة، وجميع أسر الصيادين المحتجزين حاليا لا يملكون قوت يومهم، ولا دفع أي غرامات أو أموال لمحامين بالسودان، إضافة إلى قلقهم على ذويهم، ويفترض أن تتحرك الدولة سريعًا للإفراج عنهم، لكن للأسف وزارة الخارجية تأخذ الأمر بتراخٍ، والأهالى هنا على نار، لذلك نناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى، شخصيا، التدخل لإعادة الصيادين لأسرهم وإدخال الفرحة على أهالى 36 صيادًا بالمطرية وكفر الشيخ».
وقال طه الشريدى، رئيس النقابة المستقلة للصيادين بالمطرية: «السلطات السودانية احتجزت مركب (محمد الداش)، ورئيسه (محمد رضا علوش)، منذ أكثر من أسبوعين، وعلى متنه 35 صيادا مصريا، منهم 26 صيادًا من مركز المطرية، و9 صيادين من محافظة كفر الشيخ، ولا نعلم سبب الاحتجاز».
وكان عدد من أسر الصيادين بالمطرية لجأوا للنائب محمد العتمانى، عضو مجلس النواب، عن الدائرة، للاتصال بالخارجية والضغط لمتابعة موقف الصيادين، وسرعة الإفراج عنهم، والذى قال في تصريحات صحفية: «فور علمى باحتجاز المركب اتصلت بالسفير خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، للتدخل الفورى لإعادة الصيادين، وتحدثت مع الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، ومع وزير شؤون مجلس النواب، للضغط والاطمئنان على الصيادين أولا، والعمل قانونا من أجل الإفراج عنهم».
وأضاف: «من خلال الاتصالات علمنا أن حالة الصيادين جميعا مطمئنة، وأنه يجرى حاليا التفاوض على دفع غرامات الصيد المخالف ودخول المحمية الطبيعية».
«الخارجية»: نتابع احتجاز مركب الصيد في «بورسودان»
أحمد أبوزيد - صورة أرشيفية
صرح المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزارة تتابع عبر القنصلية العامة المصرية في بورسودان، واقعة احتجاز مركب الصيد المصرية «الحاج محمد الداش»، المحتجزة منذ 29 يناير الماضى، في «مرسى محمد قول» شمال بورسودان، بحوالى 200 كيلو متر، نتيجة مرور المركب في محمية طبيعية في طريق عودتها من السودان إلى مصر.
وأوضح أبوزيد أنه تم عرض طاقم المركب على النيابة في بورسودان، والتى شكلت لجنة انتقلت إلى مقر المركب للكشف على محتوياتها ومراجعة أوراقها، وأكدت اللجنة استيفاء المركب كافة شروط السلامة البحرية وتصاريح الصيد المطلوبة وحجم ونوعية الأسماك المصرح بصيدها، فضلا عن الموافقات الأمنية اللازمة، وهو الأمر الذي دفع النيابة إلى إسقاط كافة التهم الموجهة لطاقم المركب باستثناء المرور في
المحمية الطبيعية.
وأشار إلى أن القنصلية العامة تتابع مع مالك المركب في مصر والوكيل الملاحى في السودان والمحامى الخاص بالطاقم، الإجراءات القانونية للمحاكمة حتى يتسنى الإفراج عن المركب وعودة الطاقم إلى أرض الوطن.
وأشادت القنصلية العامة المصرية في بورسودان، بتعاون السلطات السودانية التي توفر كافة احتياجات الصيادين من الطعام والشراب وبعض الأدوية منذ احتجازهم.
صاحب المركب: خرج من «برانيس» بتصريح صيد في المياه السودانية
هجرة الصيادين بسبب التجفيف - صورة أرشيفية
قال عبده الداش، أحد ملاك مركب الصيد، «الحاج محمد الداش»، المحتجز في السودان، منذ أسبوعين، إن مركبه حصل على تصريح من السودان بالصيد في مياههم الإقليمية، مشيرا إلى أن رئيس المركب فوجئ عقب إنزال مندوبى السودان بعد الانتهاء من رحلة الصيد، وأثناء طريقها للعودة، بخفر الحدود السودانى يوقف المركب واصطحبوه لأحد الموانئ السودانية، وألقوا القبض على رئيس المركب وحققوا معه بتهمة اختراق المياه الإقليمية رغم وجود تصاريح الصيد.
وأشار إلى أن مركبه يقل 35 صيادا مصريا، من البرلس بكفر الشيخ، والمطرية بالدقهلية، وأن المركب احتجز يوم 29 يناير الماضى، مناشدًا الخارجية المصرية التدخل، للإفراج عن مركبه وإعادة الصيادين إلى ذويهم.