خبراء عسكريون يحذرون من «براثن التشويه»: «البيان 1» يعيد إلى الأذهان ذكرى 6 أكتوبر

أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن العملية الشاملة «سيناء 2018»، التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالقضاء على الإرهاب والجماعات التكفيرية خلال 3 شهور، سبقها إعداد جيد من قِبَل القيادة العامة للقوات المسلحة، للوصول إلى مرحلة البدء الميدانى للعمليات.
وقال اللواء ناجى شهود، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن البيان رقم واحد من القيادة العامة للقوات المسلحة، الصادر أمس، عن العمليات الشاملة يعيد إلى الأذهان ذكرى يوم 6 أكتوبر 1973، حيث تم إعلان العبور وبدء تحرير سيناء، مشيرا إلى أن البيان ستتبعه بيانات أخرى.
وأوضح «شهود» أن العملية الشاملة تعنى أن هناك تنسيقا بين جميع فروع وأسلحة القوات المسلحة، والشرطة المدنية، والمؤسسات المعنية، وفى مختلف المحافظات، تنفيذا لقرار الرئيس بمهلة ال3 شهور لتطهير سيناء والاتجاهات الاستراتيجية.
ونبه المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية إلى أن الشعب المصرى عليه دور كبير في مساعدة قوات إنفاذ القانون، وذلك بجميع المعلومات التي قد تفيد في عمل القوات، كما أن وسائل الإعلام عليها دور كبير أيضاً في تهيئة المناخ العام لما يحدث، وذلك بتقبل النتائج أياً كانت.
وحذر «شهود» من الوقوع تحت براثن التشويه والإساءة التي ستعمل عليها قوى وأطراف ترغب في تقويض دعائم وجهود الدولة، وذلك لأنهم يرغبون دائماً في هدم إرادة الشعب المصرى ومكتسباته.
في السياق نفسه، قال اللواء أركان حرب متقاعد حسين عبدالرازق، الخبير الاستراتيجى، إن انطلاق العملية الشاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية يأتى في إطار تكليف الرئيس السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، للفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بالقضاء على الإرهاب خلال 3 شهور.
وأوضح «عبدالرازق» أن الفترة الماضية شملت جمع المعلومات وتدقيقها في المناطق التي سيتم العمل بها، ثم الدفع بقوات الدعم لمعرفة أماكن تمركز الجماعات الإرهابية، لتبدأ بعدها العملية الميدانية.
وأضاف الخبير الاستراتيجى أن رفع حالة التأهب القصوى في القوات المسلحة والشرطة يستلزم تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية، ومراقبة السواحل، وذلك لحصار العناصر الإرهابية داخل نطاق الدولة، وبعدها تبدأ العملية الشاملة، التي يجرى الإعداد لها منذ شهرين تقريباً.
وأشار «عبدالرازق» إلى أنه تم تقسيم المناطق الحدودية إلى قطاعات وتكليف قوات بحصار العناصر الإرهابية والتكفيرية داخل كل قطاع، وعزل المناطق عن بعضها قبل بدء العمليات الهجومية للقضاء على العناصر، مؤكدا أن كل ذلك تمت دراسته وتحليله طوال الشهرين، لتوجيه ضربة قاصمة بقدر كبير للعناصر الإرهابية والإجرامية، لافتاً إلى أن إدارة العمليات هي التي تحدد توقيت التنفيذ.
وأكد اللواء نصر سالم، الرئيس السابق لجهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية، أن تنفيذ عملية شاملة في سيناء يتم الإعداد له منذ فترة لتكليف الرئيس السيسى لرئيس أركان حرب القوات المسلحة بالقضاء على إرهاب سيناء في مدة لا تتجاوز 3 شهور، موضحاً أن أي قرار يتم اتخاذه في هذا الشأن يتم بناء على توفر معلومات تم التأكد من صحتها.
وقال «سالم» إن القوات المسلحة تعى جيداً العناصر التي ستوجه لها ضربتها خلال عملية سيناء الشاملة، و«القوات المسلحة عارفين العناصر اللى هيتم ضربها فين، وستكون في توقيت واحد في كل الأماكن، واختارت أفضل توقيت لتحقيق أفضل النتائج».
وأكد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، أن انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 يستهدف اجتثاث جذور الإرهاب، وتتبع فلول الجماعات الإرهابية في أماكنها، حتى يتم تطهير مصر بالكامل من هذه التنظيمات، موضحاً أن استراتيجية العملية الشاملة تستهدف الرصد والتحليل، واستهداف القيادات الخاصة بالعناصر الإرهابية، وقطع أعمال الدعم، وتوجيه الضربات الاستباقية ضد بؤر وأوكار التكفيريين.
وقال «صابر» إن من أهم أهداف العملية الشاملة تطهير الاتجاهات الاستراتيجية من العناصر التكفيرية والإرهابية، وذلك ارتباطاً بعمليات التنمية في سيناء، وذلك وفق دراسات وتحليلات تمت على مدار الشهور الماضية.