اتهامات لميانمار بارتكاب جرائم إبادة واغتصاب بحق الروهينجا

ندد تقريران أصدرتهما منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ومنظمة منظمة «فورتيفاى رايتس» غير الحكومية المحلية بقوات الأمن فى ميانمار، واتهماها بذبح أفراد من هذه الأقلية المسلمة وإحراق آخرين أحياء، وبارتكاب عمليات اغتصاب جماعية ضد النساء والفتيات.
وركزت منظمة هيومن رايتس واتش فى تقريرها على استخدام الجيش فى ميانمار، العنف الجنسى ضد الروهينجا، وخلصت إلى أن الانتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وكتبت سكاى ويلر، فى المنظمة، التى أعدت التقرير، أن «الاغتصاب كان الصفة البارزة والمدمرة فى حملة التطهير العرقى، التى قام بها الجيش البورمى ضد الروهينجا»، وأضافت أن «أعمال العنف الوحشية التى قام بها الجيش البورمى خلّفت عددا لا يحصى من النساء والفتيات اللواتى تعرضن للضرر الوحشى والصدمات النفسية».
وأكد تقرير «هيومن رايتس» أن عمليات الاغتصاب المتعددة التى ارتكبت بحق نساء وفتيات من الروهينجا وغيرها من الأعمال الوحشية يمكن تصنيفها «جرائم ضد الإنسانية». وأكدت 28 ضحية من أصل 29 تم التحدث معهن تعرضهن للاغتصاب على أيدى عسكريين، وأشارت 8 نساء وفتيات إلى تعرضهن للاغتصاب على أيدى ما لا يقل عن 5 عسكريين، وقالت نساء إنهن شهدن مقتل أطفالهن وأزواجهن أو أهاليهن قبل تعرضهن للاغتصاب. وفى تقرير منفصل، وثّقت منظمة «فورتيفاى رايتس» غير الحكومية المحلية حدوث «اعتداءات واسعة ومنهجية» ضد الروهينجا، خلال الفترة من بين 9 أكتوبر وديسمبر 2016 واعتبارا من 25 أغسطس 2017، ويستند تقرير المنظمة بعنوان: «حاولوا قتلنا جميعا» على أكثر من 200 مقابلة مع ناجيات وشاهدات عيان، بالإضافة إلى عمال إغاثة، وأكد أن قوات الأمن فى ميانمار ومدنيين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وقاموا بحملة تطهير ضد الروهينجا، وأوضح أن «الأدلة على أن هذه الأفعال تشكل إبادة بحق الروهينجا فى تزايد مستمر»، كما تضمن روايات عن ضحايا تعرضن للذبح أو الحرق وهن أحياء.
وأجبرت أحدث موجة من أعمال العنف، نحو 700 ألف من الروهينجا، أكثر من نصف سكان ولاية أراكان، على الفرار إلى بنجلاديش، وأوضح التقرير أن هذه العمليات تعد «آلية لارتكاب فظائع جماعية»، وأكد أن «قوات الأمن الحكومية فتحت النار على المدنيين الروهينجا من الأرض والجو، بينما ذبح الجنود والمدنيون المسلحون بالسكاكين رجالا ونساء وأطفالا»، كما حرقوا مواطنين أحياء واغتصبوا نساء وفتيات جماعيا واعتقلوا بشكل تعسفى رجالا وفتيانا بشكل جماعى، وأشار التقرير إلى أن محققى المنظمتين سافروا إلى ولاية أراكان ومنطقة الحدود بين بنجلاديش وميانمار، التى لجأ إليها الروهينجا.