مسيرة حاشدة لمؤيدي الوحدة في برشلونة ضد استقلال كتالونيا عن إسبانيا

شارك مئات الآلاف من الأشخاص اليوم الأحد في ثاني احتجاج جماهيري على انفصال كتالونيا خلال شهر بعدما جاهدت «الأغلبية الصامتة» في الإقليم من أجل إسماع صوتها.
وقدرت حركة «المجتمع المدني الكتالوني» المؤيدة للوحدة والتي نظمت الحدث في برشلونة عدد المشاركين ب 1ر1 مليون شخص، في حين قالت الشرطة المحلية إن العدد بلغ 300 ألف شخص. وجاءت الأرقام مشابهة لعدد المشاركين في احتجاج آخر للحركة نظمته قبل ثلاثة أسابيع.
وتجمعت الحشود في شارع عريض بالقرب من ساحة كتالونيا بوسط المدينة من الظهر تحت شعارات «كلنا كتالونيون» و«كلنا إسبان» و«نريد البقاء معا».
ويوصف الكتالونيون المناهضون للانفصال دائما بأنهم «الأغلبية الصامتة». ووفقا لاستطلاعات رأي، يريد أقل قليلا من نصف الكتالونيين الانفصال عن إسبانيا، لكن الداعين إليه هم أكثر تنظيما وأعلى صوتا.
وقال أحد سكان كتالونيا ويدعى إناخي 42/ عاما/ ويعمل مهندسا وجاءت كلمات إناخي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن «كتالونيا مريضة للغاية. الاستقلال الذي يريدون فرضه هو من أجل البعض وليس الكل من سكان كتالونيا». في حين كانت تردد الحشود «لا تكون مخدوعا، كتالونيا هي إسبانيا».
وكانت إينيس أريماداس زعيمة حزب المواطنة (جيودادانوس) من الوسط وزعيمة المعارضة في برلمان كتالونيا من بين الحاضرين مع العديد من السياسيين الموالين للوحدة.
ودعت إلى استعادة «المنطق والديمقراطية» في مؤسسات كتالونيا.
وتأججت المشاعر في الإقليم عقب أحداث بالغة الأهمية شهدها يوم الجمعة الماضي، عندما صوت برلمان كتالونيا لصالح الاستقلال، وردت الحكومة الإسبانية بعزل إدارة الإقليم بأكملها ودعوتها إلى إجراء انتخابات جديدة به في 21 من كانون أول/ ديسمبر القادم.
ودعا حاكم كتالونيا المعزول كارليس بوجديمون أمس السبت إلى «معارضة ديمقراطية» لاستيلاء مدريد على الإدارة الكتالونية، وهو ما أسفر أيضا عن عزل رئيس شرطة الإقليم جوسيب ليويس ترابيرو.
وقد يواجه بوجديمون وزعماء انفصاليون آخرون غدا الاثنين بتهم «التمرد» وهي جريمة عقوبتها تصل إلى السجن لمدة 30 عاما ويمكن أن يتم إصدار أمر باحتجازهم إلى حين محاكمتهم، وذلك وفقا لعدة تقارير لوسائل إعلام إسبانية.
وتساءل وزير الدولة البلجيكي للهجرة ثيو برانكين عما إذا كان يمكن أن يحصل بوجديمون على «محاكمة عادلة» في إسبانيا وقال إنه ليس من «الأمور غير الواقعية»بالنسبة له وحلفائه التقدم بطلب للجوء في بلجيكا.
وقال فرانكين لقناة «فليمنش في تي إم نيوز» الفلمنكية إنه إذا ما تم التقدم بمثل هذا الطلب، «فسنكون في وضع دبلوماسي صعب مع الحكومة الإسبانية، هذا واضح».
وذكر فرانكين لقناة فلمنكية أخرى وهي «في آر تي» إن «مواطني كتالونيا ممن يشعر بتعرضه لتهديد يمكن أن يتقدم بطلب للجوء إلى بلجيكا. هذا ينطبق أيضا على رئيس الوزراء بوجديمون. وهذا قانوني تماما»، لكنه أضاف أنه «حتى هذه اللحظة، لا توجد طلبات بعد».
وحتى إذا تفادوا إلقاء القبض عليهم، فليس من الواضح ما إذا كان سيخوض القادة الانفصاليون الانتخابات التي ستجرى في كانون أول/ ديسمبر إذ أنهم شككوا في حق مدريد حتى في الدعوة إليها.