نقلًا عن مجلة «نيوزويك» الأمريكية مقالات متعلقة * بيتر فيفر يكتب: خطورة استراتيجية ترامب للتعامل مع إيران * وجهتا نظر حول إيران أعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الأسبوع الماضى، أن الولاياتالمتحدة لن تعيد التصديق على خطة العمل الشاملة المشتركة، المثيرة للجدل، مع إيران، والتى يُشار إليها عادةً باسم «الاتفاق النووى الإيرانى»، وقد ظل هذا الاتفاق محل خلافات منذ توقيع الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما عليه فى عام 2015، وقد أعرب النقاد عن مخاوفهم من أن الصفقة لم تقدم الضمانات الكافية لمنع طهران من الحصول على سلاح نووى، وهو الأمر الذى يهدد أمن المجتمع الدولى بأسره. ولكن كما يؤكد ترامب فى استراتيجيته، فإن جرائم إيران لا تقتصر على برنامجها النووى فقط، ولعل هذا هو السبب الكامن وراء ضمه لمكافحة العدوان الإيرانى كعنصر من عناصر استراتيجيته الأوسع. إن التأثير الإيرانى المتنامى يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمى، كما أنه يضر حلفاء الولاياتالمتحدة، وقد تمتعت طهران، منذ رفع العقوبات المفروضة عليها، فى عام 2016، بموجب الاتفاقية، بنفوذ مالى واقتصادى، متزايد، استثمرته فى زعزعة استقرار العديد من جيرانها. فبالإضافة إلى برنامجها النووى، فإن هناك 4 استراتيجيات تتبناها طهران لزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأولاها الحروب بالوكالة، وتقويض شركاء الولاياتالمتحدة، فإيران لها تاريخ طويل فى دعم جماعات المتمردين، وتقويض الحكومات الإقليمية القائمة. ففى اليمن، تسعى طهران لإضعاف نفوذ السعودية من خلال دعم المتمردين الحوثيين ضد القوات السعودية، واليمنية، وقد قام الحوثيون بشن هجمات على سفن الولاياتالمتحدة، وحلفائها، فى البحر الأحمر، بأسلحة موردة من إيران، حتى إن الأخيرة هددت باتخاذ إجراء عسكرى ضد السعودية. أما الاستراتيجية الثانية التى تستخدمها فى زعزعة استقرار المنطقة فهى عن طريق تهريب الأسلحة، والمقاتلين، فقد تمكنت إيران من الاستفادة من حرب العراق ضد «داعش»، وعدم الاستقرار الذى نتج عنه، حيث استطاعت إنشاء البنية التحتية اللوجستية، ووسائل النقل، لنقل المقاتلين، والأسلحة، عبر العراق، إلى قواتها بالوكالة فى سوريا، ولبنان. وتفعل طهران الشىء نفسه فى اليمن، وقد أشار ضابط أمريكى إلى أن إيران قدمت للمقاتلين الحوثيين ترسانة من الأسلحة استخدمت لمهاجمة السفن المتحالفة مع الولاياتالمتحدة فى البحر الأحمر، كما قامت بتجنيد آلاف اللاجئين الأفغان، ونشرتهم كقوات مسلحة متطوعة للقتال بجانب قوات الرئيس بشار الأسد فى سوريا. وتعد المواءمة مع الأنظمة الوحشية هى الاستراتيجية الثالثة، فقد كانت الحرب الأهلية السورية دموية، ووحشية، حيث قُتل ما يصل إلى نصف مليون سورى، كما أصبح الملايين منهم الآن مشردين، وكان دعم إيران للأسد هو أحد العناصر الرئيسية التى ضمنت بقاء حكومته. فقد أرسلت إيران عددًا من كبار الشخصيات العسكرية، ونشرت مئات من جنود الحرس الثورى، وقدمت الدعم النقدى، والاستخباراتى، والتدريب، والاتصالات، والأسلحة، للأسد، وذلك على الرغم من انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان. ويشمل حلفاء طهران دولًا معادية مثل روسيا، التى حاربت جنبًا إلى جنب مع القوات الإيرانية، والأسد، فى سوريا، فضلًا عن فنزويلا التى باتت تنهار فى ظل وجود حكومة فاسدة، ومناهضة للغرب. أما الاستراتيجية الأخيرة فهى الإرهاب الذى ترعاه الدولة، فواحد من الشرور الأكثر شهرة فى إيران يتمثل فى تمويل الإرهاب، وتصنف وزارة الخارجية الأمريكيةطهران على أنها الدولة رقم 1 فى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك لأسباب وجيهة، فقد دعمت، لسنوات، جماعات معادية للغرب مثل حماس، وحزب الله، فضلاً عن الجماعات الوسيطة فى العراق، وسوريا، واليمن، والتى أدت إلى تفاقم الصراعات الإقليمية الجارية. وفى لبنان، يبث حزب الله الأخبار الموالية لإيران، وينفذ هجمات على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، كما لعب مقاتلو حزب الله، المدعومون من إيران، دورًا حاسمًا فى دعم نظام الأسد، وقد اُتهمت طهران بدعم حركة طالبان فى أفغانستان، وهى العلاقة التى قامت بإعلانها رسميًا فى أوائل عام 2014. إن منع النظام الإيرانى من الحصول على القدرات النووية أمر مهم للغاية، ولكن هذا ليس التهديد الوحيد الذى تفرضه طهران على المنطقة، فالنفوذ الإيرانى أصبح آخذًا فى الاتساع، وبدلًا من إبطاء، أو منع، هذا النفوذ المتزايد، فقد سهل الاتفاق النووى الإيرانىلطهران التأثير سلبًا فى زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط، ولذا فإن رفض ترامب إعادة التصديق على الصفقة قد يشكل نقطة تحول فى التأثير الإيرانى المدمر فى المنطقة. ترجمة- فاطمة زيدان اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة