بعد 4 مليار عام.. «درب التبانة» تندمج مع «أندروميدا»

نشرت المنظمة الأوروبية للأبحاث الفلكية، صورة التقطها «مرصد هابل الفضائي» التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، تظهر ما يتوقع حدوثه عندما تندمج مجرة «درب التبانة»، التي يتبعها كوكب الأرض، بمجرة «أندروميدا»، وهو اصطدام مجري متوقع أن يحدث بعد 4 مليار سنة تقريبا بين المجرتين.
وعلي نقيض صورة مماثلة نشرتها «ناسا» عام 2009، فإن الإصدار الجديد التخيلي للاندماج المتوقع، اعتمد على بيانات وملاحظات حديثة وضيقة النطاق للأشعة تحت الحمراء، ما يجعل المجرتين مرئيتين بشكل أكبر في المرة المقبلة.
ويسمى ذلك النوع من الصور NGC 2623 وتمثل مجرتين اندمجا بالفعل وصارتا مجرة واحدة، ويبدو شكلهما في المراحل النهائية من عملية اندماج مجري هائل يقع على بعد 300 مليون سنة ضوئية باتجاه «كوكبة السرطان».
وعند الاندماج، حسب وكالة «ناسا»، فإن النجم النشط الناتج عن الاندماج سيتميز باللون الأزرق الزاهي، بسبب وجود حوالي 170 مجموعة نجمية مشرقة يمكن أن ينظر إليها متجمعة، سواء في المركز، أوعلى طول مسارات الغبار والغاز المعروفة باسم «ذيول المد والجزر».
ويؤدي التقارب العنيف بين «درب التبانة» و«أندروميدا» إلى حدوث تشكل نجمي واسع النطاق قرب نواة مضيئة، وتمتد ذيول المد المعاكسة المليئة بالغاز والغبار، والنجوم إلى أكثر من 50 ألف سنة ضوئية من النواة المندمجة، وينمو ثقب أسود فائق الكتلة من المحتمل أنه ناتج عن عملية الاندماج، مسؤول عن النشاط النووي في منطقة الاندماج.
وتعتبر مجرتي «درب التبانة»، و«أندروميدا» (M31) هما العضوان الأكبر ضمن المجموعة المحلية للمجرات، وبينما تندفع أكثر المجرات بعيدا عن مجرتنا كجزء من عملية توسع الكون، إلا أن المجموعة المحلية ترتبط فيما بينها بالجاذبية، وستواصل التفاعل فيما بينهم على مدار السنوات القادمة.
وعندما تحدث الضربة الأولى خلال أقل من 4 مليار سنة من الآن، وفي التفاعل الأول، فإن هناك احتمال بنسبة 12% أن يُقذف النظام الشمسي خارج قرص «درب التبانة»، وقد تلتحم مع المد الذيلي الطويل للمواد التي ستطرد خارج المجرة، وهناك احتمال آخر بعيد وبنسبة تبلغ 3% فقط، أن يقذف النظام الشمسي الخاص بنا إلى مجرة «أندروميدا».