مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 18 أبريل.. عز عامل عمايله    18 أبريل 2024.. نشرة أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    وزير الإسكان: انتهينا من تنفيذ 666 ألف وحدة سكنية.. وتم تخصيص 578 ألف لمنخفضي الدخل    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره في بلدة كفر كلا بجنوب لبنان    زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب غرب اليابان    "ريمونتادا" ومفاجآت فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا    الدوري الأوروبي.. ليفربول عينه على "الريمونتادا" أمام أتالانتا    الرياضية المغربية: كاف لا ينوي إقامة نسخة جديدة من الدوري الأفريقي في 2024    بدء أولى جلسات محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي على محمد الشيبي    "شاهدت الفضيحة".. ميدو يحذر الأهلي ويكشف ما فعله مع رئيس مازيمبي    إبراهيم صلاح: الزمالك لا يحتاج ل لاعب في مركز 6 بعد تواجد شحاتة ودونجا    وزير التعليم: صرف مكافآت للعاملين بامتحانات الثانوية والدبلومات في هذا الموعد    يصل ل 6 درجات.. انخفاض درجات الحرارة ونشاط للرياح فى بعض المناطق    خلافات ميراث.. التحقيق مع المتهم بالشروع بقتل شقيقه بطلق ناري في الطالبية    إصابة 7 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالمرج    كواليس جلسة محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي على لاعب بيراميدز    وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون المشترك مع مدير منظمة "الألكسو"    الخشت: تطوير ورفع كفاءة مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد (الفرنساوي)    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    8 علامات قد تشير إلى تدهور البصر    وزير المالية: ندعو اللجنة الاقتصادية لأفريقيا لدعم إصدار السندات الخضراء والزرقاء الإقليمية    وزير النقل يشهد توقيع مذكرة تفاهم بشأن بناء وتطوير البنية الفوقية لميناء برنيس البحري    جامعة أسيوط تشارك في مسابقة دولية للبرمجة.. منافسة مع طلاب 111 دولة    وزير الإسكان يتابع جهود تحسين مستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي    مجلس النواب يكشف عن مواعيد عقد الجلسات العامة    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    مجموعة السبع: الإفراط فى تداول العملات الأجنبية له آثار سلبية على الاقتصاد العالمى    بعد ثوران بركان روانج.. إندونيسيا تصدر تحذيرا من تسونامي    التضامن تعلن فتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية لموسم 2024    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    وزير المالية: العاصمة الإدارية درة المدن الذكية تستضيف اجتماعات وزراء المالية العرب خلال مايو المقبل    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    مستشارة وزيرة الثقافة: مصر لديها بصمة تراثية تختلف عن الآخرين.. فيديو    حكم الصوم نيابة عن شخص مات وعليه قضاء أيام.. الإفتاء توضح    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    اجتماع موسع بجامعة حلوان لبحث تعزيز الترتيب بالتصنيف الدولي    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بالمستهل.. والسوقي يضيف 12 مليار جنيه    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    ‫وزارة الزراعة تطلق 10 منافذ متحركة لبيع كرتونة بيض المائدة ب140 جنيها    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    قصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط غزة    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    حالة طقس السعودية والخليج.. وحقيقة تأثُّر مصر بمنخفض الهدير    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقاتل ب«الصاعقة» يروي تفاصيل أسر «شارون» وموقف مؤثر لسعد الدين الشاذلي
نشر في المصري اليوم يوم 07 - 10 - 2017

«كان يومًا عاديا مثله مثل باقي أيام التدريبات التي اعتدنا عليها منذ 1972، فقد أخبرنا كمقاتلين بالصاعقة يوم 6 أكتوبر 1973 بأننا سنذهب للتدريب على العبور من موقع كتيبتنا في الإسكندرية إلى السويس»، بهذه الكلمات بدأ عبد الرحمن صادق عبد الغنى، أحد مقاتلي سلاح الصاعقة في حرب أكتوبر 1973، حديثه مع «المصري اليوم» والذي كشف فيه عن تفاصيل هامة منها مشاركته في أسر «شارون»، لافتًا إلى أن أسره لم يدم طويلاً بسبب الغارات المكثفة من العدو على المنطقة بالتزامن مع محاولة ترحيله، وتمكن من الفرار مصابًا.
ويحضر عبدالرحمن صادق، روح أكتوبر التي كانت لدي قيادات الجيش قبل الحرب، بموقف مع الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي فاجأ موقع تدريبه في الإسكندرية بعدما ضلت مركبة برمائية بما تحمله من مجندين في عرض البحر أثناء التدريب على عبور الموانع المائية، وتم تتبع المركبة بسلاح الطيران وإعادتها، ويقول «عبد الغني»: «ما أدهشنا هبوط أحد قيادات الجيش بطائرة في موقع تدريبنا لنفاجأ بأنه الفريق سعد الدين الشاذلي شخصيا، وكان غاضبا جدا وعنف الضباط، مشدداً على أن سلامة الجنود أول الاعتبارات».
وتابع: «الموقف الثاني عندما وقعت مشادة بين جندي وضابط برتبة ليست صغيرة شكا زملاء الجندي وحضر ضابط برتبة كبيرة للتحقيق وقال للجنود لماذا لم تتظلموا من قبل، فأجابوا: «كنا خائفين»، فقال الضابط الكبير بصوت مرتفع: «مفيش حاجة اسمها خايفين ومفيش حاجة تخيف جندي أمال هاتقابل العدو إزاي .. انسوا كلمة خوف، ثم بحث مظلمتهم».
وأكد «عبدالغني»، أنه وكتيبته 603، وكتيبه 602 بقيادة الشهيد البطل إبراهيم عبدالتواب، أول من سيطروا على خط بارليف كاملا، والعبور للضفة الشرقية، ثم أسر العشرات من قوات الجيش الإسرائيلي فى منطقة كبريت.
وأضاف: «مع ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر 73 عبرت كتيبتنا بقيادة البطل الشهيد إبراهيم عبدالتواب، لتقتحم البحيرات المرة الصغرى بنجاح تام وفي فترة زمنية صغيرة للغاية، بفضل التوجيه المميز للقائد، حتى وصلت الكتيبة إلى البر الشرقي للبحيرات وبدأت تنفيذ الشق الثاني من المهمة وهو السيطرة على ممر (متلا)، رغم العقبات التي واجهت الكتيبة وشراسة العدو الذي حاول الدفاع باستماتة للاحتفاظ باستراتيجية المكان، إلا أن إيمان الأبطال ورغبتهم في استعادة كرامة مصر حولتهم إلى أسود مرعبة فرت من أمامها مدرعات العدو ودباباته وكبدوا العدو الإسرائيلي خسائر هائلة في الأرواح والمعدات».
وتابع «عبدالغني»: « ثم جاءت اللحظات الحاسمة عندما صدرت الأوامر بمهاجمة كتيبة 603 و602 النقطة الحصينة شرق (كبريت) والاستيلاء عليها، وأسرعوا بالتحرك نحو نقطة (كبريت) واعتمدت خطة البطل إبراهيم عبد التواب، على استغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام النقطة الحصينة من اتجاهي الشرق والجنوب بقوة سرية مشاة، في نفس الوقت الذي تقوم باقى وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الإسرائيلي».
وقال «عبد الغني»، البالغ من العمر 68 عاما، ابن قرية زهرة بمحافظة المنيا، إنهم استقلوا الدبابات البرمائية فور وصولهم السويس، وكانت حوالي الواحدة والثلث ظهراً.
وأضاف: «فوجئنا أنها الحرب، فغطسنا 5 أمتار ثم طفونا ثم عبرنا وسط النيران، فكنا كل عدة أمتار نتجاوز الضربات المتلاحقة ونأسر جنودا إسرائيليين أو نقتلهم».
وتابع «عبد الغني»، الذي التحق بالجيش عام 1970 بعدما أنهى دراسته بالمعلمين وعين معلمًا، أن عبور قوات الصاعقة باتجاه الضفة الشرقية كان عن طريق سيارات برمائية، وكان عبورهم تمهيدا لقوات المشاة.
ويسترجع «عبد الغني» ذكريات حرب التحرير قائلا: «بعد مرور 10 أيام على اندلاع الحرب، انطلقت القوات باتجاه منطقة كبريت، وكانت مهمتنا هي اقتحام البحيرات المرة الصغرى تحت تغطية من نيران المدفعية والقصف الجوى للطائرات المقاتلة ونجحت قواتنا في تطهيرها من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأسر العشرات منهم، ثم تمركزت قوات الصاعقة المصرية بتلك النقطة».
ويكمل: «ظللنا أيامًا نبدأ يومنا مع آخر ضوء ونعود لمقر كتيبتنا مع أول ضوء، كنا نذهب لتدمير أهداف محددة للتصدي لتحركات العدو، وبرفقتنا كاشف عن مناطق الألغام وآخر من سلاح الإشارة».
وقال «عبدالغني»: «كانت تعليمات قائدنا الشهيد البطل إبراهيم عبد التواب، أنه لو طلع علينا ضوء النهار فلا نعود لمقر كتيبتنا حتى لا ينكشف مقر الكتيبة للعدو، وظللنا على هذا الوضع نحقق نجاحات بتدمير دبابات ومناطق للعدو، حتى يوم 20 أكتوبر».
وأضاف: «يوم 20 أكتوبر، ونحن في مقر كتيبتنا بمنطقة كبريت أثناء النهار، حاولت سيارة إسرائيلية الاقتراب من الموقع، فقام أحد أفراد الكتيبة بضربها، فانقلبت وتم أسر 3 جنود إسرائيليين كانوا على متنها، وبالفعل جئنا بهم لقائد كتيبتنا 603 كأسرى، وكان اثنان منهم يبكيان بصراخ كالأطفال عندما أطلقنا النيران فوق رؤوسهم وأسفل أرجلهم، أما الثالث فكان صامداً وصامتاً، فلما اندهشت من موقف الجندي الثالث سألت قائد الكتيبة ما الذي يجعل موقف الجندي الثالث بهذا الصمود بخلاف الآخرين، فكان رده أن هذا الجندي جنرال إسرائيلي، أما الآخرون فهم مرتزقة».
وتابع «عبدالغني»، أنه لم يكن يعرف هذا الأسير الصامت ولكنه بعد عودته من الحرب عرف أنه شارون والذي أصبح رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد، ولكن أسره لم يدم طويلاً بسبب الغارات المكثفة من العدو على المنطقة، بالتزامن مع محاولة ترحيله وتمكن من الفرار مصابًا.
ويكمل: «لم ينته اليوم عند ذلك فحسب، ففي مساء نفس اليوم وبالتحديد وقت الغروب، وجدت نزيف دماء مندفعا من رأسي لم أعلم أو أشعر من أين جاء، ولم أشعر إلا وأنا في مقر الكتيبة، وعرفت بعدها أن غارة جوية قصفت فوقنا وبعدها فقدت الوعي، وافقني من الإغماء زميلي المقاتل في نفس الكتيبة مصطفي عبد الفتاح مبارك، ابن عم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك».
ويروي «عبد الغني»، تفاصيل ليلة إصابته، قائلاً: «قضينا ليلة في أحد المدارس بالضفة الغربية في انتظار سيارة إسعاف تنقلنا في الصباح لمستشفى السويس، وكان الألم يعتصر رأسي فقد علمت أنها شظايا استقرت في المخ، وبالفعل في السادسة والنصف صباحا سيارة الإسعاف، وأخذتنا ونحن في طريقنا للمستشفى انهال علينا رصاص العدو وكنا نحاول فداء بعضنا البعض وكان المصاب منا باصابة خفيفة يحمل المصاب باصابة أشد».
ويضيف: «نزحف وسط طلقات نيران العدو ونرجع لاستقلال السيارة، وما أن تسير في طريقها للمستشفى عدة أمتار ونجد وأبلا من الطلقات يصوب نحونا، فنزحف هاربين إلى أن تهدأ الأوضاع ونعاود لاستقلالها مرة أخرى، وهكذا قضينا اليوم بأكمله نهرب من الموت ونحن مصابين وفي حالة إعياء حتى وقت الغروب، وعندها وصلنا لمقر مستشفى السويس».
وتابع «عبد الغني»: «بعد إجراء عملية عاجلة لي في المخ لإخراج الشظايا بمستشفى المعادي، أفقت ووجدت الممثلة الكبيرة عزيزة حلمي هي من تمسك بطبق الطعام وتأكلني كالطفل هي وعدد كبير من الفنانين جاءوا لزيارتنا بالمستشفى، وكانت السيدة جيهان السادات تأتي يوميا في تمام التاسعة صباحاً للمستشفى للاطمئنان علينا».
واختتم حديثه قائلا: «أعيش حاليا لأحفادي لأعلمهم حب مصر وأوجههم خاصا في وسط ما يعانيه بعض أبناء هذا الجيل بعدما أحلت للمعاش مديرا بالتعليم، وأمارس بعض الرياضات لأحافظ على ما تبقي لي من صحة، وأرى أنني نجحت أن أبث في أبنائي وأحفادي بل تلاميذي روح الانتماء والإخلاص لمصرنا الغالية ومازالت أواصل حتي النفس الأخير».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.