أصبح منتخب السعودية أول منتخب عربي يضمن تواجده في بطولة كأس العالم 2018 المُقامة بروسيا في الصيف القادم، بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية، ضمن المرحلة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة للمونديال. وتمكن المنتخب السعودي من الوصول لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، وبعد غياب دام 12 عامًا خلال نسختي «2010 و2014»، حيث كان المنتخب العربي يشارك بشكل شبه دائم منذ بداية نسخة عام 1994، ومرورًا بنسختي 1998 و2002، وحتى نسخة 2006، قبل أن يعود مجددًا للمشاركة في النسخة القادمة في 2018. خلال تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال روسيا، خاض منتخب السعودية المرحلتين الثانية والثالثة من التصفيات بمجموع لعب 18 مباراة. في المرحلة الثانية لعب منتخب السعودية في المجموعة الأولى بجوار كل من الإمارات، فلسطين، ماليزيا وتيمور الشرقية، واحتل المركز الأول برصيد 20 نقطة بعد 6 انتصارات وتعادلين، مسجلًا خلال هذه المرحلة 28 هدفًا ومستقبلًا ل4 أهداف فقط. المرحلة الثالثة كانت المرحلة الأخيرة والأصعب، ولعب الأخضر السعودي في المجموعة الثانية مع منتخبي اليابانوأستراليا، بالإضافة للشقيقين الإمارات والعراق، وكذلك المنتخب التايلاندي. وبدأ المنتخب السعودي المجموعة بشكل قوي وتربع على الصدارة بعد نهاية النصف الأول، لكن خسارتين متتاليتين أمام أسترالياوالإمارات أربكتا حسابات الأخضر قبل المرحلة الأخيرة التي اصطدم فيها بالمتصدر اليابان الذي كان ضمن التأهل، وقدم المنتخب السعودي أداء ذكيا في مباراة مصيرية، نجح من خلاله تحقيق الفوز على ضيفه بهدف نظيف، ونجح في حجز المركز الثاني الذي يؤهل بشكل مباشر للمونديال، وبفارق الأهداف عن المنتخب الأسترالي الذي جمع نفس عدد النقاط، 19 نقطة، وحقق المنتخب السعودي خلال المجموعة 6 انتصارات وتعادل و3 هزائم. وسجل منتخب السعودية خلال المرحلة الثالثة 17 هدفًا «أعلى رقم تهديفي في المرحلة مناصفة مع اليابان»، واستقبلت شباكه 10 أهداف. المنتخب العربي سيأمل في أداء أفضل في كأس العالم القادمة، أداء أقرب منه للنسخة الأولى التي شارك فيها في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1994، ووقتها حقق المنتخب السعودي الفوز في مباراتين على المغرب وبلجيكا وخسر ضد هولندا، وتأهل لدور ال16 في أول مشاركة له في تاريخه في البطولة، لكنه خسر في نهاية المطاف من المنتخب السويدي، لكنه بشكل عام قدم أًداء أكثر من رائع ومفاجئ للجميع. نسخة 1994 هي النسخة الأفضل في تاريخ الكرة السعودية، بل أنها النسخة الوحيدة التي شهدت تحقيق الأخضر للفوز، بعدها كانت مشاركات المنتخب السعودي مخيبة تمامًا، ففي عام 1998 خسرت السعودية أول مباراتين لها في البطولة ضد الدنمارك وفرنسا، وتعادلت بنتيجة 2-2 ضد جنوب افريقيا لتغادر البطولة من الدور الأول، وتكرر الأمر ذاته في نسخة عام 2006 عندما خسرت ضد أوكرانيا وأسبانيا وتعادلت مع تونس بنتيجة 2-2. وتبقى نسخة 2002 هي الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية في مشاركة المنتخب في كأس العالم، حيث تلقى الأخضر ثلاث هزائم خلال دور المجموعات ضد الكاميرون، جمهورية ايرلندا وألمانيا، وجاءت الهزيمة من المنتخب الألماني بنتيجة ساحقة «8-0» وهي اكبر هزيمة تلقتها السعودية خلال اخر 30 عامًا، وواحدة من اكبر النتائج في تاريخ كأس العالم. الأخضر يأملون كثيرًا في امكانيات مدربهم الهولندي، بيرت فان مارفيك، وهو المدرب الذي لديه سجل جيد في كأس العالم بعد ان قاد هولندا في نسخة عام 2010 لنهائي البطولة التي حققت لقبها اسبانيا. ويتميز المدرب الهولندي بإختياراته الثابتة للفريق وتغييراته البسيطة سواء في اختياراته لقائمة المنتخب أو اسلوب اللعب. حيث قام فان مارفيك بإستدعاء 35 لاعب خلال مشوار السعودية في المرحلة الثالثة، شارك 18 منهم في 7 مباريات على الأقل. ويحظى المدرب بثقة المشجعين والمتابعين للكرة السعودية بعد التحول الكبير الذي طرأ على الكرة السعودية منذ توليه مهمة تدريب المنتخب منذ عام 2015، وحقق خلال هذه الفترة نتائج مميزة بعد ان لعب الأخضر تحت قيادته 20 مباراة، فاز في 13 وتعادل في 4 وخسر في 3.