يواجه مزارعو المانجو فى الإسماعيلية، موسما صعبا، فى ظل ارتفاع أسعار الوقود، والمعدات، والأيدى العاملة، بالإضافة إلى انتشار الحشرات القشرية، وظهور مرض «العفن الهبابى» الأسود، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة التى تسببت فى سقوط الثمار قبل نضجها، وقلة الإنتاج، ما تسبب فى مضاعفة الأسعار. ويقول جلال أبوالطاهر، نائب رئيس الغرفة التجارية بالمحافظة، أحد كبار تجار سوق الجملة: إن سوء الأحوال الجوية ومرض العفن الهبابى الذى أصاب الأشجار هذا العام تسبب فى خسائر فادحة بالنسبة للمزارعين، ويترتب على ذلك ارتفاع الأسعار بشكل كبير بعد إصابة الأشجار والمزارع بالمرض الذى يسبب عقما، بخلاف أنه من الأمراض الزراعية المعدية، حيث ينتشر ويصيب الأشجار بالعقم وتساقط الأوراق فلا نجد أى إنتاج أو ثمار بسبب هذا المرض. وحمل نائب رئيس الغرفة التجارية مسؤولى الزراعة والإرشاد انتشار مرض العفن، حيث إنه لا يوجد الإرشاد الكافى بالنسبة للفلاحين المزارعين، ولا يعلم الفلاح البسيط أى أنواع المبيدات التى يقوم برشها فى المزارع، مع انتشار المبيدات والأدوية غير الصالحة للاستخدام من «مصانع بئر السلم»، مطالبا مسؤولى الإرشاد الزراعى بالنزول إلى المزارعين للتوعية عن طريق حملات مكثفة فى كيفية التعامل مع المرض ومحاصرته والقضاء عليه، وتوفير المبيدات والأدوية المطلوبة لمكافحته. ويقول ياسر دهشان، مزارع، إن محصول المانجو هذا العام ستكون جودته متوسطة بسبب العوامل الجوية وندرة حصة الأراضى من مياه الرى، حيث إن المانجو يحتاج كميات وفيرة من المياه، فى الوقت الذى توفر مديرية الرى المياه كل 8 أيام لرى المحصول، لافتا إلى أن إنتاج المانجو فى العامين الأخيرين واجه صعوبات بسبب برودة الطقس والأمطار الغزيرة التى قضت على الأزهار وإصابة الثمار. ويضيف دهشان أن المحصول تم تدميره بسبب هذا المرض القاتل «العفن الهبابى»، وعجز الزراعة عن تبنى خطة لإنقاذ آلاف الأفدنة فى شرق وغرب القناة، بسبب غياب خطة واضحة لمكافحة المرض، محملا الحكومة المسؤولية عن انهيار محصول هذا العام، ومطالبا بتوفير الأدوية المدعومة للمزارعين. ويقول محمد أحمد، بائع مانجو على الطريق، إن انخفاض إنتاجية المحصول هذا العام أدى إلى ارتفاع الأسعار، وارتفع سعر أرخص نوع إلى 13 جنيها، وكان يباع ب7 جنيهات، ما تسبب فى ركود حركة البيع وأصبح المشترى الذى اعتاد شراء كميات من المانجو، لا يشترى أكثر من كيلو أو اثنين. ويؤكد التجار أن شهر أغسطس هو الأفضل فى شراء المانجو لأن الثمار تكون نضجت تماما، مشيرين إلى أن الأسعار تتراوح تجاريا، فالسكرى من 8 إلى 10 جنيهات للكيلو، والزبدة من 7 إلى 8 جنيهات، والبلدى من 6 إلى 7 جنيهات، وتصل العويس وهى من أطعم أنواع المانجو إلى 25 جنيها للكيلو، والسكرى الممتاز وصل من 10 إلى 12 جنيها للكيلو. من جانبه، يؤكد عربى مجاهد، نقيب الفلاحين، أن المانجو هو المحصول الرئيسى للمحافظة، وتصل زراعته إلى 350 ألف فدان، فيما تصل نسبة اعتماد الفلاحين عليه بنسبة تصل إلى 70%، ليكون مصدر الرزق الأساسى بالنسبة للمزارع طوال العام، مشيرا إلى أن مرض العفن الهبابى أثر على أكثر من 50% من المحصول هذا العام. من جانبه، يقول الدكتور السيد خليل، وكيل وزارة الزراعة ونقيب الزراعيين بالمحافظة، إن مرض العفن الهبابى تسببه حشرة قشرية بالورقة، وتفرز مادة عسلية يتغذى عليها فطر يعطى الورق اللون الأسود، مشيرا إلى أن المرض ظهر قبل عام مضى بسبب إهمال المزارعين فى عمل خطة تنظيف وتقليم الأشجار وتهويتها للسماح للشمس بالدخول إلى الحقول والقضاء على أى حشرات أولا بأول، مؤكدا أن نسبة الإصابة بمرض العفن الهبابى تصل إلى 30%.
