أشارت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد لها إلى ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية في الدول النامية والدول متوسطة ومنخفضة الدخل. والأمراض غير المعدية تشمل الأمراض القلبية وأمراض السكري والسرطان وأيضا أمراض الرئة المزمنة، وهذه الأمراض تشكل حاليا حوالي 63% من الوفيات في العالم منذ عام 2008 سنويا، وتسبب الأمراض غير المعدية حوالي 1.36 مليون وفاة، ومن هذه الوفيات هناك 9 ملايين وفاة تحدث تحت سن الستين. ويؤكد أول تقرير عالمي، أصدرته منظمة الصحة العالمية عن حالة الأمراض غير المعدية، أن تلك الأمراض باتت في مقدمة الأمراض الفتاكة وهي الآن في ارتفاع. وقالت الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، التي أشرفت على إصدار التقرير خلال منتدى المنظمة العالمي المعني بالتصدي لمشكلة الأمراض غير المعدية، إن الزيادة المسجلة في الأمراض غير المعدية المزمنة تمثل مشكلة هائلة، ووصفت الوضع ب«كارثة وشيكة ستنزل بالصحة والمجتمع وبالاقتصادات الوطنية في المقام الأول». ويوفر التقرير العالمي عن حالة الأمراض غير المعدية الإحصاءات والبيانات والتجارب العالمية والإقليمية والقطرية اللازمة للتصدي، بحزم أكبر، للخطر المتنامي الذي تطرحه الأمراض غير المعدية المزمنة. كما يوفر الأساس لرسم خرائط التوجهات التي ستتخذها تلك الأمراض في المستقبل وأشكال الاستجابة لمقتضياتها في البلدان، بما في ذلك ما يتعلق بآثارها الاجتماعية والاقتصادية، ويقدم النصائح والتوصيات لجميع البلدان ويولي اهتماما خاصا للظروف السائدة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل التي تعاني من أكبر الضرر جراء تلك الأمراض. وتقف الأمراض القلبية الوعائية وراء معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، حيث تودي بحياة 17 مليون نسمة كل عام، وتليها السرطانات، 6.7 مليون نسمة، والأمراض التنفسية، 2.4 مليون نسمة، والسكري، 1.3 مليون نسمة، وتتسبب مجموعات هذه الأمراض في وقوع نحو 80% من مجموع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، وهناك أربعة عوامل خطر شائعة مشتركة بينها وهي: تعاطي التبغ والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار وتدني النظام الغذائي. ويتوقع الدكتور علاء العلوان، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير المعدية والصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، أنه إذا لم تتخذ أي إجراءات في هذا المجال فسيفتك وباء الأمراض غير المعدية بنحو 52 مليون نسمة سنويا بحلول عام 2030. تم إصدار التقرير خلال المنتدى العالمي، الذي عقدته منظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض غير المعدية في موسكو بالتعاون مع الاتحاد الروسي يومي 28 و29 أبريل الجاري، والذي استقطب نحو 300 من الشخصيات البارزة من القطاعين المدني والخاص والأوساط الأكاديمية، للحث على اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل مكافحة هذه الأمراض. وسيتيح ذلك المنتدى، بشكل مباشر، نتائجه للتحضير لأول اجتماع رفيع المستوى على الإطلاق تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 19 و20 سبتمبر القادم في نيويورك بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.
