أسوان.. عربات متهالكة وتكييف «عطلان»

تحولت محطات القطارات فى معظم قرى أسوان إلى أطلال ومقالب للقمامة، ولم يحدث التطوير إلا للمحطات الرئيسية فقط، لأنها المدخل والانطباع الأول للزائرين، وتركت محطات القطارات فى القرى مهملة ودون تطوير أو تجديد.
وتمثل السكة الحديد شريان الحياة للأهالى، فهى وسيلة التنقل الرئيسية التى تربط المحافظة بباقى محافظات الجمهورية فى ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، ونظراً لبعد المسافة بينها وبين باقى المحافظات فالقطار يمثل مرفقاً حيوياً لا غنى عنه لهذه المحافظة الحدودية، ورغم ذلك لا تنقطع الشكوى من سوء حالة القطارات وتدنى مستوى العربات، وتكررت الشكاوى خلال الآونة الأخيرة، ووصلت لتحرير محاضر بمحطات السكة الحديد بسبب سوء حالة عربات القطارات وتعطل أجهزة التكييف.
ويؤكد الركاب أن حالة القطارات المكيفة يرثى لها ومتدنية للغاية ولا يوجد فرق بين عربات قطار الدرجة الأولى والثانية المكيفة والمميزة والعادية، حيث لا توجد صيانة للعربات إلى جانب سوء حالة دورات المياه، وعدم انتظام مواعيد الوصول والمغادرة، مطالبين بإعطاء الأولوية لصيانة قطارات الصعيد لبعد المسافة عن القاهرة.
معاناة الركاب لا تقتصر على سوء الحالة فقط، ولكن «البطء الشديد» فى أعمال تطوير المزلقانات، أحد مصادر الخطورة، ولايزال عدد كبير من المزلقانات التى يعبرها آلاف المواطنين بشكل يومى، تعمل بالأنظمة البدائية كالسلاسل الحديدية والجنازير ونظام الشادوف، وتقع حوادث كثيرة نتيجة لذلك، ولم يتم الانتهاء من التطوير حتى الآن.
ويقول عادل عوض، من الأهالى الذين يعتمدون على القطار فى السفر: القطارات أصبحت متهالكة وفى حالة يرثى لها وتمثل خطورة على حياة الركاب، فأجهزة التكييف لا تخضع للصيانة ومعطلة باستمرار والذى يعمل منها لا يعمل بكفاءة، وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة داخل العربة، إلا أن هناك عربات تخرج من المخزن معطلة، مع العلم أن التكييف داخل القطار ليس رفاهية لأن طريقة تصميم عربة القطار ينتج عنه ارتفاع فى درجة الحرارة وقلة الأكسجين ما لم يعمل التكييف.
ويضيف أنه فى إحدى المرات كانت المياه تتساقط من سقف العربة على مقاعد الركاب، مشيراً إلى أن السفر بدون تكييف بمثابة انتحار، فى ظل الارتفاع الكبير فى درجة الحرارة خلال أشهر الصيف، وأن الخدمات والصيانة منعدمة على قطارات خط الصعيد، ورغم أن هيئة السكة الحديد رفعت مؤخراً سعر تذكرة الدرجات الأولى والثانية المكيفة والvip، إلا أنه لا توجد خدمات أو أى تغيير فى حالة القطارات ولا يراعى المسؤولون طول المسافة ومعاناة كبار السن والمرضى الذين يستقلون هذه القطارات.
ويشير حمدى النوبى، أحد الركاب، إلى انتشار القمامة داخل العربات لغياب العامل المسؤول عن العربة، بالإضافة إلى غياب الصيانة واختفاء طفايات الحريق من الأماكن المخصصة لها، وتدهور حالة المقاعد، وتدنى حالة دورات المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام وعدم وجود مياه بها، وعدم نظافة المياه إن وجدت لعدم الاهتمام بتطهير الخزانات، لافتاً إلى أن زجاج العديد من العربات محطم والأبواب متهالكة، إضافة إلى الزحام الذى تشهده هذه القطارات نتيجة السماح لغير الحاجزين باستقلال القطار رغم أن استقلال هذه القطارات يكون بالحجز، فضلا عن انتشار الباعة الجائلين والقمامة فى العربات دون رقيب.
ويقول محمد عبدالله، من الأهالى: «فى القرن الواحد والعشرين لا توجد مقاعد فى محطات قطارات القرى وكان الاهتمام بالمحطات الرئيسية سبباً رئيسياً فى تجاهل القرى والمحطات الصغيرة».
ويوضح أن المحطات الصغيرة فى القرى أهم من المحطات الكبرى للزحام والإقبال الكبير عليها فى الخطوط الداخلية، لكن هذه القرى لم تشهد أى تحديث أو تطوير ولم ينظر إليها، وتعانى محطات «الشديدة والعقبة والجعافرة» من الإهمال رغم الإقبال الكبير عليها من المسافرين بين المراكز، إذ لا توجد فى أى محطة منها دورة مياه أو مظلة سليمة.
ويشير إلى أن محطة الشيخ هارون تستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين، ومع ذلك لا توجد بها مظلات سليمة وتحولت إلى مقلب قمامة واستغلها البائعون فى منطقتى السيل والشيخ هارون كدورة مياه مفتوحة، ويوما الخميس والجمعة تتحول المحطة إلى سوق كبيرة، وفى المساء تتحول إلى وكر لتعاطى المخدرات.