فولكس ڤاجن «كرة قدم سياسية» !

حث ممثلو القوى العاملة لدى شركة فولكس ڤاجن يوم الخميس المشرعين على عدم استخدام صانع السيارات ككرة قدم سياسية قبل الانتخابات الوطنية الشهر المقبل، مما قد يقوم بتهديد الوظائف فى ألمانيا. جاء هذا النداء بعد أن دعا حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيدين للعمل ولاية سكسونيا السفلى لبيع حصتها من فولكس ڤاجن البالغة قيمتها 9 مليارات دولار لإزالة أى تأثير من الدولة الألمانية على الشركة والسماح لصناعة السيارات بالتركيز على تحسين الربحية الصافية. وقال بيرند أوسترلوه، زعيم العمالة البارز فى شركة صناعة السيارات يوم الخميس: «إن فولكس ڤاجن تتعرض للانتقادات، وهناك أجزاء مبررة لذلك، ولكن علينا أن نكون عقلانيين، لأن ذلك يتعلق بمستقبل الآلاف من فرص العمل، فالعمال قلقون ويجب على السياسيين أن يأخذوا هذا الأمر على محمل الجد». وقال قادة حزب العمال إن 120 ألف عامل من عمال شركة فولكس ڤاجن كانوا قد تلقوا عريضة للتوقيع عليها، فى الوقت الذى حث فيه السياسيون فى برلين على عدم «الاعتداء» على صانع السيارات خلال الحملة الانتخابية البرلمانية. تواجه شركات صناعة السيارات الرائدة فى ألمانيا وتلك العاملة فى مجال النقل مزاعم حول إخفاء المستويات الحقيقية لتلوث السيارات، مما يؤجج تصورا بأن صناعة السيارات والحكومة تتمتعان بعلاقة وثيقة بشكل لا مبرر له. فولكس ڤاجن تكافح لترتد مرة أخرى من فضيحة الغش فى انبعاثات محركات الديزل والتى قد كلفت الشركة حتى الآن خسائر بقدر 25 مليار دولار.
يأتى صراع الشركة الألمانية مع السياسة مباشرة بعد أن اتهمت كبرى شركات صناعة السيارات الألمانية فى دعوى قضائية أمريكية أنها تعمل بمثابة «كارتل» وتتواطأ منذ ما يقرب من عقدين من الزمن للحد من وتيرة التقدم التكنولوجى فى سياراتهم وخنق المنافسة وهى ادعاءات توسع نطاق الفضيحة الاخيرة التى تعرضت لها صناعة السيارات فى البلاد. وكانت كل الشركات التابعة لمجموعة BMW و مجموعة دايملر ومجموعة فولكس ڤاجن بما فى ذلك أودى وبورشه قد شاركت معلومات تنافسية حول تقنيات السيارات والنقل مع بعضها البعض منذ عام 1996 حتى عام 2015 وهو ما يعد انتهاكا صريحا لقوانين مكافحة الاحتكار ويتسبب فى خنق المنافسة بالتطوير السريع للتقنيات التى لا تستطيع الشركات الأخرى تطويرها فرديا، ويأتى ذلك وفقا لشكوى قدمت يوم الجمعة فى محكمة سان فرانسيسكو الاتحادية، والتى لم ينظر فيها بعد ولكن أنكرتها شركات صناعة السيارات الألمانية كلها حتى الآن.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة