بسبب تواصل ارتفاع أسعار الذهب.. اللى عايز شبكة يشترى «صينى»

لم يكن أحد يتخيل أن مبلغ 5 آلاف جنيه، الذى كان يمثل قيمة شبكة محترمة لفترة زمنية طويلة يساوى اليوم ثمن «دبلة ومحبس وخاتم»، فمع الارتفاع الجنونى فى أسعار الذهب باتت تلك القطع هى الشبكة، والتى قد يرافقها طقم ذهب صينى أحياناً لإسكات أى لسان يقول «العروسة ماجلهاش شبكة».
قمنا بجولة بين بعض محال الذهب لرصد الارتفاع الرهيب فى أسعار الذهب، خاصة فى مثل هذا التوقيت من العام، والذى يعد موسماً لحفلات الزفاف والخطوبة.
محمود حسين، صاحب محل ذهب بمنطقة المعادى،يشاهد يومياً مواقف طريفة تحدث أمامه كل يوم، منها ما يمر بسلام، ومنها «اللى يقلب بغم»، ويقول عنها: مواقف كثيرة بتعدى علينا لكن ما اعتدنا عليه أن العريس يدخل ويطلب من عروسته تختار كل اللى يعجبها، وعند الدفع يصدم ويرتبك وياخدها بره المحل ويتكلموا، وطبعاً هى وشها بيجيب ألوان، وإما أنهم يرجعوا ويشتروا «دبلة ومحبس»، أو يروحوا، علشان كده من الأفضل إن العروسة والعريس قبل ماينزلوا يشتروا يعرفوا سعر الدهب، ويتفقوا على اللى عايزينه.. أريح لهم وللبائع وبيجنبهم أى خلاف.
محدش بقى يشترى شبكات النهاردة، لأن الشبكة المعقولة يصل سعرها إلى 20 ألف جنيه، لذلك يلجأ العروسان إلى «الدبلة والتوينز والخاتم» كبديل، وأغلب الطبقات المتوسطة أصبحت تتجه لذلك، لأنه لم يعد أمامها حل آخر، بسبب الغلاء، وعلى العكس تماماً من ذلك مازال فى الصعيد عائلات كثيرة تتمسك بشراء الشبكة، ولكن ليس بمبلغ معين ولكن بالجرامات.
لو رجعنا بالذاكرة هنلاقى ارتفاع أسعار الذهب بدأ بعد أحداث 11 سبتمبر، وتكرر الارتفاع مع عدم استقرار الأوضاع العالمية، حيث يرتفع الذهب مع ارتفاع قيمة الوقية فى البورصات، إضافة إلى اتجاه بعض المستثمرين الأجانب للمضاربة فى الذهب.. هناك اعتقاد خاطئ بأن أسعار الذهب تنخفض أوقات الدراسة وترتفع مع شهر رمضان والأعياد، لكن الموسم الوحيد الذى يرتفع فيه الذهب أكثر من أى وقت هو موسم الحج، لأن الناس تقبل على شراء الذهب من السعودية، فيحدث سحب شديد عليه، وبعد الموسم تعود الأسعار لما كانت عليه.
وفى ظل حالة الارتفاع المستمر فى أسعار الذهب اتجهت إحدى الشركات العربية إلى طرح موديلاتها بأسعار رخيصة، حيث يصل سعر السلسلة إلى 500 جنيه وسعر الخاتم 300 جنيه تقريبا، وعن ذلك يضيف حسين: الموديلات التى تعرضها الشركة للذهب عيار 18 ومدموغة، سعر القطع موحد لأن الأوزان واحدة، والسبب فى رخص ثمنها هو خفة وزنها فالسلسلة بالتعليقة تصل إلى 2 جرام فقط، وعند البيع تباع بسعر جرام عيار 18، وتخسر مصنعيتها، والشركة حالياً تفكر فى عرض أطقم شبكات بحيث يصل سعر الطقم إلى 4 آلاف جنيه.
ويقول محمود سعيد، صاحب أحد محال الذهب: الوضع مريح جداً فى سوق الذهب، بسبب ارتفاع الأسعار وأغلب الناس تدخل تسأل وتوزن لكن ما بيشتروش، وإذا اشتروا فغالبا بيكون ذهب عيار 21، لأن الناس تعتبره أقيم، أما عن الشبكات فلم يعد هناك من يأخذ طقم أو غوايش وسلسلة، لكن يكتفوا بدبلة وخاتم فقط.
أما عن المواقف التى نراها من العروسين فكثيرة لكن دائماً أهل العروسة بيكونوا عايزين ياخدوا أتقل حاجة، وأهل العريس عايزين ياخدوا أخف حاجة.
وتقول نيرة إبراهيم «مخطوبة حديثا»: شبكة إيه فى الزمن ده، هنجيب منين 15 ألف جنيه عشان شبكة، أنا كنت مقدرة ظروف البلد وظروف الشباب عشان كده ما اشترطش شبكة على خطيبى واكتفيت بدبلة وتوينز للإشهار، ورغم ذلك تكلفا 2500 جنيه، وإن شاء الله فى المستقبل هنجيب اللى نفسنا فيه.