أثار مقطع فديدو يظهر تجول فتاة سعودية في أحد الأماكن التاريخية بالمملكة مرتدية تنورة وصفها البعض بأنها «قصيرة» جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر لأن تفتح السلطات في السعودية تحقيقا مع الفتاة. خبر تحقيق السلطات السعودية مع الفتاة أثار اهتمام صحف ومواقع غربية عدة، ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن الفتاة تدعى «خلود»، وكانت تتجول حول حصن تاريخي في قرية عشيقير بمحافظة نجد، وهي واحدة من أكثر المناطق محافظة بالسعودية. وألقت صحف ومواقع غربية الضوء على ما وصفته ب«القيود والقمع» الذي تواجهه المرأة السعودية في مجتمعها، بداية من القيود على اللباس بفرض ارتداء «العباءات» والحجاب في الأماكن العامة، كما يحظر عليهن القيادة، أو ممارسة أعمالها بدون ولي. وأشارت «بي بي سي» إلى أن مقطع الفيديو الذي نشر على موقع «سناب شات»، ولم يتسن التأكد من صحته، أثار نقاشا ساخنا بين مستخدمى وسائل التواصل الإجتماعى، إذ طالب البعض باعتقالها لكسر قانون اللباس الصارم في السعودية. بينما دافع سعوديون آخرون عن الفتاة، وأشادوا ب«شجاعتها»، وأكدوا أن حرية اللباس يجب ألا تكون جريمة. ووفقا لموقع «سي بي أي»، الأمريكي، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تتمتع بشعبية في السعودية كمنطقة للتنفيس عن الإحباط وقياس الرأي العام. وأوضح أن مع أكثر من نصف سكان المملكة الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، دفع وريث البلاد البالغ من العمر 30 عاما، ولي العهد محمد بن سلمان، إلى فتح المزيد من وسائل الترفيه جزئيا لإرضاء شباب البلاد، لكن لا تزال هناك قواعد صارمة للفصل بين الجنسين والقيود الأخرى المفروضة على حركة المرأة. وفور نشر الفيديو على «سناب شات» تم تحميله من قبل السعوديين على موقع «تويتر»، حيث تباينت الآراء بين أولئك الذين يعتقدون أن ينبغي معاقبة «خلود»، بينما أصر آخرون على حرية اللباس. وكتب الصحفي خالد زيدان: «عودة الشرطة الدينية هنا أمر لا بد منه». وقال مستخدم آخر: «يجب أن نحترم قوانين بلدنا، وفي فرنسا يحظر النقاب، ويغرم النساء إذا ارتدته، وفي السعودية يعتبر ارتداء العباءات والملابس الإسلامية جزءا من قوانين المملكة». وقال الكاتب والفيلسوف وائل القاسم إنه «صدم لرؤية تلك التغريدات الغاضبة والمخيفة». وأضاف «اعتقدت في البداية أن هذه الفتاة قصفت أو قتلت شخصا ما، واكتشفت أن الأزمة تتمحور حول تنورتها، أتساءل كيف يمكن أن تنجح رؤية 2030 إذا تم القبض عليها؟»، في إشارة إلى برنامج الإصلاح الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان (31 عاما). ودافع بعضهم عن «خلود» من خلال الإشارة إلى أن زوجة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وابنة إيفانكا، اختارتا عدم ارتداء العباءات أو الحجاب أثناء زيارتهما إلى السعودية في مايو. وكتبت فاطمة العيسى: «إذا كانت أجنبية لكانوا تغزلوا في جمال خصرها وسحر عينيها.. لكن لأنها سعودية يدعون إلى اعتقالها». وكتب إبراهيم المنيف، وهو كاتب سعودي لديه أكثر من 41 ألف متابع على حسابه الرسمي في «تويتر»، أن السماح للناس بعصيان القانون يؤدي إلى الفوضى. وأضاف: «كما نطالب الناس باحترام قوانين البلدان التي يسافرون إليها، يجب على الناس أيضا احترام قوانين هذا البلد». وكانت صحيفة «عكاظ» السعودية، ذكرت، الاثنين، أن مسؤولين في اشيقير قد طلبوا من حاكم المقاطعة والشرطة اتخاذ إجراءات قانونية ضد المرأة. وأفاد موقع «سبق» السعودي، بأن شرطة الأخلاقيات في المملكة قد بدأت مع وكالات أخرى التحقيق بعد أن تم لفت انتباههم إلى الفيديو. وفي الوقت نفسه، كتبت الشرطة الدينية، وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على تويتر، أنه تم إعلامها بالفيديو، وأنها على اتصال بالسلطات المعنية. لو كانت أجنبية كان تغزلوا بجمال خصرها وفتنتة عيناها.. بس لأنها سعودية يطلبوا محاكمتها! #مطلوب_محاكمة_مودل_خلود pic.twitter.com/ttYqynySN2 — فاطمة العيسى (@50BM_) July 16، 2017