فى تأبين شهيد الجيش والوطن

بينما أتصفح الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك إثر هجوم رفح الإرهابى الآثم٬ تفاجأت بشهادة طارق قطب٬ أحد الأصدقاء الأعزاء من المخلصين والنابغين فى الخارجية المصرية٬ عن العقيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة٬ الذى استشهد فى هذا الهجوم دفاعًا عن تراب الوطن٬ والذى كانت تربطه بقطب علاقة صداقة عميقة. وقعت عينى على هذه الكلمات الرقيقة والعذبة٬ تلك الكلمات المليئة بالاحترام والتقدير لصديق أعزه٬ والممتلئة بالشجن والحزن العميق لفراقه٬ تأثرت بها٬ وفكرت أن أنقل لكم جزءا منها كى نتأكد أن فى بلادنا رجالا حملوا الأمانة ولم يفرطوا فيها٬ وإن كلفهم ذلك أرواحهم وكل نفيس لديهم.
مقالات متعلقة
* حتى متى؟
* شعور الصدمة والإهانة
«منسى يعنى الطفل اللى أبوه دكتور شاطر٬ ممارس عام٬ بيعالج الناس ب«ملاليم» عشان مؤمن إن الطب اتخلق لعلاج الناس، دكتور صابر المنسى اللى لما مات عام 2013 كان كشفه 5 جنيه، أبوه كان مثله الأعلى وأكتر حد منسى بيحبه فى الدنيا، وشاء النصيب إنه يبقى أول واحد يدخل يتدفن جنبه».
«منسى اللى بيقرر إنه حيدخل الكلية الحربية وبعدين الصاعقة عشان عارف هو عايز ايه، وفاهم إن هى دى الحته اللى حيعرف ينفع فيها بلده وأهله ونفسه، وكان طالب متفوق و«طوب الأرض» فى الكلية عارفه وبيحبه».
«منسى العقيد٬ فيه مليون حد من زمايله يقدر يتكلم عنه أحسن منى٬ ومئات منهم قالوا شهادات تشيب من عظمتها، إنما أنا شفت منسى نائب ملحق الدفاع اللى اشتغل معانا فى باكستان. من أول يوم اتقابلنا وربنا وضع فى قلوبنا كلنا محبة غريبة ليه، منسى اختار باكستان٬ وكان ممكن يختار بلد تانية٬ بس اختارها لأن فيها جيش قوى ومتطور حيتعلم منه، وكانت علاقته بكل الناس فى باكستان رائعة، وعمل شغل هايل».
«منسى اللى لما رجع مصر كان مع ثورة يناير (بدون تفاصيل)، وكان مع ثورة 30 يونيو (برضه بدون تفاصيل)، وكان راجل موضوعى بيقول على اللى شايفه صح صح، وعلى اللى شايفه غلط غلط، لا غاوى سفسطة٬ ولا يقول معلومة لمجرد إنه سمعها من حد، بيقرأ وبيحلل وبيسمع وبيفهم وبيتناقش بالراحة مهما كانت سخونة الموضوع».
«منسى اللى اشتغل فى سيناء بمزاجه أكتر من 3 سنين، لحد ما قائد الكتيبة استشهد فى أكتوبر اللى فات٬ فكلموه وسألوه: «ترجع يا منسى»؟ قال: «حالاً»٬ ورجع عشان يكمل اللى بدأه. منسى اللى كنا من خوفنا عليه بنقوم كل يوم الصبح نتطمن إنه عايش، وبطولاته ضد الإرهاب وداعش فى سيناء كانت زى الأساطير اللى الناس بتحكيها بانبهار، وهو لما يحكيلنا عن بعضها بعد زن مننا يتكلم ببساطة كإنه بيتكلم عن مذكرة كتبها».
«منسى البنى آدم جدًا جدًا، صاحبى وأستاذى، الرضا اللى كان جواه وباين على وشه وفى ابتسامته طول الوقت كان مصدر إلهام٬ ودرس دايم ليا. الشجاعة المفرطة التلقائية السهلة اللى بيعملها وهو مش حاسس بيها، الشاعر اللى بيكتب ويبعتلى ولما أكتب يشجعنى، الراجل اللى كانت الدنيا تبقى بتتهد حواليه ما يتهزش٬ إنما موقف من طفل صغير ممكن يخليه يعيط».
«يا منسى الدنيا ما بتجبش زيك كتير، ومن حسن حظى إنى عرفتك٬ وكنت صاحبك، ومن حسن حظك إنك روحت لربنا بالطريقة اللى كان نفسك فيها، إنت الكسبان واحنا اللى خسرنا صحبتك، ما فيش حاجة تتقال تانى بعد اللى جدك الكبير قاله امبارح قدام قبرك: «كان عنده أربع سنين وشهم»٬ سلام مؤقت يا شهم».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة