صحف فرنسية: ترامب في باريس لحضور العيد الوطني اختبار لدبلوماسية ماكرون

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه ضغوطًا داخلية بسبب شبهات بحصول تواطؤ بين أفراد من فريقه الانتخابي وروسيا، أمس، إلى باريس حيث يحل ضيف شرف على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تستمر يومين، لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي، في الوقت الذي تتواجد فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في باريس، حيث تترأس مع ماكرون قمة فرنسية ألمانية، لكن من غير المقرر عقد أي لقاء بين ميركل وترامب.
وأضافت وكالة الأنباء الفرنسية أن ترامب خصص، ظهر أمس، لقاء بموظفين مدنيين وعسكريين أمريكيين في باريس، وذلك قبل أن تشهد الزيارة مراسم رسمية وعسكرية في مجمع إينفاليد وزيارة لضريح الإمبراطور الفرنسي، نابليون ولقاء في القصر الرئاسي «الإليزيه»، وعشاء للرئيسين مع زوجتيهما في أحد مطاعم برج إيفل وعرض عسكري بمناسبة اليوم الوطني.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات ستركز خصوصا على المسألة التي توحّد البلدين حاليًا وهي مكافحة الإرهاب، وأقر مسؤول أمريكي بأن فرنسا ثاني دولة مساهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وشريك قريب جدًا في المجال الأمني.
إلا أن الإليزيه أوضح أن مواضيع الخلاف وخصوصا المناخ «لن يتم تفاديها»، موضحا أن ماكرون أكد أنه لم يفقد الأمل في إقناع واشنطن بالعودة إلى الاتفاق، ويقول المتخصص الفرنسي، في العلاقات الدولية،: «من الصعب جدا لعب الشطرنج مع شخص نجهل كل شيء عن استراتيجيته وشعاره الأوحد تسخير كل شيء للمصلحة الوطنية الأمريكية».
ورحبت الصحافة الفرنسية بترامب، واصفة زيارته بأنها ستستغل من قبل ماكرون، ليعيد فرنسا إلى قلب اللعبة الدبلوماسية الدولية.
وأكدت صحيفة «لوموند» أن أفكار ترامب السياسية لن تتغير خلال برنامج زيارته لمدينة النور، بسبب العواصف السياسية التي تلحقه بسبب اتصالات ابنه مع محامية روسية، قد تورطه في إدانته بتدخل موسكو لصالحه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، 2016، موضحة أن كل ما قاله ترامب عن الزيارة: «أن تتلقى دعوة من الزوجين ماكرون باسم مدينة النور، فهو شيء في حد ذاته رائع».
وقالت الصحيفة إن الرئيسين تحدثا مرارًا وتكرارًا هاتفيًا رغم الخلافات حول اتفاق مناخ باريس، منذ مجموعة السبع في إيطاليا وال20 في ألمانيا، التي انتهت الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن العلاقات ودية للغاية، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن واشنطن أصبحت في عزلة سياسية بعد رفضها الاتفاق، إلا أن باريس ترى أن الاختلاف موضوعي فقط.
وأكدت الصحيفة أن ماكرون يعرف كيف يتعامل مع ترامب، ليس شخصا بل لأنه رئيس أكبر دولة في العالم، موضحا أن واشنطن ستبقى مهمة مهما كانت أخطاء رئيسهم.
وأوضحت الصحيفة أن ماكرون هو الرئيس الوحيد القادر على التعامل مع الدبلوماسيات المختلفة وتوحيدها، موضحة أنه منذ دخوله الساحة السياسية العالمية، أصبح وسيطا يتمتع بكاريزما عالية للحد من أي توتر دولي، خاصة بين موسكو وواشنطن وبرلين، لافتة إلى أنه قادر في آن واحد على تفعيل حوار بين ميركل، وفي الوقت نفسه يكون حازمًا مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، وأيضًا تكون له آذان صاغية ليعرف كيف يتعامل مع قطب العقارات الذي يرأس الولايات المتحدة.
وأكدت أن أهم ملف على طاولة ماكرون وترامب هو «داعش سوريا والعراق»، وكيفية محاربته، مؤكدة أنه رغم غياب فرنسا عن مؤتمر أستانا لإيجاد حل للصراع السوري، إلا أن ماكرون يرغب في عودة فرنسا إلى هذا الملعب.
فيما نقلت صحيفة «ويست فرانس»، التي حاورت ماكرون، قبل الزيارة بيوم واحد، قوله: «إن النقطة الأساسية حماية مصالحنا في أفريقيا (مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو)، ومحاربة الإرهاب»، مشيرة إلى أن ماكرون وصف التعاون مع واشنطن بالمثالي.
أما صحيفة «ليبراسيون» كانت قد أعربت عن خوفها من الزيارة، موضحًا أن ترامب يأتي باريس من أجل الفسحة فقط ولن يبدي أي انصياع من أجل تغيير رأيه على اتفاق المناخ، موضحة أنه يريد أن يعوض رحلة هامبورج التي لم يستطع الخروج من الفندق بها خلال قمة مجموعة العشرين بسبب المظاهرات.
وأكدت الصحيفة أن هناك أشخاصًا لا يريدون أن يروا ماكرون وسيطًا بين واشنطن والاتحاد الأوروبي الغاضب منه، مؤكدة أن ماكرون يسير بمبدأ «باريس تبقى باريس»، وستُظهر أنها قادرة على تغيير وجهة نظر ترامب حول اتفاق المناخ.