هل يسير «كيميتش» على خطى «كلوزه» في بايرن ميونخ؟ (تقرير)

ربما يطرح الألماني جوشوا كيميتش، موهبة نادي بايرن ميونخ الألماني، على نفسه هذا السؤال خلال الفترة الحالية.. هل سأسير على خطى مواطني ميروسلاف كلوزه في بايرن ميونخ؟
الإجابة على هذا السؤال تطلب استعراض مجموعة من الحقائق، التي ربما تساهم في معرفة «كيميتش» لمستقبله داخل أروقة أليانز أرينا، معقل النادي البافاري، خاصة وأن الطريق ممهد أمامه للحصول على مكان أساسي في تشكيلة البايرن، خلال منافسات الموسم المقبل.
ويتميز «كيميتش» بقدرته على اللعب في العديد من المراكز، فقد شارك بكفاءة كبيرة في خط الوسط الدفاعي وقلب الدفاع، بالإضافة إلى مركز الظهير الأيمن، كما شارك في مركز الجناح الأيمن مع المنتخب الألماني، ما يجعله بمثابة اللاعب «الجوكر» لبايرن ميونخ.
وتألق في موسمه الأول مع بايرن ميونخ «2015-2016»، عقب استقدامه من نادي شتوتجارت الألماني، تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا، حيث شارك في 36 مباراة بجميع المسابقات، ليساهم في فوز النادي البافاري بلقبي الدوري الألماني وكأس ملك ألمانيا.
ولكن مع رحيل «جوارديولا» لتدريب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، وقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي لتدريب الفريق، في الصيف الماضي، عانى «كيميتش» للحصول على مكان أساسي في تشكيلة المدرب الإيطالي، على مدار الموسم المنصرم، رغم تألقه في بداية الموسم، حيث شارك في 40 مباراة بجميع المسابقات، بمعدل دقائق أقل من معدله في موسمه الأول، سجل خلالهم 9 أهداف وصنع هدفين أخريين لزملاءه.
ويأتي السبب الأساسي وراء ذلك نتيجة سياسة «أنشيلوتي»، والتي تقوم على الاعتماد على اللاعب الجاهز، وعدم الاستعانة باللاعبين الشباب، حيث شارك الألماني فيليب لام في مركز الظهير الأيمن بشكل أساسي، بالإضافة لمشاركة الإسباني تشابي ألونسو في خط الوسط، إلا جانب التشيلي أرتورو فيدال، فيما بدت فرص «كيميتش» صعبة للعب في قلب الدفاع، في ظل تواجد قلبي الدفاع المنتخب الألماني جيروم بواتينج وماتس هوملز.
وقد أثارت سياسة «أنشيلوتي» الكثير من الانتقادات من قبل مشجعي وإدارة بايرن ميونخ، خاصة مع اعتزال «لام» و«ألونسو»، بالإضافة إلى سخط عدد كبير من مواهب بايرن ميونخ، منهم «كيميتش» نفسه والبرتغالي ريناتو سانشيز والبرازيلي دوجلاس كوستا والفرنسي كينجسلي كومان، لعدم اعتماد «أنشيلوتي» عليهم بشكل أساسي، مثلما كان «جوارديولا» يفعل.
إلا أن «كيميتش»، 22 عامًا، يعتبر الأوفر حظًا من بين مواهب بايرن ميونخ بالحصول على مكان أساسي في تشكيلة «أنشيلوتي» خلال الموسم المقبل، خاصة مع الفراغ الموجود في مركز الظهير الأيمن، بعد اعتزال «لام»، إضافة إلى حفاظه على مكانه في المنتخب الألماني.
وكان «كيميتش» قد أكد، عقب انتهاء الموسم المنصرم، أنه مستمر في بايرن ميونخ، وأنه سيسعى لاحتلال مكان «لام» في بايرن ميونخ، رغم أن مكانه الأساسي هو خط الوسط.
وفي تصريحات صحفية، مطلع الشهر الجاري، أكد «كيميتش» أنه لن يكترث للمكان الذي سيلعب به خلال منافسات الموسم المقبل، مشيرًا إلى أن الأمر الأهم بالنسبة له هو المشاركة في أكبر قدر ممكن من المباريات.
وربما يسعى «كيميتش» لعدم تكرار مسيرة «كلوزة»، أسطورة المنتخب الألماني المعتزل، خلال فترة تواجده في بايرن ميونخ.
وكان «كلوزه»، المتواجد في الطاقم التدريبي ليواخيم لوف في المنتخب الألماني، قد انضم لبايرن ميونخ في صيف 2007، بعد تألقه اللافت مع فريق فيردر بريمن الألماني، إضافة إلى مكانه الأساسي في المنتخب الألماني.
ورغم التألق اللافت ل«كلوزه» في أول موسمين له مع بايرن ميونخ، حيث شارك إجمالًا في 85 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 41 هدف وصنع 22 أخريين لزملاءه، ليساهم في فوز بايرن ميونخ بثنائية الدوري والكأس المحليين، في موسم «2007-2008»، إلا أنه فقد مكانه الأساسي مع النادي البافاري، مع قدوم الهولندي لويس فان جال لتدريب الفريق، في صيف 2009.
وفضل «فان جال» إشراك الألماني ماريو جوميز مكان «كلوزه» في بايرن ميونخ، نظرًا لصغر سن «جوميز» وقتها، إضافة لانخفاض مستوى «كلوزة» بشكل كبير، ليكتفي بتسجيل 6 أهداف فقط في 38 مباراة بجميع المسابقات، كان بديلًا في أغلبهم، خلال موسم «2009-2010».
واستمرت معاناة «كلوزة» في بايرن ميونخ، خلال موسم «2010-2011»، وهو الموسم الذي شهد بزوغ نجم «جوميز»، حيث اكتفى بالمشاركة في 27 مباراة فقط، سجل خلالهم 6 أهداف وصنع 3 أخريين لزملاءه، مقابل 39 هدف ل«جوميز» في 45 مباراة بجميع المسابقات.
وقرر «كلوزه»، 33 عامًا وقتها، القيام بتجربة جديدة في دوري جديد، ففضل الانتقال إلى نادي لاتسيو الإيطالي، لضمان المشاركة بشكل أساسي في المباريات، للحفاظ على مكانه في المنتخب الألماني.
وقد كان قرار الرحيل إلى لاتسيو موفقًا من قبل «كلوزه»، حيث شارك، خلال 5 مواسم، في 171 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 63 هدف وصنع 35 أخريين لزملاءه، كما حافظ على مكانه الأساسي في المنتخب الألماني، ليصبح الهداف التاريخي الجديد ل«المانشافت»، برصيد 71 هدف، ويقوده للفوز بلقب كأس العالم 2014.
ولعل التشابه الأساسي بين كل من «كلوزة» و«كيميتش» خلال الوقت الحالي، يتمثل في حفاظ كل منهما على مكانه في المنتخب الألماني، رغم عدم تواجد المشاركة الأساسية مع بايرن ميونخ.
ففي خلال الفترة من صيف 2009 إلى صيف 2011، والتي شارك فيها «كلوزة» في 65 مباراة من أصل 100 مباراة متاحة مع بايرن ميونخ، سجل خلالهم 12 هدفًا فقط، غاب النجم البولندي الأصل عن 7 لقاءات فقط مع «المانشافت»، من أصل 29 مباراة متاحة، وشارك في الفوز بكأس العالم 2010.
ويبدو وضع «كلوزه» مشابًا لوضع «كيميتش»، الذي ثبت أقدامه في المنتخب الألماني، منذ مشاركته الأولى مع «المانشافت»، في 29 مايو 2016، في المباراة الودية أمام سلوفاكيا، والتي خسرها المنتخب الألماني «1-3».
وحتى اللحظة، شارك «كيميتش» في 19 مباراة دولية من أصل 22 مباراة متاحة، ولم يغب عن أي قائمة ل«لوف»، في أي مباراة دولية.
وشارك «كيميتش» في جميع دقائق مباريات ألمانيا الخمسة في بطولة كأس القارات الأخيرة، والتي توج بها «المانشافت»، للمرة الأولى في تاريخهم، ليبرز عن الدور المهم الذي يقوم به لمنتخب بلاده.
وشارك «كيميتش» في مركزين مختلفين ببطولة كأس القارات، هي قلب الدفاع والجناح الأيمن، وهما مركزين يدلان على الموهبة الكبيرة التي يمتلكها اللاعب في المراكز المختلفة.
وربما يسعى اللاعب الألماني لعدم تكرار مسيرة «كلوزه» في بايرن ميونخ، رغم التشابه الموجود بينهما على مستوى المنتخب الألماني، كما تسعى إدارة النادي البافاري للحفاظ على خدماته خلال الفترة المقبلة.
وسبق وأن أكد كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ، على الدور الكبير الذي سيلعبه «كيميتش» مع بايرن، خلال منافسات الموسم المقبل.
كما أن عدم وجود أي شائعات عن رغبة بايرن ميونخ في تدعيم مركز الظهير الأيمن، خلال موسم الانتقالات الصيفية الحالية، يزيد من إمكانية مشاركة «كيميتش» في التشكيلة الأساسية ل«أنشيلوتي»، خلال المواسم المقبلة، ومخالفة مسيرة «كلوزه».