تحركات أمريكية - بريطانية لحل الأزمة الخليجية

تشهد منطقة الخليج تحركات دولية مكثفة في إطار المساعى لحل الأزمة القطرية، مع استمرار مراوغة الدوحة، وبعد إعلان الدول المقاطعة، الجمعة، أن شروطها للمصالحة مع قطر ملغاة، وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن مساعى الوساطة الكويتية في الأزمة بدأت تتبلور وتثمر نتائج طيبة تعزز الوحدة الخليجية، وأضافت أن عددا من المسؤولين الأجانب، بينهم وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، وصلوا الكويت، فيما تستقبل البلاد وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، غدا، لبحث تطورات الخلاف الخليجى وسبل احتوائه.
وأكد جونسون من الرياض، أن زيارته إلى المنطقة التي تشمل الكويت وقطر تهدف إلى دعم الوساطة الكويتية ومساعيها لرأب الصدع، فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أن تيلرسون سيجرى محادثات مع كبار المسؤولين الكويتيين حول الأزمة، وأعربت فرنسا عن دعمها للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الكويت لاحتواء الأزمة، داعياً إلى تخفيف التوتر.
وقال وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن الرد القطرى على مطالب الدول الرافضة لدعم الإرهاب صادم وغاب عنه الشجاعة الأدبية، وتعامل بخفة مع خطورة الوضع في المنطقة، وتنقصه المسؤولية والموضوعية، حيث كتب في تغريدات عبر «تويتر» أن الرد القطرى تنقصه المسؤولية والموضوعية وقوض الوساطة الكويتية الكريمة قبل أن تبدأ، وأشار إلى أن هذا الرد «سعى أن يمسح بحبره عقدين من دعم الفوضى وتمويل التطرف والتحريض على الإرهاب، وأكد قرقاش أنه «لن ينجح أي جهد دبلوماسى أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة». ومن جانبه، طالب رئيس شرطة دبى السابق، ضاحى خلفان، الشعب القطرى بالخروج إلى الشوارع للمطالبة برحيل أمير قطر ونظامه الظالم، حيث قال خلفان عبر حسابه على «تويتر»: «أيها الجماهير القطرية أخرجوا إلى الشارع، تحدوا النظام الظالم، قولوا لتميم ارحل، ولحمد بن جاسم اذهب إلى الجحيم، اجعلوا قطر تعيش ربيعا عربيا»، وأضاف: «أيها القطريون، أطيحوا بنظام الدوحة، علموا أزلام عزمى بشارة أن القطريين أكرم منهم وأكثر منهم نخوة وعروبة».
في المقابل، جددت قطر رفضها لاتهامات الدول المقاطعة لها بتمويل الإرهاب، وزعم مصدر بوزارة الخارجية القطرية، ردا على البيانين الصادرين عن دول المقاطعة، أن ما ورد فيهما «تهم باطلة تمثل تشهيرًا يتنافى مع الأسس المستقرة للعلاقات بين الدول».
وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أن النظام القطرى يعيش حالة من التخبط والارتباك، وأظهرت قراراته الأخيرة مخاوف حكومة الدوحة من انقلاب جديد يطال الأمير تميم بن حمد، وأنه اتخذ عدداً من القرارات الداخلية خلال الأيام الماضية شملت منع الموظفين العسكريين من الإجازة، وحظر سفر كبار القيادات العسكرية للخارج، ورفع حالة الطوارئ على مدار الساعة، وزيادة فرق التحرى والبحث داخل الدولة.
وكشفت مصادر مطلعة في السعودية أن هناك توجهاً خلال اليومين المقبلين بمنع بث قنوات «بى إن سبورت» القطرية في جميع الأماكن العامة والمقاهى الشعبية والفنادق، وأكدت أن القنوات الرياضية ستستمر بالعمل لدى أجهزة المشتركين، حيث لن تتأثر حتى نهاية اشتراكاتهم.
وقالت صحيفة «البيان» الإماراتية تحت عنوان «وضع جديد»، إن الدوحة أشاحت بوجهها عن كل الإشارات التي تلقتها من العالم العربى والولايات المتحدة وأوروبا، معتبرة أن بإمكانها تجاوز المناخ الدولى الذي ينبذ الإرهاب واستعداء محيطها مستخفة بالعمل الخليجى المشترك، وأضافت: أن الدوحة تختار الدخول في نفق مظلم بإضمارها الشر لجوارها العربى، وقالت صحيفة «الوطن» السعودية بعنوان «عقاب قطر واجب»، إن قطر حكمت على نفسها بالعزلة التي نتائجها أكبر من عنادها، وتحت عنوان «الغيبوبة القطرية»، قالت صحيفة «الرياض» السعودية إن أسئلة كثيرة تطرح عن الخطوات المقبلة التي يمكن للدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخاذها تجاه قطر، وأوضحت أن الخيارات المتاحة أمام مصر والسعودية والإمارات والبحرين «كثيرة وجميعها مشروعة، ومنها التوجه إلى مجلس الأمن الدولى، والمحكمة الجنائية الدولية بسبب تعنتها ودعمها للإرهاب».