قال وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش إن الرد القطرى تنقصه المسئولية والموضوعية، وقوض «الوساطة الكويتية الكريمة» قبل أن تبدأ، وجاء فى خفته مجاريا لتسريب ورقة المطالب بلغة مكابرة مسوفة. وأضاف قرقاش فى تغريدات فى حسابه على موقع «تويتر» أن «الرد القطرى سعى أن يمسح بحبره عقدين من دعم الفوضى وتمويل التطرف والتحريض على الإرهاب، كيف ننسى التآمر والوقائع المؤلمة ونصدق المفردات الجوفاء». وأكد أنه «لن ينجح أى جهد دبلوماسى أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة، والاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها». وأشار فى تغريدة أخرى إلى أن «الرد القطرى على المطالَب لم يحترم عقل القارئ وإطلاع المتابع، جاءت لغة الرد مذهلة فى سذاجة الطرح وضعف الحجة، وأحسن اجتماع القاهرة فى تجاهله.» وأضاف الوزير الإماراتى «غاب عن الرد القطرى الشجاعة الأدبية وتحمّل المسئولية تجاه سياسات طائشة معلومة، واعتقد من صاغ الرد أن التوارى خلف مفردات السيادة والإنكار أمر كاف.» ولفت قرقاش إلى أن «المطلع على الرد القطرى على المطالب يُصدم بدرجة الإنكار والتعامل بخفة مع مشاغل حقيقية من تراكم شرير قوض الأمن والاستقرار وأدى إلى أزمة حقيقية». ومن ناحية أخري، خفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى توقعاتها لمستقبل 4 مؤسسات غاز قطرية من مستقر إلى سلبي، مؤكدة أنها يمكن أن تقوم بتخفيض تصنيفات شركة قطر للبترول فى حال تراجع التصنيف السيادى لقطر. وعزت الوكالة هذا التخفيض إلى كون ملكية هذه الشركات مرتبطة بالحكومة، وقد تواجه صعوبات فى الحصول على تمويل حكومى يجنبها التخلف عن الوفاء بالتزاماتها لتسديد ديونها. وكانت موديز قد خفضت فى 5 يوليو توقعات الاقتصاد القطرى إلى سلبية من مستقرة، وذلك بعد احتمال متزايد من أن الأزمة مع الدول الأربع لن تحل سريعا. وفى غضون ذلك، تشهد دولة الكويت هذه الأيام حراكا دبلوماسيا عاليا فى اطار جهود الوساطة التى تقوم بها لحل الأزمة الخليجية الراهنة والجهود التى يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرأب الصدع الخليجي. وقد حظيت جهود أمير الكويت باشادة دولية واسعة اذ أعرب قادة ومسئولون دوليون عن دعمهم لجهوده المخلصة من اجل حل الأزمة الخليجية، مؤكدين ثقتهم الكاملة فى المبادرة الدبلوماسية التى اتخذها الأمير ومساعيه الحميدة نحو مستقبل خليجى اكثر امنا واستقرارا. وفى هذا السياق، يزور الكويت عدد من المسئولين الأجانب بينهم وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون الذى سيصل خلال ساعات على أن تعقبها زيارة مماثلة لنظيره الأمريكى ريكس تيلرسون غدا لبحث تطورات الخلاف الخليجى وسبل احتوائه. وكان وزير الخارجية البريطانى الذى استهل جولته ، امس الأول بزيارة السعودية قد أكد أن زيارته إلى منطقة الخليج تهدف إلى دعم وساطة دولة الكويت ومساعيها لرأب الصدع فى الخلافات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر. وقال إن رئيسة الوزراء تيريزا ماى سبق أن اكدت أن أمن الخليج من أمن بريطانيا التى ستظل ملتزمة بقوة باستقرار المنطقة داعيا جميع الأطراف الى القيام بدور بناء من أجل استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي. وأشار جونسون إلى أنه سيحث خلال جولته الخليجية كل الأطراف على دعم جهود الوساطة الكويتية التى تدعمها المملكة المتحدة بقوة والتأكيد على أهمية العمل على إزالة التصعيد وضمان وحدة الخليج من أجل الاستقرار الإقليمي. ومن جانبها، جددت قطر رفضها لاتهامها بتمويل الإرهاب. وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن ما ورد فى البيانين الصادرين عن دول المقاطعة الأربع «تهم باطلة تمثل تشهيرًا يتنافى مع الأسس المستقرة للعلاقات بين الدول». ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، عن مصدر مسئول بوزارة الخارجية قوله، إن موقف قطر من الإرهاب «ثابت ومعروف برفضه وإدانته بكافة صوره وأشكاله مهما كانت أسبابه ودوافعه».