دول مقاطعة قطر: لا تسامح مع دعم الدوحة للإرهاب

أكد وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أمس، في مؤتمر صحفى، عقد عقب اجتماعهم في القاهرة، لمناقشة الأزمة مع قطر، أن الدول الأربع أكدت على مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وأنه لا تسامح مع الدور القطرى الداعم للتطرف والإرهاب.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، الذي تلا البيان الختامى للدول المقاطعة بعد الاجتماع الذي عقد في قصر التحرير بالقاهرة: «دائما نتطلع للتنسيق والتشاور فيما يجمعنا من مصالح مشتركة في مواقف متطابقة في مواجهة الإرهاب، والرد القطرى على قائمة المطالب العربية ال13 جاء في مجمله سلبيا، وبدون أي مضمون ولا يضع أي أساس لتراجع قطر عن السياسات التي تنتهجها أو تلبية المشاغل التي تم طرحها حتى الآن، ونجد أن هذا موقف ينم عن عدم إدراك لخطورة الموقف».
وأضاف أن الدول الأربع تعرب عن أملها في أن تتغلب الحكمة وتتخذ قطر القرار الصائب، وأن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر جاءت لتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنه لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبى الذي تمارسه قطر.
وتابع «شكرى»: «الدماء المصرية لن تذهب هدرًا ونحن نهتم بأمن واستقرار أشقائنا ونتضامن مع الدول الشقيقة»، وتساءل: «ما الهدف من أي نوع من التساهل مع الأعمال التي يذهب ضحيتها آلاف الأبرياء؟».
وقال إن قطر سمحت بتدخل دول غير عربية في شؤون الدول العربية، والوزراء الأربعة عقدوا جلسة مغلقة وأخرى مفتوحة بمشاركة أعضاء الوفود تم خلالهما تناول المستجدات المتعلقة بالأزمة مع قطر والتعامل مع المتغيرات والتطورات المتعلقة بها.
وقال وزير الخارجية الإماراتى، عبدالله بن زايد: «لدينا أزمة كبيرة مع قطر، ونواجه مشكلة في مكافحة التطرف والإرهاب، والدول العربية عليها القيام بكل جهد ممكن لإخلاء المنطقة من الإرهاب، والمنطقة عانت كثيرا من الفوضى والتدمير بسبب دعم الإرهاب، وعلينا عدم تضييع الفرص، وأمامنا الكثير لتقديم مستقبل أفضل لبلادنا وحياتنا».
وأضاف وزير الخارجية الإماراتى: «علينا تفعيل جميع آليات مكافحة الإرهاب وتمويله، ونحن كدول لدينا القدرة على مكافحة الإرهاب، ونشكر الحكومة المصرية على استضافتنا لتقديم رؤيتنا بشأن قطر».
فيما قال وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، إن جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وأضرت بمصر ودول الخليج واستباحت دماء شعب مصر، مؤكدًا أن من يظهر انتماءه لتلك الجماعة ستتم محاكمته فورًا بتهمة الانتماء للإرهاب.
وقال وزير خارجية السعودية، عادل الجبير: «نرفض تدخلات قطر في شؤون الدول وتمويلها للإرهاب»، مؤكدًا أن «مقاطعة قطر سياسيًا واقتصاديًا سيستمر، إلى أن تعدل من سياستها في المنطقة، ولنا الحق السيادى أن نتخذ أي إجراءات تتماشى مع القانون الدولى، وسنتخذ الخطوات في الوقت المناسب، كما أن إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب، معزولة عن المجتمع الدولى»، مطالبًا تركيا باتخاذ موقف محايد بشأن أزمة الخليج.
وأوضح البيان أنه «تم التأكيد على أن موقف الدول الأربع يقوم على أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى واتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولى، مع التشديد على المبادئ التالية: الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف».
وأكدت الدول الأربع أن إيقاف دعم الإرهاب مطلب لا يحتمل التسويف أو التأجيل، لأنه مرتبط بالأمن القومى العربى، وأنه لا يمكن التسامح مع الدور التخريبى لدولة قطر بسبب دعمها للإرهاب، والتطرف.
ووفقا للبيان، أكدت الدول ال4 أن المجتمع الدولى عليه تحمل مسؤوليته وعدم التسامح مع من يدعم الإرهاب، مشيدين بموقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بضرورة مكافحة الإرهاب، لافتين إلى أن الوزراء سيجتمعون في المنامة لمتابعة الموقف.
وبدأ اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة، في الساعة 12 ظهرا، حيث كان وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد أول الحاضرين في المؤتمر ثم حضر بعد ذلك وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد ووصل وزير الخارجية السعودى عادل الجبير الساعة الواحدة ظهرا، وبحث وزراء خارجية الدول الأربع تنسيق المواقف والتشاور بشأن خطوات التعامل مع قطر، وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة في هذا الشأن.
وفور وصول وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، بدأت الجلسة المغلقة التي استمرت 4 ساعات، وقال مصدر دبلوماسى إن قطر يجب أن تعلم أن مساندة الإدارة الأمريكية لها لم تعد مستمرة، مشيرا إلى أن إدارة دونالد ترمب تتعامل بشكل مختلف عن إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وأضاف المصدر أن قطر هي المتسببة في تفاقم الأزمة، خاصة أنها رفضت المطالب التي وضعتها الدول الأربع، لافتا إلى أن الجميع أعطى مهلة للجانب القطرى لنظر المطالب لكنها أصرت على موقفها، وشهدت منطقة قصر التحرير تأمينا مكثفا وتفتيشا ذاتيا لجميع الصحفيين وتأخر انطلاق المؤتمر الصحفى أكثر من ساعتين نظرا لطول مدة المناقشات بين الوزراء الأربعة.
وفى السياق نفسه، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد ظهر أمس، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تم خلاله التأكيد على قوة وتميز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وبحث سبل تطويرها في جميع المجالات، وضرورة حل الأزمة مع قطر. وأعلنت الرئاسة المصرية أنه تم خلال الاتصال بين السيسى وترامب بحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والموقف المصرى الخليجى إزاء قطر، حيث تم التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدى للإرهاب، ووقف تمويله، وتقويض الأساس الأيديولوجى للفكر للإرهابى.
وأكد الرئيس ترامب دعم الولايات المتحدة الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب، وقد توافقت رؤى الرئيسين حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بأهمية التوصل لتسويات سياسية بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وينهى المعاناة الإنسانية لشعوبها ويصون مقدراتها. ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى دعا للتوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية مع قطر في اتصال هاتفى بالرئيس المصرى وناقش معه أيضا التهديد الخاص بكوريا الشمالية. وتابع البيت الأبيض في بيان أن ترامب أكد مجددا على حاجة كل الدول «لوقف تمويل الإرهاب».