يعد محمد عبدالحليم عبدالله واحداً من أعمدة الرواية العربية في القرن العشرين، فلقد أثرى الفن الروائى بروايات كثيرة تراوحت بين ماهو رومانسى وما هو اجتماعى، وقد اهتم في رواياته بهموم الفلاحين ودورالطبقة المتوسطة وأثرالتحولات عليها، وكانت شخصياته الروائية في المرحلة الأولى من مسيرته الروائية رومانسية، وفى المرحلة اللاحقة أضفى شيئاً من الواقعية على هذه الشخصيات في مزاوجة روائية تفيض بالروح والهوية المصرية. بوجه عام اهتم عبدالله، بالقضايا العامة وتأثرت أعمالة بالأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر، وكانت أولى روايات عبدالحليم عبدالله هي رواية «لقيطة» والتى كتبها عام 1947، فيما كانت آخر أعماله رواية بعنوان «قصة لم تتم» عام 1970. قدم محمد عبدالحليم عبدالله للمكتبة العربية نحو سبع وعشرين رواية ومجموعة قصصية، ولُقب بشاعر الرواية العربية، وأبوالجوائز، كما أطلق عليه أحد المستشرقين الفرنسيين روائى الدلتا، ووفق ما ذكرته ابنته الإعلامية حنان عبدالحليم فقد ولد محمد عبدالحليم عبدالله في 20 مارس 1913 في قرية كفربولين بكوم حمادة بمحافظة البحيرة، وتلقى تعليمه ما بين دمنهور والقاهرة، وتخرج في كلية دار العلوم عام 1937. عن لقب أبوالجوائز تقول حنان عبدالحليم أن لوالدها رصيداً هائلاً من الجوائز الأدبية والأوسمة منها جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية «لقيطة» عام 1947، وجائزة وزارة المعارف عن رواية «بعد الغروب» عام 1950، وجائزة دار الهلال عن قصة «ابن العمدة» عام 1952، وجائزة الدولة عن رواية «شمس الخريف» عام 1953، كما مُنح اسمه بعد وفاته وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1972، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1991، ويعرف جمهور السينما والتليفزيون محمد عبدالحليم عبدالله من خلال الأعمال الفنية المأخوذة عن رواياته ومن أشهرها ليلة غرام عن رواية لقيطة، وعاشت للحب عن رواية شجرة اللبلاب، وغصن الزيتون وسكون العاصفة، والليلة الموعودة، ومن أشهر المسلسلات الجنة العذراء، وبعد الغروب، ومن أجل ولدى، وشمس الخريف، وحلم آخر الليل. الكاتب الكبير توفى «زى النهارده» فى30 يونيو 1970 عن السابعة والخمسين.