كشفت حرب التصريحات بين أمريكاوألمانيا عن أزمة غير مسبوقة فى العلاقة بين البلدين، بما يلقى بظلاله على حلف شمال الأطلنطى «ناتو» والاتحاد الأوروبى، على خلفية انتقادات الرئس الأمريكى دونالد ترامب لبرلين، ورد وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل، بأن الولاياتالمتحدة، تحت قيادة ترامب، لم يعد لها دور قيادى فى الغرب، مطالبا أوروبا بالوقوف فى وجه سياسة ترامب التى تهددها، وسارع ترامب بالرد قائلا إن سياسات ألمانيا سيئة. وقال جابرييل الثلاثاء: «من لا يقف فى وجه السياسة الأمريكية سيكون مشاركاً فى المسؤولية، من يسرع وتيرة تحول المناخ عبر تقويض حماية البيئة ويبيع المزيد من الأسلحة فى مناطق الأزمات، ومن لا يريد حل نزاعات دينية سياسياً فإنه يعرّض السلام فى أوروبا للخطر»، وأوضح أن «السياسة قصيرة النظر للإدارة الأمريكية تتعارض مع مصالح الاتحاد الأوروبى، ومن ثم لم يعد للولايات المتحدة تحت قيادة ترامب أى دور قيادى فى المجتمع الدولى الغربى»، ولم يتأخر ترامب فى الرد، قال فى تغريدة على «تويتر» إن سياسات ألمانيا التجارية والعسكرية بالنسبة للولايات المتحدة سيئة جداً، إنهم يدفعون أقل مما ينبغى ل(ناتو). وجاءت تصريحات جابرييل عقب انتقادات لافتة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد الماضى، قالت فيها إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا لم تعودا شريكتين يمكن الاعتماد عليهما، وكشفت ألمانيا عن استيائها بعد قمة مجموعة السبع التى اختتمت أعمالها السبت الماضى، ورفضت خلالها الولاياتالمتحدة المصادقة على اتفاق باريس للمناخ الذى تم التوصل إليه فى 2015. وذكر الكاتب البريطانى جدعون راتشمان، فى مقال بصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بعنوان «ميركل وترامب ونهاية الغرب»، أن «زيارة ترامب لأوروبا كانت كارثية»، وأن ترامب امتنع أمام «ناتو» عن تأكيد التزامه بالبند الذى يضمن المساعدة الكاملة فى حدوث أى اعتداء على طرف من الأطراف المتحالفة، واعتبر الكاتب أن ترامب «أراد إيصال رسالة واضحة بأن التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن أوروبا لم يعد أمراً مسلماً به».