هيثم شعبان.. يرفض الصدام مع الدولة والشرطة ويندم على انضمامه للمعارضة

فى كلية العلوم بجامعة المنيا، تخرج هيثم شعبان عام 2007، ليعمل بعدها مساعد باحث فى الجامعة على مشروع بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى هدفه تحويل مياه الصرف إلى كهرباء.
لم يكن ل«هيثم» أى نشاط طلابى وقت دراسته، لكنه اختار فيما بعد أن يكون مؤسسا ل«حزب معارض مفيش داعى لذكر اسمه».
وبعد إلحاح قال إنه حزب الدستور، لافتًا إلى أنه كان منبهرًا وقت وجوده فى السعودية بأفكار الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، الأمر الذى جعله كما يقول: «رحت السفارة من وراء أهلى » لتقديم توكيل باسمه لتدشين الحزب.
تغيرت الفكرة فى رأس «هيثم» بعد عودته إلى مصر، مبديًا استياءه من إصرار الناس بعد ثورة 25 يناير على الاستمرار فى الإضرابات والاعتصامات، وأبدى دهشته من اتخاذ البعض طريق المعارضة رغم تعيين البرادعى نائبًا لرئيس الجمهورية.
«أنا واحد بسيط عاوز البلد كويسة، وأرفض الصدام مع الدولة والشرطة».. قالها «هيثم» قبل أن يترك المجال السياسى ويتوجه لمجال أبحاثه ودراساته العلمية، ليفاجأ ذات يوم بحديث والده ووالدته وأحد أقاربه الذى كان أمينًا للحزب الوطنى «المنحل» عن أهمية تقديمه ضمن فى البرنامج الرئاسى للشباب.
رغم أن الأمر لم يكن يشغل باله، إلا أنه قرر تقديم أوراقه ليجد استقبالًا جعله يشيد بالقائمين على البرنامج من موظفى وزارة الشباب والرياضة، لدرجة جعلته يعتقد أنهم «مخابرات».
لم ينسَ فى حديثه توجيه الشكر للقوات المسلحة وصندوق تحيا مصر لدعمها للمغتربين من شباب البرنامج الرئاسى، وعرّج فى حكايته بالحديث عن سؤال التعبير الذى أجاب عنه فى اختبار القبول، والذى أراد معرفة تحليله لأسباب حصول الرياضيين المحترفين على رواتب عالية، مقارنة بمرتبات المهندسين والأطباء.
إجابة «هيثم» ترى أن «الرياضيين حقهم ياخدوا رواتب عالية لأنهم يعتبروا سفراء وقدوة للمجتمع»، ضاربًا المثل باعتماد حملة «أنت أقوى من المخدرات» على نجم المنتخب المصرى، محمد صلاح، والفنان محمد رمضان.
فى يناير 2016، كان «هيثم» ضمن الحاضرين لحفل دار الأوبر المصرية، الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعلن خلاله أن هذه السنة هى عام الشباب، متذكرًا قول الرئيس: «كلكم هتفتكروا اليوم ده».
يومها، عاد «هيثم» إلى المنيا وقال: «تعلقت بالبرنامج الرئاسى، وكنت عاوز أعرف النتيجة»، أملًا فى الانضمام للبرنامج، وهو ما تحقق فى الفترة من فبراير إلى نوفمبر من عام 2016، مبديًا انبهاره بما تعلمه ويتساءل فى الوقت نفسه: «الواحد البلد بتصرف عليه؟ إحنا ليه كنا وحشين؟ ليه كنت فى فترة الفترات كنت دايما محطوط فى مواجهة الدولة؟.. كنت مخلى نفسى مطية لناس عايزة تعلو ظهورنا عشان توصل لأهدافها».
يحلم «هيثم»، المولود عام 1987، بمواصلة تفوقه الأكاديمى، حيث يعمل ويدرس بجامعة النيل فى مجال الكيمياء، سعيًا ل«قوى ناعمة» تمتلكها مصر فى تواصلها مع الأفارقة.