«حسام» يبدأ مشوار «الألف ميل» بتصحيح الأخطاء الإملائية في «المترو»

لافتات معلقة في الميادين والشوارع والمواصلات العامة، تقع أعين الجميع عليها يومياً للاسترشاد بالطريق ومعرفة خط السير، نقرؤها جيداً، وربما لا نلاحظ الأخطاء الإملائية بها، أو ربما تترسخ في أذهاننا ونكررها كما هي، ومن هنا جاءت مهمة الصحفى، حسام مصطفى، رئيس تحرير أحد المواقع وصاحب مبادرة «اكتب صح». بدأ حسام، 37 عاماً، مبادرته التي تهدف لتصحيح الأخطاء الإملائية وتعليم قواعد اللغة العربية الصحيحة منذ أربع سنوات، ثم تطورت الفكرة وأصبحت موقعاً إلكترونياً، يتابعه الكثير من المهتمين باللغة وإتقانها، يقول حسام: «بعلم اللغة العربية البيضاء مش التراثية، وحبيت أعمل الموضوع خدمة للناس، صدقة جارية وفاء لدين أبويا كونه مدرس لغة عربية».
مجموعة كبيرة من هذه الأخطاء صورها وجمعها حسام في مقال كتبه منذ شهور على أحد المواقع الإلكترونية، وتساءل: كيف يسمح بوجود مثل هذه الأخطاء أمام أعين الجميع؟ ومن هنا جاءت فكرة المبادرة للعمل على تصحيح الأخطاء في اللافتات، وقرر أن تكون البداية من مترو الأنفاق.
لافتات بها أخطاء إملائية
مترو الأنفاق الذي يستخدمه نحو ثلاثة ونصف مليون مواطن يومياً، تظهر على لوحاته الاسترشادية الكثير من الأخطاء، ويقول حسام: «مترو الأنفاق 3 خطوط، بإجمالى عدد محطات 53، و3 ونص مليون شخص بيشوفوا الغلط ويثبت في دماغهم، دى طريقة بسيطة جداً للتعليم».
تحمس حسام لسرعة تنفيذ الفكرة، مع زيادة أسعار تذكرة المترو الفترة الأخيرة، وتزامناً مع عمل خطوط أنفاق جديدة، يضيف: «على الأقل مسؤولى المترو بيقولوا إنهم زودوا التذكرة لأعمال التطوير اللى هيبدأوها بمعالجة الأخطاء الإملائية، ومادام في خطوط جديدة هتتعمل، يبقى نلحق المصيبة قبل ما تحصل».
كل ما يحتاجه «حسام» هو الوصول لأحد مسؤولى المترو، للسماح له ببدء مبادرة «اكتب صح» والمرور على المحطات وتصحيح الأخطاء، ويقول: «هيكون معايا خطاط، والأقلام والحاجات دى كلها على حسابى، مش هنغير اللافتات هنصلحها بس عشان نقلل النفقات».
لافتات بها أخطاء إملائية
يأمل «حسام» في تحقيق مبادرته ونجاحها والعمل على نشرها بصورة أكبر، ويوضح: «لو نجحت الفكرة، نبدأ في تصحيح لافتات المرور والطرق والكبارى وماكينات صرف الفلوس وشوية شوية لافتات المحال، وصولا لسن قانون يجرم الأخطاء الإملائية في اللافتات العامة، وعدم جواز طبع أي شىء إلا بعد المرور على مراجع لغوى، بحيث نعمل وعى مجتمعى شامل بالقضية، ونبقى بدأنا مشوار الألف ميل».