«أحذية ميرى وكتافة برتبة نقيب» هى كل ما تبقى من شهداء ومصابى الهجوم على كمين شرطة متحرك بمدينة نصر، يضم سيارتين بداخلهما عدد من الضباط والأفراد، ما أسفر عن استشهاد ضابطين وأمين شرطة من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة، وإصابة 5 من رجال الشرطة. «المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الحادث، الذى يقع أمام عقار تحت الإنشاء، وسط مجموعة من شركات توكيلات السيارات بميدان محمد زكى بالقرب من الطريق الدائرى بمدينة نصر، حيث نفذ الجناة جريمتهم فى 11.45 مساء الإثنين بالهجوم المسلح على الكمين. وتختلف ملابسات الحادث عن غيره من الوقائع المماثلة، حيث طبيعة المكان الذى يؤدى إلى العديد من الطرق، فضلاً عن الدائرى، وتوقيت ارتكابه فى ساعة متأخرة من الليل، كما تخلو المنطقة تماماً من السكان، ولم يتواجد أى من المواطنين سوى أفراد أمن الشركات المحيطة الذين سمعوا إطلاق الرصاص دون أن يشاهدوا الواقعة. «ميدان محمد زكى» حيث موقع الحادث، يسوده الهدوء التام، وتتوسطه «صينية» كبيرة تتفرع منها عدة طرق تؤدى إلى مناطق (المقطم- مدينة نصر- الأوتوستراد- المعادى- طريق السخنة)، وفى محيطه مجموعة من شركات توكيلات السيارات الشهيرة والعشرات من العقارات تحت الإنشاء، ومن أمامه منطقة جبلية أعلى المقطم. ولم يتبق من الشهداء والمصابين فى موقع الحادث سوى بعض الأحذية الميرى و«كتافة» برتبة نقيب، ومراية إحدى سيارتى الشرطة اللتين استهدفهما الهجوم المسلح. وبعد ساعات قليلة من ارتكاب الحادث، وقفت عربة فول فى قلب موقع الهجوم مباشرة، ليبدأ صاحبها عمله المعتاد يومياً فى الخامسة صباحاً، وإلى جواره ما تبقى من متعلقات الشهداء والمصابين، بينما خلفه عمود إعلانات من المعدن الذى اخترقته بعض الطلقات أثناء الهجوم، وعلى بعد أمتار قليلة فوارغ طلقات الرصاص. «محمد»، صاحب عربة الفول قال ل«المصرى اليوم»، إنه يتواجد يومياً من الخامسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، لعدم وجود أحد بالمنطقة بعد الخامسة مساء قائلاً «ما تلقيش حد بعد 5 خالص والمنطقة بتبقى هادية تماماً». «الطلقات اخترقت معدن سيارة أمام الشركة»، قالها أحد العاملين بشركة مجاورة لموقع الحادث، مؤكداً أنهم علموا بالواقعة بعد حضورهم صباحاً عندما شاهدوا بعض رجال الأمن أثناء رصدهم كاميرات المراقبة أعلى الشركات.