تبذل أجهزة الأمن بالقاهرة جهودا مكثفة بالاشتراك مع رجال الأمن الوطني لتحديد هوية المتهمين بارتكاب العملية الإرهابية التي وقعت منتصف الليل وراح ضحيتها ضابطين وأمين شرطة وأصيب خمسة آخرون من أفراد القول الأمني بوابل من طلقات الرشاشات الآلية أمام ميدان محمد زكي بالقرب من الطريق الدائري مدينة نصر وفر الجناة هاربين.. تم نقل جثامين الشهداء لمشرحة مستشفي الشرطة بمدينة نصر فيما تم نقل المصابين الخمسة إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة لعلاجهم وإنقاذ حياتهم. قام فريق بحث عالي المستوي الذي أمر بتشكيله اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بعمليات تمشيط واسعة مدعومة بقوات خاصة وأمن مركزي انتشرت في مداخل ومخارج المنطقة للتوصل للجناة خلال الساعات القادمة. كما انتقل فريق من النيابة لمعاينة آثار الحادث ومناظرة الجثامين وصرحت بدفنهم وجاري سماع أقوال المصابين بعد تحسن حالتهم. كشفت التحقيقات الأولية عن تفاصيل الجريمة الإرهابية التي وقعت في حوالي الساعة 11.45 دقيقة منتصف الليل عندما كان القول الأمني المتحرك المكون من 3 سيارات إحداها للأمن المركزي والثانية للنظامين والثالثة لرجال المباحث يقوم بتفقد الحالة الأمنية بالمنطقة لضبط المشتبه فيهم والخارجين عن القانون. وأثناء ذلك اعترضتهم سيارتان وبداخلهما مجموعة من الأشخاص مدججين بالأسلحة النارية وفتحوا النار بعشوائية علي أفراد القول الأمني وفروا هاربين خلال ثوان مستغلين هدوء المنطقة وعدم وجود كثافة سكانية بها وهو ما يشير إلي التخطيط والتدبير المسبق للحادث واستغلال جغرافية المكان ودراسة دروبها الجبلية النائية وكيفية التنفيذ والهروب بسهولة. فور وقوع الحادث أبلغ بعض المارة من قائدي السيارات بالطريق الدائري أجهزة الأمن بالحادث وسماعهم استغاثة بعض رجال الشرطة وهم ينزفون. قال اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة واللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء محمود أبوعمرة واللواء علاء فاروق من قيادات الأمن العام بإشراف اللواء جمال عبدالباري مساعد الوزيروقوة من رجال الأمن الوطني بالانتقال إلي مسرح الأحداث كما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الشهداء والمصابين لمستشفيات الشرطة بمدينة نصر والعجوزة في مشهد مأساوي فيما قامت مجموعة من فريق البحث بعمليات تمشيطية لمطاردة الإرهابيين والتنسيق مع الأكمنة الحدودية لإغلاق المداخل والمخارج وتوسيع دائرة الاشتباه. بينما قامت مجموعة أخري بفحص موقع الحادث والاستماع إلي خفراء وأفراد الأمن الذين يقومون بحراسة العمارات السكنية تحت الإنشاء. تبين لفرق البحث أن الشهداء الثلاثة هم النقيب أيمن حاتم معاون مباحث عين شمس والنقيب محمد وهبة من قوة تأمين الطرق والمنافذ والأمين شعبان محمد عبدالحميد كما أصيب خمسة من رجال الشرطة وبمناظرة الجثامين تبين وجود طلقات آلية في رأس معاون مباحث عين شمس وجسده كما تبين وجود طلقات أخري بجسد النقيب محمد وهبة أغلبها في الصدر والكتف كما اخترقت رصاصات الإرهاب جسد أمين الشرطة مما تسبب في وفاتهم في الحال علي أيدي الإرهابيين أعداء الوطن الذين ارتكبوا جريمتهم في محاولة منهم لإثبات وجودهم رغم أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة. مستشفي الشرطة في مستشفي الشرطة بمدينة نصر رصدت "الجمهورية" المشهد الحزين علي وجوه أهالي وجيران وأصدقاء وزملاء الشهداء والمصابين الذين توافدوا بالعشرات منذ فجر أمس علي المستشفي وهم في حالة انهيار شديد. قال والد الشهيد النقيب أيمن حاتم معاون مباحث عين شمس وهو لواء بالمعاش ودموعه تسبق كلماته: كان ابني أيمن يتمني أن يصبح ضابطا مثلي وتحققت أمنيته وتخرج في عام 2008 وأصبح من أبرز ضباط مباحث القاهرة المشهود لهم بالكفاءة وتزوج فور تخرجه في الكلية وأنجب طفلين سيف 6 سنوات وليان 3 سنوات ويعيش في أرض الجولف. عندما تلقينا نبأ استشهاده كادت الصدمة تقضي عليّ أنا ووالدته وشقيقته نوران المهندسة بشركة بترول وشقيقه أحمد الموظف بإحدي الشركات الخاصة. أضاف تماسكت أمام الصدمة إيمانا مني بالقضاء والقدر فابني عندي غالي لكنه لا يغلي علي مصر واحتسبته عند الله شهيدا وربنا يصبرنا علي فراقه فقد اكتشفت قبل ساعات من الحادث وأنا أتصفح حسابه علي الفيس بوك أنه كان يشعر بقرب نهايته ويتمني الشهادة وقد نالها وكانت آخر تدوينة كتبها علي صفحته قصيدة وكأنه يواسي بها والدته ومن كلماتها: متعيطيش بقي مانتي اللي صحيتيني وقومتي الصبح بدري لبست وفطرتيني وقولتي خلي بالك من نفسك وبلدك وبالليل هتستنيني كان نفسي ارجعلك والموت كان مستنيني في المستشفي أيضا كان والد النقيب محمد وهبة عميد طيار بالمعاش منزويا في حالة صدمة هو وأسرته علي فراق ابنهم الذي كان يبحث عن شريكة حياته في تلك الفترة ولكن القدر لم يمهله وأدعو أن يكون عريسا في الجنة ونحتسبه شهيدا لأنه كان يعشق تراب الوطن ويقدس الحياة العسكرية. أوضح والد الشهيد أن ابنه كان يشعر بقرب أجله وأن ما كتبه قبل ساعتين من وفاته علي الفيس بوك خير دليل علي ذلك حيث دون قائلا: والله ما في حاجة مستاهلة نزعل من بعض اعفوا واصفحوا دي الدنيا لحظة وهنقابل رب كريم ويا بخت من قابله بقلب سليم. * أما أمين الشرطة الشهيد شعبان عبدالحميد فقد وجدنا شقيقه وأهل بلدته جريس مركز أشمون محافظة المنوفية يتوافدون علي المستشفي بلا انقطاع في مشهد أبكي جميع الحاضرين خاصة وأنه كان ينتظر مولوده الثالث هذا الأسبوع وكان يتمني وصوله بفارغ الصبر لكن رصاصات الخسة والغدر اغتالته وحرمته من طفليه وزوجته التي راحت في غيبوبة بمجرد علمها بنبأ استشهاده. في المقابل كانت هناك خلية نحل من مدير الإعلام والعلاقات بمديرية أمن القاهرة وضباط العلاقات الإنسانية الذين حرصوا علي التواجد بين أهالي الشهداء وتلبية كل طلباتهم وإنهاء الإجراءات لسرعة الدفن ولم يتركوهم لحظة حتي تم تشييع الجنازات العسكرية بعد عصر أمس في مشهد مهيب أبكي الجميع. مكان الحادث * كما انتقلت "الجمهورية" إلي مسرح الجريمة الإرهابية بميدان محمد زكي بالطريق الدائري أمام حي النخيل وجدنا حالة من الحزن تخيم علي المكان وشاهدنا "بيادات" الجنود وأحذية الضباط ومتعلقاتهم وعليها دماء الشهداء الذكية وكتافة ميري بثلاثة نجوم أطاحت رصاصات الغدر بإحداها وهي خاصة بالنقيب محمد وهبة. كما لفت انتباهنا اختراق رصاص الإرهاب للوحة الإعلانات الموجودة بمكان الحادث فضلا عن تدمير طلقات الرشاشات لسيارات الشرطة والتي تم سحبها من مسرح الحادث والتحفظ عليها. قابلنا بعض الحراس والخفراء المتواجدين للحراسة بالمنطقة النائية قال بائع فول بمكان الحادث يدعي محمد: أعمل بهذا المكان منذ عام وأحضر يوميا من الفجر حتي أذان الظهر وكنت ألاحظ مرور قوات الشرطة وعرفت أن الإرهابيين هاجموا الكمين وقتلوا الضباط. وظل يردد منهم لله الإرهابيين هما عاوزين يخربوا البلد لكن محروسة وربنا هينصرنا دايما عليهم والشعب لن يرحمهم. وقال مسئول مبيعات بمعرض سيارات محمد زكي: إنه علم بالحادث الإرهابي في الصباح بعد أن شاهد قوات كثيرة من الأمن أمام المعرض تبحث عن شهود للجريمة الإرهابية التي وقعت في منتصف الليل وأنهم أغلقوا المعرض قبل وقوع الحادث مباشرة وأنهي كلامه قائلا "حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منهم ويحرق قلبهم هيروحوا من ربنا فين". وأكد أحد خفراء عمارات المرشدي تحت الإنشاء والمقابلة لمكان الحادث أنه لم يشاهد شيئا وحضر صباحا ليتسلم الوردية من زملائه فلم يجدهم وعلم بأن الأمن استدعاهم لاستجوابهم عما شاهدوه هم وعدد آخر من أفراد الأمن والحراسة بالمنطقة. وأوضح ربيع حسين 30 سنة جنايني بأنه وقت الحادث كان نائما وسمع وابلا من طلقات الرصاص فاعتقد في البداية بأنها ألعاب نارية خاصة بأحد الأفراح لكن اكتشف بعدها أنها عملية إرهابية وقعت أمام العمارة التي يقيم فيها واستشهد فيها عدد من الضباط علي يد الإرهابيين. من جانبه أكد اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع القاهرة بأن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار يتابع لحظة بلحظة تطورات الحادث ونتائج خطة البحث التي ينفذها فريق عالي المستوي من قيادات البحث الجنائي بالقاهرة ورجال الأمن الوطني والأمن العام لضبط الجناة حتي لا يضيع دم الشهداء هدرا. في جنازة عسكرية وزير الداخلية يتقدم مشيعي الشهيدين كتب خالد أمين: طتقدم اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية مشيعي الجنازة العسكرية لشهيدي الواجب النقيب محمد عادل وهبة السيد والنقيب أيمن حاتم عبدالحميد رفعت من قوة مديرية أمن القاهرة.. واللذين استشهدا مساء أمس الأول اثر تبادل اطلاق النيران مع عناصر مسلحة استهدفت القول الأمني المتحرك أثناء مروره بميدان محمد زكي بطريق الواحة بتقاطعه مع الطريق الدائري دائرة قسم شرطة أول مدينة نصر. أدي المشيعون صلاة الجنازة بمسجد أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.. بحضور العديد من مساعدي الوزير وقيادات وضباط وزارة الداخلية. كانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن قيام عناصر مسلحة يستقلون سيارتين من الاقتراب من القول الأمني المتحرك أثناء مروره بميدان محمد زكي وان العناصر قامت بإطلاق النيران علي القوات فبادلتهم الأعيرة النارية وأسفر ذلك عن استشهاد النقيبين محمد عادل وهبة السيد من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة وأيمن حاتم عبدالحميد رفعت من قوة مباحث قسم شرطة عين شمس وأمين الشرطة شعبان محمد عبدالحميد من قوة إدارة تأمين الطرق بالقاهرة وإصابة 5 من رجال الشرطة.. وذكرت الوزارة ان أجهزة الوزارة تتبعت السيارة المستخدمة في الحادث. .. والآلاف يشعيون الشهيد شعبان في مسقط رأسه بأشمون المنوفية ماهر عباس وعبدالناصر عبدالله ومحمد زكريا: خرجت قرية جريس عن بكرة أبيها أمس لتشييع ابنها الشهيد أمين الشرطة شعبان محمد عبدالحميد 35 عاماً أحد أبناء القرية الذي استشهد في حادث مدينة نصر في جنازة عسكرية مهيبة من مسجد الحاج إبراهيم بدوي زيد بحضور القيادات الشعبية والتنفيذية وعدد من نواب المنوفية ويتقدمهم اللواء رأفت عبدالحليم مساعد مدير الأمن والعميد عماد موسي مأمور مركز أشمون وهشام بيومي رئيس مركز ومدنية أشمون والآلاف من القرية والقري المجاورة والشهيد شعبان متزوج من أسماء أنور الشافعي 25 سنة ربة منزل ولديه طفلان محمد 6 سنوات ونورا 7 سنوات ووالده الشهيد سائق 55 سنة ووالدته الحاجة سناء عوض الملاح 50 سنة ربة منزل ولديه ثلاثة أشقاء نجلاء موظفة بالوحدة المحلية بالقرية ورابعة وعبدالمجيد وهو عامل باليومية ولم تستطع أسرة الشهيد زوجته أو والده ووالدته الكلام من الصدمة منذ إبلاغهم بالحادث.. في الوقت الذي اصيبت زوجته الحامل بصدمة خاصة وانها تنتظر ان تضع مولوداً بعد 5 أشهر تقريباً. فيما اكتفت الأم بترديد حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من الارهابيين.. وتتحدث مع نفسها وسط بكاء سيدات القرية مش حشوفك تاني يا حبيبي في الجنة يا شعبان. وانتظر أبناء القرية منذ الصباح بالآلاف لمواساة أهله ويطالبون بالقصاص للشهداء ويقول جيرانه انه مشهود له بدماثة الخلق وبار بوالده وكان الساعد الايمن لوالده في تربية اشقائه ويطالبون بسرعة ضبط الارهابيين الجبناء. وزير الأوقاف: حادث ضد الدين والوطن والإنسانية أدان وزير الأوقاف الدكتورمحمد مختار جمعة الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف كمين الدائري بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر وأسفر عن استشهاد ضابطين وأمين شرطة وإصابة خمسة آخرين من المجندين.. وأكد وزير الأوقاف ان هذا الحادث الإرهابي الجبان ضد الدين والوطن والإنسانية وأنه قد آن وقت المواجهة الشاملة للإرهاب والضرب بيد من حديد علي أيدي الارهاب الغاشم. وشدد علي أهمية دور المجتمع في كشف خلايا الإرهاب الذين يهددون الأمن والأمان.. كما توجه وزير الأوقاف بخالص العزاء لأسر الشهداء. معرباًعن تمنياته للمصابين بالشفاء العاجل. المفتي: الإرهابيون مفسدون في الأرض كتب عمر عبدالجواد: أدان الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - العملية الإرهابية الخسيسة التي استهدفت كمين الدائري بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر. مما أسفر عن استشهاد ضابطين وأمين شرطة. وإصابة 5 مجندين.. أكد مفتي الجمهورية - في بيان له ان جماعات التطرف والإرهاب تسعي بكل جهدها لزعزعة الأمن والاستقرار عبر استهداف قوات الأمن خاصة بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها تلك الجماعات الإجرامية. مضيفاً ان هؤلاء الإرهابيون مفسدون في الأرض. أخزاهم الله في الدنيا والآخرة. ولن يصلح أعمالهم. لأن الله سبحانه وتعالي لا يصلح عمل المفسدين الخائنين. الأزهر: أعمال خسيسة لا يقرها دين ولا عرُف كتب محمد زين العابدين: أدان الأزهر الشريف بشدة الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف أحد الأكمنة الأمنية المتحركة أعلي الطريق الدائري بطريق الواحة التابع لقسم أول مدينة نصر مما أسفر عن استشهاد ضابطين وأمين شرطة. وإصابة خمسة آخرين. وأكد الأزهر الشريف في بيان أمس علي موقفه الثابت الرافض لمثل هذه الأعمال الارهابية الخسيسة التي لا يقرها دين. ولا يرضي بها عرف. مجدداً دعمه لكافة الجهود التي يقودها رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل من أجل القضاءعلي قوي الشر والارهاب التي لا تريد الخير لهذا الشعب العظيم ولا التقدم ولا الاستقرار لمصر. كما تقدم الأزهر بخالص التعازي لأسر شهداءالواجب الوطني سائلاً الله - عز وجل - ان يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن يمن علي المصابين بالشفاء العاجل.