بروفايل : «جان ميلنشون».. مغربى المولد على درب بريطانيا

سياسى وصحفى فرنسى، مغربى المولد، مرشح اليسار المتطرف فى الانتخابات الفرنسية.. إنه جان لوك ميلنشون، الذى حجز مقعدا بين الأربعة الكبار فى سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية، بفضل برنامجه الانتخابى الذى يتمتع بقدر كبير من الحشد، واللعب على وتر دعم جميع الأسر المتوسطة والشركات الصغيرة.
ويعرف ميلنشون (65 عاما) بخطابه الشعبوى وقدرته على مخاطبة وجذب انتباه الجماهير الواسعة، وحقق مؤخرا طفرة فى نوايا التصويت فى مدة قياسية، حتى أصبح يشكل تهديدا لليمين واليسار والوسط على السواء. ويراهن ميلنشون الذى يريد الانتقال إلى جمهورية سادسة ويركز على العدالة الاجتماعية، على رغبة الفرنسيين المحبطين من النخبة السياسية التقليدية فى التجديد، بل فى إزاحة حزبى اليمين واليسار التقليديين.
أظهر استطلاع للرأى نشرته مؤسسة هاريس إنتراكتيف، أن ميلنشون تساوى مع المرشح المحافظ فرانسوا فيون فى المرتبة الثانية (19% لكل منهما)، وراء المرشحين المتصدرين للسباق مرشح الوسط إيمانويل ماكرون (25%)، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (22%)، بعد أن ازدادت شعبيته بسبب أدائه فى لقاءات تليفزيونية، وبراعة حملة الدعاية له على وسائل التواصل الاجتماعى.
وفى مقابلة مع تليفزيون «بى.إف.إم» الفرنسى، واصل ميلنشون انتقاده لمؤسسات الاتحاد الأوروبى، مما أثار قلق المستثمرين على نحو متزايد بسبب تنامى التأييد له، وقال إن فرنسا بحاجة لاستخدام نفوذها لدفع الإصلاحات المحفزة للنمو وإعادة التفاوض على اتفاقيات، وتتمثل خطته البديلة فى حال فشل مناقشات الإصلاح فى طرح خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء شعبى مثلما فعلت بريطانيا فى استفتاء «بريكست» الصيف الماضى.
وكشف استطلاع للرأى، أن 51% من الفرنسيين يعتبرون مرشح اليسار الراديكالى «الأكثر إقناعا» فى الأسبوعين الأخيرين، مقارنة ببقية المرشحين، ولعل نجاح ميلنشون فى استقطاب الكثير من أنصار اليسار هو ما دفع الرئيس الاشتراكى فرانسوا أولاند إلى الخروج من صمته قبل أيام، والتحذير من انتخابه دون أن يسميه، قائلا فى حديث أجراه مع صحيفة «لوموند» الفرنسية: «إن التبسيطات تستبطن الكثير من المخاطر لأننا نشاهد الخطيب ونتناسى المضمون والبرامج».
وانتقد أولاند مجددا مواقف ميلنشون من الملفات الدولية المتعلقة بسوريا وروسيا والناتو والاتحاد الأوروبى، معتبرا أن ميلنشون لا يمثل فى نظره اليسار القادر على حكم فرنسا، وبادله ميلنشون الانتقاد، حيث انتقد «الموافقة الكاملة» لأولاند على القصف الأمريكى فى سوريا.
ولد ميلنشون فى طنجة فى أغسطس عام 1951، ونشأ فى المغرب حتى انتقلت عائلته إلى فرنسا فى عام 1962، وتلقى تعليمه فى مدرسة بيير-كورنيل فى روان شمال فرنسا، وكان والده من أصل إسبانى، يعمل مديرا فى مكتب بريد، أما والدته فكانت معلمة فى مدرسة ابتدائية، حصل ميلنشون على درجة البكالوريوس فى الفلسفة، ثم أصبح مدرسا قبل دخوله مجال السياسة.
انضم ميلنشون إلى الحزب الاشتراكى فى عام 1976، ثم انتخب عضوا بمجلس بلدية ماسى 1983، كما شغل منصب مفوض وزير للتعليم بين عامى 2000 و2002، وقام بعد ذلك بتأسيس الحزب اليسارى بين عامى 2008-2012، ثم ترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسة عام 2012، وحصل على المركز الرابع وحقق 11.10% من الأصوات، خلف فرانسوا أولاند، نيكولا ساركوزى، مارين لوبان، فيما حصل الفائز أولاند على 28.63%.