يدلى الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته، اليمينى نيكولا ساركوزى، والمرشح الاشتراكى، فرانسوا أولاند، الأقرب لدخول الإليزيه، وفقا لأحدث استطلاعات الرأى. فبحسب استطلاع أجراه معهد ايفوب فيدوسيال لصالح مجلة «بارى ماتش»، سيحصل أولاند، الذى تفوق فى الجولة الأولى، على 52% من الأصوات مقابل 48% لساركوزى، فى تضاؤل للفارق بينهما، والذى كان قد وصل إلى 10 نقاط مئوية قبل نحو أسبوع.
وفارق الأربع نقاط هو أدنى فارق بين المرشحين منذ جولة الثانى والعشرين من الشهر الماضى، ويعكس هذا التراجع ميلا واضحا فى الميزان الانتخابى فى الأيام الاخيرة، فنوايا التصويت لأولاند تتراجع لصالح ساركوزى، الذى صوب حملته أمس الأول على أصوات ناخبى اليمين المتطرف، ويشن حملة تخويف للناخبين من خطر حدوث انكماش اقتصادى كبير اذا وصل اليسار للسلطة. وقد أعلن ساركوزى أنه سيعتزل العمل السياسى فى حال خسارته.
وبإمكان المرشح الاشتراكى أن يرتاح للنسبة الكبيرة جدا، وهى 84%، التى سيحصل عليها من أصوات ناخبى المرشح اليسارى المتطرف، جان لوك ميلانشون، الذى حصل على 11% من أصوات الجولة الأولى. اما ناخبو الوسطى فرانسوا بايرو، الذى أعلن أنه سيصوت لأولاند دون أن يدعو ناخبيه للاقتداء به، فإن غالبيتهم لا تزال تميل لساركوزى بنسبة 37% مقابل 31% للمرشد الاشتراكى، فيما قرر البقية الامتناع عن التصويت، بحسب الاستطلاع نفسه.
وبالنسبة لناخبى مرشحة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، التى حصلت على 17,9% من أصوات الجولة الأولى، فستصوت اغلبية كبيرة منهم، وهى 55%، لصالح ساركوزى مقابل امتناع 26% عن التصويت، وتأييد 18% لأولاند. ويحق لأكثر من 44 مليون فرنسى المشاركة فى اقتراع اليوم.
وضمن اهتمام أوروبى بالصراع الفرنسى، رأت صحيفة جارديان البريطانية أمس أنه من المتوقع انتخاب أولاند كسابع رئيس لجمهورية فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إثر صعود سياسى غير متوقع، إلا أن هذا الفوز غير مؤكد نظرا لتراجع الفارق بين الغريمين. ويأمل ساركوزى فى تغير كبير من أنصار لوبان، إلا أنه فى ضوء اقتراب السباق من نهايته، فإن الفرحة تعم معسكر اليسار، الذى يستشعر الاقتراب من السلطة للمرة الأولى منذ أبريل 2002.
من جهته، شن رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا، محمد بشارى، هجوما حادا على الرئيس المنتهية ولايته، قائلا فى تصريحات ل«الشروق»: إن «ساركوزى حرض فى خطابه (أمس الأول) على العرب والمسلمين، وذكر الفرنسيين بانتمائهم إلى المسيحية رغم نظام فرنسا العلمانى.. هو يغازل اليمين المتطرف ويوحى بأن المرشح الآخر (أولاند) هو مرشح العرب والإسلام والمهاجرين». وختم بشارى بأن «تصويت اليوم هو تصويت دينى ضد العرب والمسلمين والعلمانيين، ما يدفع نحو 3.5 مليون ناخب مسلم وعربى للتصويت بكثافة على أمل تسليم مفاتيح الإليزيه لأولاند؛ لإنهاء سياسات ساركوزى الاقصائية والعنصرية والتهميشية»، مرجحا «ألا يتخطى الفارق بين المرشحين المليون أو المليون ونصف المليون صوت، ما يعنى دورا حاسما للصوت المسلم والعربى».