يتوجه نحو45 مليون ناخب فرنسي اليوم- الأحد- إلي لجان الاقتراع البالغ عددها85 ألف لجنة في مختلف أنحاء البلاد للاختيار من بين عشرة مرشحين رئيس الجمهورية الفرنسية خلال الأعوام الخمسة المقبلة, والذي سيكون الرئيس التاسع للجمهورية الخامسة. ويشتد الصراع بين الرجلين الأقوي والأوفر حظا: نيكولا ساركوزي الرئيس اليميني المنتهية ولايته الذي يسعي للاحتفاظ بعرش الإليزيه, ومنافسه اليساري الاشتراكي فرانسوا أولاند وتظهر استطلاعات الرأي حتي الآن تقدم أولاند علي ساركوزي الذي سيصبح في حالة خسارته أول رئيس لا يفوز بولاية ثانية منذ ولاية الرئيس الاسبق فاليري جيسكار ديستان عام.1981 ومن المتوقع أن يحصل أولاند علي ما بين5,27% إلي30% من الأصوات في الجولة الأولي من الانتخابات, مقابل25% إلي27% لساركوزي, ومن14% إلي17% لزعيمة الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبان, ومن12% إلي5,14% لمرشح جبهة اليسار الراديكالية جان لوك ميلينشون, مما يعني أن ساركوزي وأولاند هما الأوفر حظا لخوض جولة الإعادة الثانية لهذه الانتخابات يوم6 مايو المقبل. غير أن الهوة ستتسع بينهما في الجولة الثانية, حيث أظهرت الاستطلاعات الخاصة بهذه الجولة وحدها فوز أولاند بفارق يصل إلي14 نقطة, إلا أن كافة الاحتمالات تبقي مفتوحة. وناشد المرشحان الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية: ساركوزي وأولاند, الناخبين التصويت لهما, مساء أول أمس, الجمعة, وذلك في اليوم الأخير من الحملات الانتخابية. ساركوزى يصافح انصاره فى بيس فمن جانبه, حث ساركوزي, الذي تولي الرئاسة في عام2007, أنصاره علي رفع أصواتهم واختيار فرنسا القوية في الانتخابات, وقال مخاطبا أنصاره ارفعوا أصواتكم! لا تسمحوا لأحد بأن يسكتكم, وشاركوا بكثافة في الانتخابات. وأضاف ساركوزي الذي اختار من عبارة فرنسا القوية شعارا لحملته الانتخابية: أحضروا معكم بطاقات الانتخاب, لأن كل بطاقة ستسهم في بناء نصرنا.. وحدهم الفرنسيون يمكنهم أن يقولوا إن خيارنا هو فرنسا قوية. أما منافسه الاشتراكي الذي اتخذ من التغيير الآن شعارا لحملته, فقال لمؤيديه إن الوقت قد حان ليحكم اليسار البلاد. وكان ساركوزي قد اعتذر في مقابلة مع محطة آر تي إل الإذاعية للناخبين علي تصرفاته غير اللائق في بداية رئاسته للبلاد, عندما قضي إحدي إجازاته علي يخت أحد رجال الأعمال من أصحاب المليارات, وكذلك عندما سب رجلا رفض مصافحته. وقال ساركوزي إن افتقاره إلي اللياقة خطأ, واعدا بأنه لن يفعل ذلك مرة أخري. كما حذر ساركوزي الفرنسيين من خطأ التصويت لصالح أولاند, وأشار في تصريحات لصحيفة لوفيجارو الفرنسية إن أوروبا في فترة نقاهة.. وليس بمقدور فرنسا أن تتحمل خطأ, متهما المرشح الاشتراكي بأنه رهينة لليسار الراديكالي. وفي تعليقها علي الانتخابات الفرنسية, ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن المسلمين في فرنسا يحشدون أصواتهم للإطاحة بساركوزي في الانتخابات لمعاقبته علي لهجته المعادية للمهاجرين وللدين الإسلامي. وأضافت الصحيفة لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك, فقد سئموا من تلك النقاشات الدائرة بشأن الهوية القومية أو اللحم الحلال أو النقاب أو الأصولية في كل مكان. وأشارت الصحيفة إلي تصاعد حدة الخطابات ضد الاسلام في الشهر الماضي بعد حادثة تولوز والتي قام خلالها محمد مراح- المسلم الفرنسي المولد ذو الأصل الجزائري والمتهم بكونه عضوا في تنظيم القاعدة- بقتل سبعة أشخاص بعد أن فتح النار عليهم. وأوضحت الصحيفة أن غضب المسلمين ازداد بسبب كثرة الخطابات الفرنسية التي تتحدث عن الأصل والهوية, لافتة إلي أن المسلمين الفرنسيين يمثلون نحو10% من إجمالي تعداد السكان في فرنسا والبالغ عددهم65 مليون فرنسي. وفي المقابل, تعهد المرشحان بالعمل علي اتخاذ كافة الإجراءات في حالة انتخابهما لضمان حماية اليهود في فرنسا, وأكدا في حديثين منفصلين للأسبوعية اليهودية لاكتواليتيه علي ضرورة إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وقال ساركوزي إن حل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي ينبغي أن يؤسس علي إقامة الدولتين الجارتين دولة لليهود وأخري للشعب الفلسطيني, علي أن تكون القدس عاصمة للدولتين. أما أولاند فأشار إلي ضرورة إقامة الدولتين ذواتي سيادة تحترم كل واحدة منها شرعية الأخري, موضحا أنه بالنسبة لوضع مدينة القدسالمحتلة فإنه يتعين علي الجانبين وحدهما أن يحددا مصيرها.