النيابة تبدأ تحقيقاتها في إصابة 204 تلاميذ باشتباه تسمم في أسوان

بدأت نيابة كوم أمبو بمحافظة أسوان تحقيقاتها في تعرض 204 تلاميذ وتلميذات لاشتباه تسمم، عقب تناولهم الوجبة المدرسية، حيث تم استدعاء عدد من المسؤولين لسماع أقوالهم في الواقعة، وإغلاق جميع مخازن توريد الأغذية المدرسية والتحفظ عليها بمختلف الإدارات التعليمية.
وكشفت «المصري اليوم» عن استبدال المحافظة منظومة الأغذية المدرسية بالمدارس منذ بداية العام الدراسي الجاري، والتي كان معمولا بها خلال السنوات الماضية، من خلال وقف المحافظة توريد «فطيرة العجوة»، التي كان ينتجها مصنع التغذية المدرسية التابع لوزارة الزراعة، والمقام على مساحة 4 آلاف متر بمنطقة كيما، والذي كان ينتج 300 ألف وجبة مدرسية لطلاب وتلاميذ مدارس أسوان لتوزيعها على المدارس، وفق البروتوكول الموقع بين وزارة الزراعة والمحافظة والتربية والتعليم لتوريد فطيرة العجوة، والذي كانت تغطي وجباته جميع مدارس المحافظة، والتي يصل عدد تلاميذها إلى نحو 160 ألف طالب في 1205 مدارس، ما بين رياض أطفال وابتدائي وإعدادي وثانوي وفني، وكان يتم تسليم الوجبة مغلفة، وتحت إشراف لجنة متخصصة، إلا أنه تم وقف تسلّم الوجبة من المصنع، وأصبح يقوم بتوريد إنتاجه لمحافظتي الأقصر وقنا، يومين في الأسبوع، في حين استبدلت محافظة أسوان الوجبات المدرسية بالجبن والمربى.
من ناحية أخرى، تحولت مدرسة رفقة محمد الابتدائية، التي شهدت تسمم عدد كبير من التلاميذ، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وأغلقت المدرسة أبوابها بالسلاسل، في الوقت الذي شهدت فيه المدرسة حالات غياب جماعي بين التلاميذ، في حين رفض مسؤولو المدرسة الرد على أسئلة «المصري اليوم»، حول واقعة تعرض تلاميذ المدرسة للتسمم، بحجة عدم وجود تصريح من مديرية التعليم للإدلاء بأى تصريحات لوسائل الإعلام، خشية تعرضهم للمساءلة من مدير الإدارة ووكيل وزارة التعليم بالمحافظة، وقال مسؤول بالمدرسة- يُدعى «إسماعيل»- لمحرر الصحيفة: «إنت ما ترضاليش الضرر».
ورصدت «المصري اليوم» انتشار القمامة والحيوانات حول المدرسة، ووجود بواقي وجبات التغذية المدرسية ملقاة أمام المدرسة، والتي تجمعت حولها الكلاب الضالة، إلى جانب مرور ترعة الري بنجع العرب، والتي امتلأت بالقمامة وغطتها طبقة من الطحالب الخضراء، ورصدت «المصري اليوم» من بين أكوام القمامة تداول نوعيات من الجبن بين الوجبات المدرسية، غير متداولة، تحمل أسماء «الفراودة» و«الحلوة»، ومدون عليها تاريخ صلاحية حديث.
وقال عدد من أهالي التلاميذ إن الوجبة تأتي من المورد، ويتم تسلّمها من لجنة التغذية بالمدرسة، وتتم تعبئتها داخل المدرسة داخل أكياس من خلال لجنة التغذية، ما قد يعرضها لتلوث أثناء النقل والتعبئة، مؤكدين أن المسؤولين يحاولون إلصاق الواقعة بتلوث المياه، لافتين إلى أن التلاميذ وأهالي القرية يشربون من مياه الصنبور، ولم يحدث أي حالات تسمم.
وأضاف الأهالي أن المدرسة أغلقت الأبواب عقب تعرض التلاميذ للإعياء لحين وصول مسؤولي الإدارة والإسعاف، وهو ما دفع الأهالي إلى محاولة الدخول إلى المدرسة بالقوة، خاصة بعد تأخر وصول الإسعاف لمدة الساعة.
وطالب الأهالي بمحاسبة المقصرين عن الواقعة، وعدم وقف توزيع الوجبات المدرسية على الطلاب، مؤكدين أن وقف الوجبة دليل على سالبية وعدم قدرة على التصرف كمَن يدفن رأسه في الرمال، وطالبوا بالفصل الإداري لقرية نجع العرب، خاصة أن القرية تتبع مركز كوم أمبو جغرافيا وإداريا، في حين أنها تتبع نصر النوبة في الخدمات، ما يتسبب في إعاقة مصالح المواطنين.
وقال اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، إن جميع الحالات تماثلت للشفاء بعد تلقيهم الإسعافات السريعة، وخرجوا بالفعل إلى منازلهم، بإجمالي 204 طلاب، منهم 155 طالبا بحميات نصر النوبة و49 طالبا بمستشفى كوم أمبو، حيث تم خروج 6 حالات كانت تحت الملاحظة الطبية بحميات نصر النوبة.
وأعطى «حجازي» توجيهاته للدكتور إيهاب حنفي، مدير عام الصحة، بتحريز جميع كميات الأغذية المخزنة في مخازن المورد لحين ظهور نتائج تحليل العينات، لافتًا إلى أن الفرق الطبية التابعة لمديرية الصحة بأسوان قامت بأخذ عينات من مكونات وجبات التغذية المدرسية الموجودة داخل المدرسة، بجانب أخذ عينات من الأغذية الموجودة في مخازن المورد.
وكشف مجدي حجازي عن أنه تم أيضًا أخذ عينات من صنابير ومبردات مياه الشرب بالمدرسة، بالإضافة إلى أخذ عينات من منزلين مجاورين للمدرسة، حيث سيتم إرسال نصف هذه العينات سواء المأخوذة من الأغذية أو مياه الشرب لتحليلها بالمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة بالقاهرة، كما سيتم تحليل النصف الثاني من العينات في معامل وزارة الصحة بأسوان، وذلك لضمان حيادية النتائج، التي سيتم الإعلان عنها بمعرفة الوزارة.