مؤمن سليمان.. ما بين الطريقة البرازيلية والكرة الحديثة

لم يكن ضمن اهتمامات لاعبي المنتخب البرازيلي في السابق الاهتمام بالنواحي الدفاعية أو تواجد حارس عملاق بين صفوفهم، فكان الفريق يمتلك خطًا هجوميًا كاسحًا، حيث الفكر السائد والمعتاد لدى «راقصي السامبا» في السبعينيات والثمانينيات وأيضًا التسعينيات لا يزعجه على الإطلاق سكون شباكه هدف أو اثنين أو ربما ثلاثة، طالما كان قادرًا على التعويض هجوميًا وإحراز عدد لا حصر له، يصل إلى خمسة وستة أهداف في شباك منافسيه في كل مباراة، بفضل مهارات لاعبيه الفذة.
ولكن اختلف الأمر تمامًا في السنوات الأخيرة، وبالتحديد في منتصف التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، فباتت لعبة كرة القدم تعتمد بشكل أكبر على السرعة والقوة واللياقة البدنية، بعيدًا عن الاعتماد على المهارة وحدها، وأصبحت الأندية والمنتخبات الأكثر تنظيمًا ووعيًا تكتيكيًا وصلابة دفاعية هي الأجدر بتحقيق البطولات ورفع الكؤوس والصعود على منصات التتويج.
مؤمن سليمان، المدير الفني لنادي سموحة، والسابق لأندية الزمالك والإنتاج الحربي والمصرية للاتصالات والأسيوطي سبورت، تعرض لهجوم شرس عقب تلقي الفريق السكندري الخسارة بثلاثية نظيفة في لقاء العودة لدور ال32 لكأس الكونفدرالية، على يد أولينزي الكيني، ليفلت أبناء سموحة من كابوس وداع المسابقة القارية بصعوبة بالغة، معتمدًا على فوزه العريض في لقاء الذهاب بأربعة أهداف دون رد.
المدير الفني لفريق نادي سموحة مازال مستمرًا في اعتقاده في السير على الطريقة البرازيلية الكلاسيكية، التي كان ينفذها لاعبو السامبا في السابق، وهي التي يستحيل تطبيقها في العصر الحالي إلا بامتلاك فريق بمقومات هجومية كاسحة ومهارات فذة على غرار فريق برشلونة الإسباني، أو بالعودة للعب في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي لا تعرف الوعي التكتيكي والطرق الدفاعية وتكفيها المهارة وحدها لتحقيق المراد، خاصةً في المباريات التي يخوضها خارج حدود ملعبه، وهو ما أظهره لقاء سموحة أمام بطل كينيا ومن قبله ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا مع الزمالك أمام صن داونز، وأيضًا موقعة الوداد البيضاوي بالمغرب.
ونتائج مؤمن سليمان مع الأندية التي تولى تدريبها على مدار مشواره التدريبي خارج حدود الملعب توضح هذا الأمر.
البداية كانت مع المصرية للاتصالات بدوري الدرجة الأولى، حيث خاض مع الفريق 14 مباراة خارجية، خسر في 8 منها وتعادل في 4 وفاز في مباراتين.
قاد بعدها «سليمان» مهمة تدريب نجوم المستقبل في 8 مباريات خارجية، خسر في 4 منها وتعادل في 3 وفاز في واحدة.
تولى «مؤمن» بعدها تدريب الإنتاج الحربي، وقاد الفريق في 4 مباريات خارج حدود ملعبه، خسر في اثنتين وتعادل في واحدة وفاز في مثلها.
الاعتقاد البرازيلي ينجح هذه المرة مع «سليمان»، وذلك خلال قيادته لفريق الأسيوطي سبورت، فخاض معه 7 مباريات خارج ملعبه، فاز في 6 منها وتعادل في واحدة، دون خسارة أي مباراة خارجية.
وفي مفاجأة كبرى، أعلن نادي الزمالك تعاقده مع «سليمان»، حيث خاض مع أبناء ميت عقبة 3 مباريات خارج ملعبه، فاز في واحدة منها وخسر مباراتين.
نهايةً، يتمكن «سليمان» من الفوز في مباراتين خارجيتين خلال ولايته الحالية لسموحة، في الوقت الذي خسر في مثليهما، في 4 مواجهات خارج الديار للفريق السكندري.
المحصلة أن «سليمان» خاض 40 مباراة في مشواره التدريبي خارج ملعبه التي قادها فنيًا، تمكن خلالها من إحراز 13 انتصارًا «6 منهم مع الأسيوطي سبورت»، وتعادل في 9، وخسر في 18 مواجهة.
الطريف في الأمر أن المباريات الأفريقية الثلاث الخارجية التي قاد خلالها «سليمان» فريقي الزمالك وسموحة، بواقع اثنين مع الأول وواحدة مع الأخير، خسر فيها جميعًا بفارق ثلاثة أهداف، وذلك أمام الوداد المغربي وصن داونز الجنوب أفريقي وأولينيزي الكيني.