ضربة مزدوجة لميليشيات الإخوان و«القاعدة» فى ليبيا

استعادت قوات الجيش الوطنى الليبى، بقيادة المشير خليفة حفتر، السيطرة على ميناءى رأس لانوف والسدر النفطيين، مساء أمس الأول، من تنظيم «سرايا الدفاع عن بنغازى»، الذى سيطر عليهما فى هجوم خاطف منذ 10 أيام، فى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة المعارك بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى فى العاصمة طرابلس، والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الإنقاذ الوطنى المنتهية ولايتها، بقيادة خليفة الغويل.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، العقيد أحمد المسمارى، «إن مقاتلين من سرايا الدفاع عن بنغازى يتراجعون باتجاه بلدة هراوة، على بعد 100 كيلومتر غرب السدرة والجفرة»، وقال مسؤول بسلاح الجو إن ضربات جوية استهدفت مواقع سرايا الدفاع عن بنغازى فى الجفرة.
وأكد أن «القوات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين و(القاعدة)، المتحالفة مع تنظيم سرايا الدفاع عن بنغازى، بدأوا العودة إلى مدينة مصراتة»، وأوضح المسمارى أن قواته ستطارد العدو حتى مدينة الجفرة، جنوب ليبيا، وفى مواقع أخرى، معتبرا أن سيطرة القوات المسلحة على الجفرة سينهى الكثير من المشاكل، وقال إن تسليم الموانئ النفطية هذه المرة للمؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس «غير مضمون»، وقال إنه سيتم تحديد من سيتولى حماية تلك المنشآت فى وقت لاحق. وأعلن الجيش الوطنى الليبى مقتل 10 من جنوده، وإصابة 18
وقال القائد بالجيش الوطنى الليبى فى مدينة أجدابيا، أكرم بوحليقة، إن قوات برية وجوية وبحرية شاركت فى الهجوم على منطقة الهلال النفطى، وأظهرت صور انتشار قوات الجيش الوطنى الليبى حول الميناءين، وأكد شهود عيان فى رأس لانوف أن قوات حفتر اقتحمت المدينة المجاورة للميناء والمصفاة النفطية بعد اشتباكات وغارات جوية، فيما ذكرت مصادر إعلامية موالية ل«سرايا الدفاع عن بنغازى»، أن مقاتلى السرايا يرابطون فى المنطقة حتى الآن.
كشف العميد طيّار محمد المنفور من قوات حفتر أن القوّات البريّة الرئيسية انقسمت إلى 4 محاور حسب الخطة العسكرية، تم نشر 3 منها شمال منطقة الهلال النفطى وجنوبها ووسطها، فيما تقدمت قوات وقطعت الطريق بين رأس لانوف والسدرة لإفشال مخطط ميليشيات السرايا فى العبث بالمنشآت النفطية، وأوضح أن مقاتلات ليبية شنت ضربات استباقية وأصابت عمق ميليشيات السرايا، والمرتزقة التشاديين، موضحا أن القبائل شاركت فى المعركة.
ومنذ سيطرة سرايا الدفاع عن بنغازى على السدر ورأس لانوف، تراجع الإنتاج من 700 ألف برميل يوميا إلى 600 ألف مع تعطل عمليات فى الميناءين، أكدت الناطقة باسم مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، رافينا شامداسانى، أن القتال فى المنطقة شهد انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، شملت عمليات قتل غير قانونية وإعدامات دون محاكمة واحتجاز رهائن واعتقالات تعسفية.
وفى طرابلس، سيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى على منطقة قصور الضيافة ومحيطها، الذى يستخدم مقرا لقيادة مجموعات للرئيس السابق للحكومة غير المعترف بها، خليفة الغويل، بعد معارك استمرت عدة ساعات مساء أمس الأول، وقالت غرفة عمليات العاصمة على صفحتها على موقع «فيسبوك»: «طالبنا مسلحى الحرس الوطنى الموالين للغويل بتسليم أنفسهم، لكنهم رفضوا ودكوا منازل المدنيين بمدافع الدبابات»، وأضافت أن غرفة عمليات العاصمة وكتيبة «ثوار طرابلس» و«الأمن المركزى» سيطرت على المنطقة بالكامل، وأكدت مصادر محلية أن قوة «الردع الخاصة» و«كتيبة ثوار طرابلس» اقتحمت فندق ريكسوس ومنطقة القصور الرئاسية، صباح أمس، وتمكنت من طرد كتائب تابعة لحكومة الإنقاذ، التى انسحبت باتجاه حى صلاح الدين جنوب طرابلس، وسمع دوى انفجارات فى عدة أحياء بطرابلس التى تعانى شللا شبه كامل بسبب المعارك والمواجهات الواسعة لليوم الثالث على التوالى. وبدأت المعارك مساء الإثنين الماضى فى منطقتى حى الأندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين.