أكد الفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أهمية دعم استخدام الصوب والبيوت الزراعية ونقل المعرفة المتخصصة، وأحدث ما وصل إليه العلم لتعميم التجربة في شتي ربوع مصر، مشددا على بعدها الاستراتيجي الهام، خاصة أنها تمثل أهمية فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب. وأشار سيف الدين، على هامش حفل تخرج دفعة جديدة من دورة تدريب وتأهيل الكوادر البشرية والفنية لصيانة الصوب والبيوت الزراعية، الأحد، إلى أن الصوب والبيوت الزراعية تحتاج كل ما هو جديد ومستحدث من التكنولوجيا الحديثة لتطبيق المشروع على نطاق واسع وفقا لأحدث الأساليب العلمية، وبما يتلاءم مع متطلبات البيئة المصرية. وأضاف أن مصر لن تتقدم زراعيا إلا بالبحث العلمي والتعاون المشترك بين العقول والكيانات الصناعية والبحثية الوطنية، وتابع: «لابد أن نتعاون لبناء بلدنا، وأن نحافظ على كل نقطة مياه من خلال استثمار مواردنا المائية الطبيعية بعقول وأفكار أبنائنا، وحل مشكلة الشح المائي وزيادة استهلاكنا من المياه والزيادات السكانية». وأشاد سيف الدين بالدور الإيجابي لوزارة التعاون الدولي ودعمها للمشروع الطموح، حيث قامت بتوفير منحة لجزء من التمويل المطلوب لتنفيذ البرامج التدريبية المُخطط تنفيذها وبعض أعمال البنية الأساسية الخاصة بتنفيذ نموذج الصوب الزراعية المتكاملة بالتكنولوجيا الحديثة، ولتمويل التدريب الذي يتم نظريا بالمعهد العربي للتكنولوجيا المتطورة، التابع للهيئة العربية للتصنيع، بالإضافة إلى التدريب العملي تحت إشراف عدد من الخبراء الهولنديين المتخصصين . وذكر رئيس الهيئة العربية للتصنيع أن بداية الاهتمام بهذا المجال جاء بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، للتعرف واكتساب المعرفة والخبرة الفنية وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع وإدخال التكنولوجيات الحديثة لتصنيع الصوب والبيوت الزراعية، وتوفير أحدث النظم العالمية في هذا المجال، بما يناسب الظروف البيئية المصرية والتي يمكن استيعابها والتعامل معها محليا، وبالتنسيق مع كليات الزراعة والجهات البحثية بوزارة الزراعة. وأشار سيف الدين إلى انفتاح الهيئة على كل الجامعات والمراكز البحثية للتعاون في كل المجالات الصناعية، فضلا عن أهمية العمل الجماعي وسعيها لنشر المعرفة لكل الجهات الصناعية الراغبة في العمل في مجال الصوب الزراعية، وأضاف: «نحن على استعداد لنقل المعرفة للجميع الراغبين في العمل بجدية في هذا المجال الحيوي، خاصة أنه من المقرر تدريب خريجي الزراعة في المحافظات المختلفة كل في محافظته، من أجل نقل المعرفة الفنية والثقافة الزراعية الحديثة بما يتناسب مع بيئته المحلية». وتابع: «وضعنا منذ البداية هدفا أن نكون الأفضل في هذا المجال الزراعي، وعلى الرغم من أن البداية كانت صعبة، إلا أن الدراسة والاطلاع وإرسال بعثات للخارج بمشاركة وزارة الزراعة إلى ألمانيا والمجر وهولندا وإسبانيا، كانت بمثابة نقطة انطلاق للنجاح»، وقال: «كيف لا ننجح ولدينا العقول والإمكانيات وحضارة زراعية منذ فجر التاريخ قوامها نهر النيل العظيم؟». وأوضح رئيس الهيئة أننا درسنا أفضل المدارس العالمية المتميزة في مجال تكنولوجيا الزراعات المحمية الحديثة، لتنفيذ نموذج للصوب الزراعية المتكاملة بالتكنولوجيات الحديثة، مشيدا بتميز تجارب دولتي هولندا وإسبانيا في مجال الصوب والبيوت الزراعية، قائلا: «بالفعل تعاقدنا معهما على نقل المعرفة الفنية ونظم التشغيل، وحاليا يتم بناء أول بيتين زراعيين بمقر الجهاز التنفيذي للهيئة، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة بين وزارات الزراعة والتعاون الدولي والري والقوات المسلحة». وقال سيف الدين إن الهدف من الخبرة الهولندية والإسبانية، هو تبادل المعلومات ونقل تكنولوجيا إدارة المحصول زراعيا والتصنيع المشترك وتنفيذ برامج تدريب متبادلة، مضيفا أن الهيئة تتعاون مع وزارة الزراعة في الجوانب العلمية، وتتعاون مع وزارة التعاون الدولي في توفير المنح والقروض للمشروع. وأوضح أن تلك تكنولوجيا حديثة ومتقدمة وتمتاز بالتعقيد الشديد في إداراتها وتشغيلها، وتختلف عن الطريقة التقليدية لعمل الصوبات الزراعية المتعارف عليها منذ سنوات، وأضاف: «التعاون مع كلية الزراعة وجامعة عين شمس تم منذ عام 2014، وفي 2015 نفذت الهيئة وسلمت 514 صوبة زراعية و68 بيتا زراعيا بقرية الأمل، و40 بيتا زراعيا آخر». وأكد سيف الدين أهمية الاعتماد على الزراعات المكثفة بالزراعة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، وضرورة نقل خبرة الزراعة بنظام الصوب الزراعية، والتي تؤدي إلى الحفاظ على البيئة وجودة الحياة للمواطن، وتحقيق نهضة زراعية لمصر تمكنها من استيعاب النمو السريع للسكان وإدارة تزايد الاحتياجات الغذائية. وأشار إلى أنه تم توقيع عقد مع شركة هولندية متخصصة لإنشاء بيت زراعي تجريبي زجاجي على مساحة 4 أفدنة، أوشك على الانتهاء منه، وآخر مع إحدى الشركات الإسبانية لإنشاء بيت زراعي، ولفت إلى أنه يتم البحث في المناطق الصالحة لعمل المشروع، وحلول لملوحة تربة بعض الأراضي، قائلا: «عايزين ننمي بلدنا، ونطورها».
