أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أن الهيئة منفتحة على جميع الجامعات والمراكز البحثية للتعاون في جميع المجالات الصناعية بجانب العمل الجماعي وسعيها لنشر المعرفة لجميع الجهات الصناعية الراغبة في العمل في مجال الصُوب الزراعية. وقال «سيف الدين» خلال كلمته اليوم، الأحد، في مؤتمر مع وزير الزراعة: "إننا على استعداد لنقل المعرفة لجميع الراغبين في العمل بجدية في هذا المجال الحيوي، خاصة أنه من المُقرر تدريب خريجي الزراعة في المحافظات المختلفة كل في محافظته من أجل نقل المعرفة الفنية والثقافة الزراعية الحديثة بما يتناسب مع بيئته المحلية". وأشاد بالدور الإيجابي لوزارة التعاون الدولي ودعمها للمشروع الطموح، حيث قامت بتوفير منحة لجزء من التمويل المطلوب لتنفيذ البرامج التدريبية المُخطط تنفيذها وبعض أعمال البنية الأساسية الخاصة بتنفيذ نموذج الصُوب الزراعية المُتكاملة بالتكنولوجيا الحديثة ولتمويل التدريب الذي يتم نظريا بالمعهد العربي للتكنولوجيا المُتطورة التابع للهيئة العربية للتصنيع، بالإضافة إلي التدريب العملي تحت إشراف عدد من الخبراء الهولنديين المُتخصصين. وأضاف «سُيف الدين»: "إننا وضعنا منذ البداية هدفا أن نكون الأفضل في هذا المجال الزراعي الذي هو بعيد تماما عن نطاق اهتمامات الهيئة". وأكد أنه على الرغم من أن البداية كانت صعبة نوعا ما، إلا أنه بالدراسة والاطلاع وإرسال بعثات للخارج بمشاركة وزارة الزراعة إلى ألمانيا والمجر وهولندا وإسبانيا، كان ذلك بمثابة نقطة انطلاق للنجاح. وتابع: "كيف لا ننجح ولدينا العقول والإمكانيات وحضارة زراعية منذ فجر التاريخ قوامها نهر النيل العظيم"، واستطرد: "درسنا أفضل المدارس العالمية المُتميزة في مجال تكنولوجيا الزراعات المحمية الحديثة، لتنفيذ نموذج للصُوب الزراعية المُتكاملة بالتكنولوجيات الحديثة". وأشاد سيف الدين بتميز تجارب هولندا وإسبانيا في مجال الصُوب والبيوت الزراعية، قائلا: "بالفعل تعاقدنا معهما على نقل المعرفة الفنية ونظم التشغيل، وحاليا يتم بناء أول بيتين زراعيين بمقر الجهاز التنفيذي للهيئة بالتعاون مع الجانب الهولندي والإسباني وبالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة بين وزارة الزراعة ووزارة التعاون الدولي ووزارة الري والقوات المُسلحة". وذكر أن الهدف من الخبرة الهولندية والإسبانية هو تبادل المعلومات ونقل تكنولوجيا إدارة المحصول زراعيا والتصنيع المشترك وتنفيذ برامج تدريب متبادلة. ولفت إلى أن "العربية للتصنيع" تتعاون مع وزارة الزراعة في الجوانب العلمية، وأن وزارة التعاون الدولي تتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع في توفير المنح، والقروض للمشروع. وقال إن تلك تكنولوجيا حديثة ومُتقدمة وتمتاز بالتعقيد الشديد في إداراتها وتشغيلها وتختلف عن الطريقة التقليدية لعمل الصُوبات الزراعية المتعارف عليها منذ سنوات. وأضاف وزير الزراعة أن هذا التعاون يساهم فى تقديم حلول جديدة ومُبتكرة لمستقبل الزراعة الحديثة في مصر على أسس علمية سليمة وبالاستفادة من الخبرة الهولندية الرائدة في هذا المجال، لاسيما أن هولندا تُعد ثاني أكبر بلد مُصدرة للمنتجات الزراعية. وذكر سيف الدين أن التعاون مع كلية الزراعة وجامعة عين شمس تم منذ عام 2014، وفي عام 2015 قامت الهيئة بتنفيذ وتسليم 514 صوبة زراعية و68 بيتا زراعيا بقرية الأمل و40 بيتا زراعيا آخر، ويأتى ذلك استمرارا لمجهودات وزارة الزراعة ودعمها للهيئة منذ أن قامت الهيئة في عام 2014 بتبنى مشروع بحثي بالتعاون مع معهد الدراسات العليا والبحوث للزراعة في المناطق القاحلة التابع لجامعة عين شمس لتطبيق أحدث أنواع الزراعات بالتقنيات المختلفة، والتي تتميز بالاقتصاد في استخدام المياه، وقد لا تحتاج إلى التربة الطبيعية بحيث يستهلك النبات نحو 20% من المُقنن المائي للنباتات المُماثلة في التربة العادية ووضع الضوابط اللازمة لاستخدام الأسمدة بما لا يتجاوز الكميات المُقننة للنبات طبقا لمراحل نموه ، فضلا عن مضاعفة الإنتاجية. وأكد أهمية الاعتماد على الزراعات المُكثفة بالزراعة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني وضرورة نقل خبرة الزراعة بنظام الصُوب الزراعية، والتي تؤدي إلى الحفاظ علي البيئة وجودة الحياة للمواطن، وتحقيق نهضة زراعية لمصر تُمكنها من استيعاب النمو السريع للسكان وإدارة تزايد الاحتياجات الغذائية. وأشار رئيس الهيئة إلى أنه تم توقيع عقد مع شركة هولندية مُتخصصة لإنشاء بيت زراعي تجريبي زجاجي على مساحة 4 أفدنة أوشك على الانتهاء منه وآخر مع إحدى الشركات الإسبانية لإنشاء بيت زراعي. ولفت إلى أنه يتم البحث في المناطق الصالحة لعمل المشروع، وحلول لملوحة تربة بعض الأراضي، قائلًا: "عايزين ننمي بلدنا، ونطورها". وأعرب عن الرغبة في الاستفادة من خبرة هولندا في المجال الزراعي ذات الخبرة في الصُوب الزراعية في العالم، بالإضافة للخبرة الإسبانية التي تتشابه في ظروفها المُناخية مع مصر. وفى ضوء توجه القيادة السياسية للاهتمام بالزراعة ومنظومة الأمن الغذائي وفي إطار خُطة الدولة التنموية لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان والتي من بينها إقامة 100 ألف صُوبة زراعية على مساحة 1000 ألف فدان، ذكر رئيس الهيئة العربية للتصنيع أن بداية الاهتمام بهذا المجال جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية وتكليفه للهيئة باعتبارها مؤسسة صناعية مُتكاملة وثقة في قدراتها التصنيعية والتكنولوجية، وبالتنسيق مع كليات الزراعة والجهات البحثية بوزارة الزراعة للتعرف واكتساب المعرفة والخبرة الفنية وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع وإدخال التكنولوجيات الحديثة لتصنيع الصُوب والبيوت الزراعية وتوفير أحدث النظم العالمية في هذا المجال بما يناسب الظروف البيئية المصرية والتي يمكن استيعابها والتعامل معها محليا.