اختُتم الثلاثاء، المؤتمر الوزارى حول «الإرهاب والتنمية الاجتماعية.. الأسباب والمعالجات»، الذى نظمته كل من وزارة التضامن الاجتماعى، والجامعة العربية، وعُقد على مدار يومين، فى شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة أكثر من 150 وزيراً وممثلاً للوفود العربية والمنظمات العربية والدولية ذات العلاقة، وأصدر المشاركون «الإعلان العربى حول دعم التحرك للقضاء على الإرهاب»، ويتضمن عدة مجالات، فى مقدمتها اعتماد رؤية متعددة الأبعاد مع الإرهاب ومنظماته وتداعياته. كما تضمن الإعلان ضرورة وضع خطة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب، مع الأخذ فى الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والثقافية والتعليمية والدينية، ودعم جهود الدول العربية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، فضلاً عن تحديث التدابير ومراجعة التشريعات، للحيلولة دون استخدام قوانين اللجوء السياسى والهجرة مأوى للإرهابيين والتخطيط لشن عمليات إرهابية من أراضى تلك الدول. ودعا الإعلان إلى تعزيز جهود الجامعة العربية لإنشاء شبكة تعاون قضائى عربى فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، تتضمن: الخطط والسياسات، الآليات والتشريعات، المجتمع الدولى، الخطاب الدينى، المشاركة المجتمعية ومنظمات المجتمع المدنى، التعليم والثقافة، الإعلام التنموى، والمجال الأخير يتمثل فى الشباب والمرأة. كما طالب الإعلان الختامى للمؤتمر بتشكيل فريق معنى ومتخصص من الجامعة العربية، يقدم رصدا وتقارير دورية حول التزامات الدول العربية بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالإرهاب، ترسل إلى اللجنة التنفيذية لمكافحة الإرهاب، والتابعة لمجلس الأمن. ودعا إلى حتمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية ووقف إرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل ومواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاقية دولية عامة شاملة للقضاء على الإرهاب. وطالب المشاركون بالمؤتمر، عبر البيان، بضرورة تجديد الخطاب الدينى وتخليص المقررات الدراسية من كل الأفكار التى تؤدى إلى العنف أو تلوح به أو تحتفى به، وكذلك دعم ثقافة الحوار، ودعم ثقافة المحافظة على الحياة، كما طالب الإعلان الختامى بمواصلة العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الواعية، بحيث تصبح قضية القضاء على الإرهاب قضية شخصية لكل مواطن، كما دعا الإعلان إلى تنسيق السياسات الإعلامية التنموية فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومى. وأكدت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، وجود صلة وثيقة بين تنامى الإرهاب وانكماش التنمية الاجتماعية وعدالتها فى التوزيع، لافتة إلى أن الوطن العربى يقف، اليوم، أمام تحديات كبرى تهدد كيانه وأمنه وهويته القومية، ويشكل الإرهاب والعنف والتطرف أكبر تهديد وإعاقة له.