تحية لكل عشاق الأهلى

ليس هناك قانون إعلامى أو أخلاقى يمنع من يكتب عن كرة القدم أن يكون له ميل وهوى لأى ناد ولون وأن يعلن ذلك طول الوقت أمام الجميع.. وانتمائى الدائم والمعلن للنادى الأهلى لن يمنعنى الآن من تقديم التهنئة لنادى الزمالك وكل عشاقه ولاعبيه ومسؤوليه بعد فوزهم بمباراة السوبر التى استضافتها أبوظبى أمس الأول.. فهذا هو ما تعلمته فى الأهلى ومع الأهلى.. أن أحب وأتمنى وأريد فوز الأهلى طول الوقت.. وأن أحزن عند أى خسارة دون أن تُفقدنى هذه الخسارة اعتزازى بالأهلى واحترامى للآخرين..
مقالات متعلقة
* الذى تتعلمه مصر من الأهلى والزمالك
* الأهلى والزمالك وصندوق الحكايات
* 100 سنة أهلى وزمالك
وأعرف أن الكثيرين بدأوا منذ نهاية مباراة السوبر تحليلاتهم وأحكامهم وتفسيراتهم بشأن الذى فاز أو خسر، ولماذا كانت الخسارة ومن المسؤول عنها.. ولا أنوى المشاركة فى ذلك لأنه ليس لدى جديد أقوله ولأننى أملك تجربة تستحق التوقف أمامها بكثير من الحب والانتماء أيضًا.. فلم أشأ حضور هذه المباراة بأى صفة رسمية أو مهنية، إنما فضلت أن أكون فى استاد محمد بن زايد بمدينة أبوظبى كأى مواطن مصرى أهلاوى يحمل تذكرته فى يده وحب الأهلى فى قلبه ويقف فى الطابور الطويل وسط عشاق الأهلى ينتظر دوره فى الدخول للمدرجات ويأمل فى الخروج من الاستاد بفرحة كأس السوبر.. وكانت الساعتان اللتان بقيت خلالهما واقفًا على قدمى فى هذا الطابور من التجارب الجميلة التى تضيف لصندوق الذكريات والمشاعر ألف حكاية وصورة جديدة..
وجاءنى كثيرون من هؤلاء العشاق أثناء الوقوف فى الطابور يحكون لى حكاياتهم وتجاربهم التى تحولت إلى دليل آخر يثبت من جديد ما يعرفه الجميع عن جمهور الأهلى الذى هو أقوى وأهم وأجمل ما يملكه الأهلى.. هو الكبرياء الحقيقى الذى لا يسمح للأهلى فى أى وقت ومهما كانت الظروف بأى انكسار.. كان فى طابور العشاق الطويل رجال وشباب ونساء وأطفال.. وكان يعبر أمامهم ويمر بينهم عشاق للزمالك يرتدون الفانلات البيضاء دون أى حساسية أو تجاوز وغضب.. وقبل بداية المباراة كان جميلًا رؤية عشاق الناديين يغنون معًا النشيد الوطنى لمصر.. اعتدنا رؤية ذلك فى مباريات المنتخب، لكنه يبقى جميلًا ومختلفًا رؤية غناء نشيد مصر بالأحمر والأبيض معًا.. وفى أحد المشاهد التى لم تعد تتكرر كثيرًا فى زماننا وفى بلادنا..
بعدما بدأت المباراة بقليل أضاء جمهور الزمالك الشموع تكريمًا لشهداء مأساة استاد الدفاع الجوى.. فما كان من جمهور الأهلى إلا الوقوف والتصفيق احترامًا لمن ماتوا عشقًا لناديهم وكرة القدم.. وعلى الرغم من ثقة عشاق الأهلى فى فوزهم بالسوبر واستعداداتهم لممارسة الفرحة بعد الانتصار..
وبعدما جاءت الخسارة وضاع الكأس.. بدأ خروج الجميع من المدرجات وبوابات الاستاد دون أى حواجز بين جماهير الناديين.. ورغم الوجع والحزن العميق إلا أنه لم يكن هناك أى خروج على أى قواعد أخلاقية وإنسانية ورياضية أيضًا.. الخروج الوحيد كان مشتركًا من جمهور الناديين حين تخلت أبوظبى مضطرة عن كل أنظمتها المرورية وقواعدها الحياتية حبًا للمصريين عشاق كرة القدم.
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن