مصر تبكى ضحايا «أتوبيس الصيدلة»

خيم الحزن على مدن مصر وخاصة محافظتى الإسكندرية وجنوب سيناء، مساء الجمعة، وعاش الأهالى ليلة حزينة بعد أن اعتصرهم الألم والدموع حزناً على مصرع 9 طلاب بينهم 3 أشقاء أحدهم مفقود وإصابة 43 آخرين، إثر انقلاب أتوبيس كان يقل طلاباً من كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية فى رحلة ترفيهية بمدينة نويبع أثناء توجهه إلى مدينة دهب.
«المصرى اليوم» رصدت ساعات الحزن والألم فى الإسكندرية وجنوب سيناء، ففى الإسكندرية عاش أهالى الطلاب المشاركين فى الرحلة ساعات من القلق والرعب خوفاً على مصير أبنائهم فور علمهم بالخبر فى ليلة بكت فيها الإسكندرية حزناً على ضحايا حادث انقلاب الأتوبيس بنويبع فى محافظة جنوب سيناء، مساء الجمعة، أثناء توجههم فى رحلة ترفيهية لمدينة دهب حيث لقى 9 طلاب مصرعهم وأصيب 43 آخرون، ومازال البحث جارياً عن طالبة مفقودة، لم يحدد مصيرها، ونعت كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية ضحايا الحادث.
وقالت الدكتورة إيفان سعد، عميد كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية، إنه تم إعلان حالة الحداد لمدة 3 أيام بالكلية حزناً على الضحايا باعتبارهم أبناء الكلية، مشيرة إلى أنه يوجد من بين الضحايا طالبتان من الكلية حيث سيتم أداء صلاة الجنازة على إحداهما بمسجد الفرج بمنطقة المندرة والأخرى بمسجد المواساة.
وأوضحت «سعد»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الجامعة أوفدت محمود جمال، مدير عام رعاية الطلاب بالجامعة، لمستشفى نويبع لمتابعة حالة المصابين من الطلاب والاطمئنان عليهم، فضلاً عن تصادف وجود الدكتور عبدالعزيز قنصوة،عميد كلية الهندسة فى شرم الشيح، حيث تم تكليفه من قبل الجامعة بمتابعة حالة المصابين فى مستشفى شرم الشيخ للاطمئنان عليهم.
وأكدت أنها ومدير رعاية الشباب موجودان بالفعل فى المستشفيات لمتابعة المصابين من الطلاب ومرافقيهم وأسرهم، ومن بين الضحايا شدوى محمد، لاعبة فريق الكرة الطائرة بنادى سموحة، ومن بين المصابين عفاف أحمد المعداوى، محررة جريدة الأخبار بمكتب الإسكندرية، والتى أصيبت بكسور فى عظام الترقوة والضلوع، ومن المنتظر نقلها لاستكمال العلاج فى مستشفيات الإسكندرية حال موافقة الأطباء بمستشفى شرم الشيخ لنقلها بعد تحسن حالتها.
وقال حسنى حافظ، عضو مجلس النواب عن دائرة سيدى جابر، إنه تحدث تليفونياً مع اللواء أحمد أبوعقيل، مدير أمن جنوب سيناء، للاطمئنان على المصابين فى الحادث، مشيراً إلى أن الحادث وقع نتيجة عدم وجود فرامل فى الأتوبيس المتهالك والذى أدى إلى عدم تحكم السائق فى عجلة القياده وانقلاب الأتوبيس عدة مرات وسقوطه فى أحد مخرات السيول.
وأشار إلى أن «أبوعقيل» وجه بتوفير سيارات إسعاف لنقل الجثامين الى الإسكندرية لبعد الحادث عن المحافظة حوالى 800 كيلومتر، مؤكدا أن الطلاب والمصابين أصيبوا بكسور متفرقة بالجسم ومازالوا يتلقون العلاج بمستشفيات نويبع.
ولفت «حافظ» الى أنه تحدث مع اللواء وليد عبدالسلام، مساعد مدير أمن جنوب سيناء، والذى أكد له أن المصابين فى مستشفيات نويبع ودهب وشرم الشيخ وتحدث مع أحد الأطباء بمستشفى دهب الذى أكد أن الحادث يعتبر مأساة بمعنى الكلمة وأن الطفل خالد محمد معاون «10 سنوات» توفى نتيجة صدمة عصبية، وهذا دليل على تعرض الطلاب لصدمة عصبية نتيجة انزلاق وسقوط الأتوبيس أكثر من 10 أمتار بممرات السيول وانقلابه عدة مرات.
ونعى اللواء عادل تونسى، مدير أمن الإسكندرية، الطلاب وأصدر بياناً وجهه لأسر الضحايا قال فيه: «نطمئنكم أننا نعمل بكافة الطرق على مساعدة المصابين لسرعة نقلهم إلى مستشفيات أفضل، أو عودتهم إلى الإسكندرية لتوفير العلاج اللازم لهم داخل المستشفيات بالمحافظة»، مؤكداً «وضع كافة الإمكانيات للتضامن معهم ومع أسر المصابين فى تقديم كافة الرعاية والاحتياجات اللازمة لهم».
ونعى اللواء رضا فرحات، محافظ الإسكندرية، طلاب كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية والذين لقوا مصرعهم فى الحادث، وأكد أنه يتابع تطورات الحادث أولاً بأول، مشيراً إلى أنه تم تكليف جميع المسؤولين لتوفير كافة الطرق لمساعدة المصابين وسرعة نقلهم وعودتهم إلى الإسكندرية ورفع درجة الاستعداد القصوى لتوفير العلاج اللازم لهم داخل المستشفيات بالمحافظة وتقديم كافة سبل الرعاية لهم والاطمئنان عليهم وتقديم جميع أوجه التسهيلات لذويهم للاطمئنان عليهم، كذا نقل المتوفين إلى محافظاتهم وسرعة إنهاء إجراءات الدفن.
كانت جامعة الإسكندرية أصدرت بياناً عقب الحادث نعت فيه الطلاب، ونعى مجلس نقابة الصيادلة بالمحافظة الضحايا، كما نعت نقابة العلميين الضحايا وقدمت المواساة لأسر الضحايا والمصابين.
وقال الدكتور محمد أنسى الشافعى، نقيب صيادلة الاسكندرية، فى بيان له، إنه يتواصل مع الجهات المعنية منذ وقوع الحادث، وإن النقابة تعمل جاهدة على مساعدة المصابين حتى عودتهم إلى الإسكندرية.
وذكر نادى سموحة أن اللاعبة شدوى محمد، بفريق الكرة الطائرة، لقيت مصرعها مع ضحايا الأتوبيس ونعى مجلس إدارة النادى، برئاسة المهندس محمد فرج عامر، اللاعبة وتقدم المجلس بخالص التعازى لأسرتها.
ولم تختلف الصور كثيراً فى جنوب سيناء، حيث خيم الحزن على الأهالى ومسؤولى الدفاع المدنى والإسعاف الذين انتقلوا لإنقاذ الضحايا ونقل الضحايا إلى المستشفيات، وتواصلت جهود البحث عن جثة مفقودة للطالبة آلاء محمد معاون، الطالبة فى كلية الصيدلة، والتى لقيت شقيقتها سالى محمد معاون، مصرعها، علاوة على وفاة شقيقهما الأصغر خالد 10 سنوات، نتيجة إصابته بكسور.
وقال الدكتور خالد أبوهاشم، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن قوات الدفاع المدنى ومجلس مدينة نويبع ستعيد رفع الأتوبيس المنكوب مرة أخرى للبحث عن الجثة المفقودة، وأشار أبوهاشم إلى أن البحث لا يزال جارياً عن الجثة المفقودة للطالبة آلاء محمد معاون.
وأوضح «أبوهاشم» أن عدد الضحايا 9 طلاب بينهم طفل وعدد المصابين 43 يخضعون للعلاج، مشيراً إلى أنه لا يوجد نقص فى الدم فى مستشفى نويبع الذى غادره معظم المصابين.
وطالب عدد من أهالى مدينة نويبع بتنظيم حملة توعية للسائقين القادمين لأول مرة لنويبع وتحذيرهم من خطورة منزلق منطقة «الصاعدة»، وقال أشرف حمودة، منسق المجلس الوطنى للتعليم بنويبع، إن منحنيات الصاعدة خطرة ولابد من صعود شرطى مرور مع كل أتوبيس قادم ومنحه الإرشادات المرورية وتوعيته بكيفية العبور الآمن للطريق.
وذكر اللواء صبرى الوزيرى، رئيس مدينة نويبع، أن طريق نويبع الصاعدة توجد عليه إرشادات بالمنحنيات الخطرة، مشيرا إلى أن السائقين الذين يأتون لأول مرة لنويبع يجهلون خطورة منحنيات المنطقة.
وأشار إلى أن الطريق لم يشهد حوادث منذ فترة طويلة بعد تطويره وتوسعته.