لم تكن تدرى وهى فى طريقها الى العمل فى ذلك اليوم ان حباتها سوف تنقلب راسا على عقب. كان يبدو يوما عاديا مثل غيره من الايام باستثناء تلك العاصفة الرملية التى لم تعتاد ان تشهدها فى تلك الفترة من العام. قفزت كالمعتاد فى الميكروباص وتطوع احد الجالسين بافساح مكان لها بجوار النافذه حتى تبقى بعيده عن احتكاكات الصاعدين والهابطين من الميكروباص. نظرت من النافذه تراقب حركه الهواء وما يثيره من غبار ودفعتها افكارها للتفكير فى قسط الثلاجه التى اشترتها حديثا وكيف سوف تقوم بسداده هذا الشهر بعد ان فاجائها مرض ابنتها والذى التهم جزءا كبيرا من راتبها. وراءت ان تعتذر لصاحب المعرض عن السداد هذا الشهر وهو رجل طيب لن يمانع . نظرت فى ساعتها وكانت قد اقتربت من السابعه والنصف والميكروباص لم يتحرك بعد وخشيت من التاخير ومن لسان مديرها الذى لا يتورع عن الصياح لاتفة الاسباب. فنادت على السائق تحثه على التحرك.فجاوبها بلا مبالاه بانه ينتظر راكبين اخرين بعد. ومن حسن الحظ ان ركب شخصين فى تلك اللحظه وقفز السائق على مقعده وبدأ فى التحرك. نظرت فى ساعتها مره اخرى وكان مايزال امامها خمسه وعشرون دقيقة والمسافه التى يستغرقها الميكروباص للوصول لعملها هى عشرون دقيقه فتنهدت بارتياح لانها لن تتاخر عن ميعاد عملها. واخيرا وصل الميكروباص لمحطتها بعد حرب ضروس مع المطبات فى الشارع والتى جعلتها تكاد ان تتقياء. قفزت منة مسرعة لكى توقع فى كشف الحضور قبل انقضاء الوقت. ذهبت للجلوس على مكتبها ونظرت بغرابه لخلوه من اى ملفات يحضرها الساعى لكى تنجزها . لم تستمر غرابتها طويلا حيث حضر الساعى محملا بتل من الملفات المطلوب انجازها قبل انقضاء اليوم منبها عليها بان المدير يريد ان تنتهى تلك الملفات سريعا واليوم دون تاخير . نظرت باندهاش لتلك الكومه من الملفات والتى يجب ان تنتهى اليوم وكيف لها ان تنجزها جميعها. لم تتوقف طويلا فى التفكير عند كيف بل باشرت العمل مباشره بهمه وسرعه حتى تلبى طلب مديرها وتتجنب لسانة. وقبل الساعه الرابعه عصرا كانت انتهت بالفعل من جميع الملفات وارسلتها الى مكتب المدير وخرجت مهروله حتى تلحق بقتاتها التى تركتها عند احدى الجارات لكى تعتنى بها اثناء وجودها بالعمل. ركبت ميكروباص كانت شاورت له ولغرابه الامر كان الميكروباص خاليا الا من السائق واحد الركاب بجانبه ولم يتوقف لاى احد اخر من المنتظرين لكى يستقلوا الميكروباص شعرت بالتوتر وبادرت السائق بالسؤال عن سبب عدم توقفه للركاب.فاجابها انه فى عجله من امره وانة توقف لها فقط لانها سيده يبدو عليها الاحترام. ونظر للشخص الذى بجواره نظره غامضة لم تفهم معناها . لم يكن خط سير الميكروباص هو خط السير العادى الذى تسلكه يوميا بل اتخذ خط سير مختلف يمر باحد الطرق التى لايوجد عليها حركه سيارات كثيرة. وهنا تصاعد توترها وبدات تشعر بان هناك امر ما مريب وقبل ان تتاخذ اى خطوة توقف الميكروباص على جانب الطريق بحركه عنيفه كادت ان ترطم راسها بالكرسى المقابل وقفز الشخص الذى بجوار السائق وفتح الباب الخلفى وجلس بجانبها مشهرا مطواة طالبا منها عدم الصياح او اخراج اى صوت . تصبب وجهها عرقا وزاغت عيناها وشعرت انها تمر بحلم وان ذلك لا يمكن ان يكون حقيقيا ويحدث لها. استمر الميكروباص فى سيره وانحرف عن الطريق الرئيسى ودخل فى الصحراء المجاوره للطريق . توقف الميكروباص وقفز السائق فاتحا الباب الخلفى وجذبها بمعاونه الشخص الاخر من ذراعها مخرجا ايها من الميكروباص . هنا قامت بالصياح الشديد مطلقه الفاظا نابيه لهما . ابتسما الشخصان واخبراها بانه فى تلك المنطقه لن يسمعك اى شخص. وابتداء فى خلع ملابسهما ولم تتوقف هى عن الصياح . ظهرت من العدم سياره بانوار تدوى من فوقها . لم تصدق عيناها وشعرت بانها تتخيل ذلك وان مصيرها المحتوم هو اغتصابها من هذان المجرمان. لكن مأكد لها انها لاتهذى او تحلم ان الشخصان بادرا بالجرى فور رؤيتهما السياره الا ان السياره طاردتهم واطلق احد من فيها عيارا ناريا فى الهواء فتوقفا عن الجرى رافعين ايديهما الى الاعلى. رجعت السياره لها وخرج منها شخص يرتدى بدله الشرطه الرسميه مدادا يده اليها يعاونها على النهوض. كاد ان يغمى عليها من هول الموقف ولم تجد نفسها الا وهى تنحنى على يد الظابط لتقبلها فسارع بسحب يده سريعا مخبرا اياها ان لا تفعل ذلك وان ذلك هو واجبه فقد لمح السياره وهى تنحرف عن الطريق الرئيسى وشك فى الامر فتتبعها حتى وصل اليها. استقلت سياره الشرطه التى ذهبت بهم الى قسم الشرطه لتحرير محضر واستكمال الاجراءت الازمة. ومن يومها قررت ان لا تركب ميكروباص .وان تذهب كل اسبوع لرجال الشرطه محضره لهم وجبه غذاء ساخنه .