«مها» تعيد استخدام مخلفات البيت فى مجسمات فنية: «محدش يرمى حاجة»

ملابس وأقمشة قديمة، مفاتيح غير مستخدمة، أزرار، كانزات فارغة وغيرها من مخلفات البيت هى أدوات «مها»، فى مواجهة غلاء أسعار خامات الرسم، خاصة بعدما تعينت فى إحدى المدارس الحكومية كمدرسة تربية فنية مما جعلها تبحث وتفكر فى استخدام أسلوب تعليمى جديد لا يكبد أولياء أمور التلاميذ مصاريف وأعباء أخرى بخلاف مصاريف المدرسة، معتمدة فى ذلك على بدائل تساعدها فى خلق تحف فنية من المخلفات وبأقل تكاليف.
حبها للرسم منذ الصغر وتشجيع والديها جعلاها تلتحق بكلية التربية النوعية شعبة التربية الفنية وتكون من الأوائل على دفعتها سنة 1993، وسفرها للخارج بسبب زواجها جعلها تجوب أكثر من دولة وتكتسب خبرات فنية لتطور موهبتها لمدة 25 سنة حتى عادت إلى مصر منذ 3 سنوات، وقررت أن تعلم جيلا من الفنانين يوظف كل ما حوله فى قطعة فنية.
«لما جيت مصر سنة 2014 كان ليا قرار تعيين فى إحدى مدارس البنات الحكومية، بحكم أنى من الأوائل فى الكلية ولما نزلت المدرسة اتصدمت، فكنت عايزة أعلمهم والخامات غالية ولما سألت عن ميزانية المدرسة فى التربية الفنية لقيتها قليلة والبنات مش هيتعلموا شىء غير الرسم وبس، والتربية الفنية مش دى وظيفتها ولكن وظيفتها خلق فن من لا شىء ورؤية الجمال فى كل العناصر اللى حوالينا، فكرت فى أنسب طريقه أستطيع من خلالها أن أعلم طالباتى وكانت أننا ننتج أعمالا فنية من لا شىء أو من خامات مستهلكة أو إعادة تدوير المتوفر حولنا من خامات»، هكذا قالت مها حسين زين الدين، لافتة إلى إنها بدأت باقتراح على الطالبات وهو عمل صندوق لكل طالبة تجمع فيه أى خامة، غير مستخدمة، من البيت أو الشارع، مثل الأزرار وبواقى الأقمشة والجلود ونشارة الخشب والأحجار الكبيرة والصغيرة، ورابطة الشعر والسلاسل المكسورة والمفاتيح المعدنية والسوست الحديدية والمخلفات البلاستيكية والمعدنية والأغطية البلاستيكية وغيرها، وكل ما يمكن أن يثرى لوحة بشرط تناغمه معها وتحقيق شكل جمالى متناسق ومترابط.
أعمال فنية كثيرة نفذتها الطالبات بحماس ونشاط غير عادى، فلم يتوقعوا أن مثل هذه المهملات ممكن أن تخرج منها أعمال فنية رائعة ذات قيمه جمالية عاليه تصلح حتى أن تكون مشروعا مربح لمن يقوم بعمل كميات منها وبيعها، هذا ما أكدته «مها»، وقالت: «فوجئت ببعضهن يقترح أفكارا جديدة ويستشيرنى فيها وينفذها بكل حب وأحسست وقتها أن مادة التربية الفنية فعلا بقى لها أثر كبير فى إثراء خيالهن وتهذيب سلوكهن وتعويدهن على عدم الإهدار فى الخامات حتى ولو بسيطة».
وأشارت «مها» إلى أنها نجحت فى فترة وجيزة فى وضع مدرستها على الخريطة الفنية، فقد أصبحت معروفة بطالباتها الفنانات الصغيرات وبعضهن فاز فى مسابقات فنية كمسابقة لمحات من الهند التى تقام كل عام وتم تكريم الطالبات من قبل السفارة الهندية هذا العام.