وصف الدكتور أحمد سامح فريد، رئيس الجامعة، وزير الصحة الأسبق، هذا الحدث بأنه مهم للغاية، لكون أول مرة فى مصر يتم عمل اتفاقية كاملة مع جامعة أجنبية (بريطانية) مصنفة فى المرتبة السابعة عالمياً، ومن ضمن أكبر خمس جامعات فى بريطانيا، مشيراً إلى أن تلك الاتفاقية لها تكلفة مالية باهظة جدا، وتعد أول اتفاقية حقيقية فى مجال التعليم مع الجانب البريطانى، لكونها ليست مجرد اتفاقية نوايا أو بروتوكولات أولية، بل تم بالفعل سداد مبالغ مالية- هى الأعلى- للجانب البريطانى للحصول على أعلى نوعية من التعليم الطبى الحديث للطالب المصرى، وهذا اليوم نصفه بأنه البداية الحقيقية للتعليم الطبى الصحيح. ونوه رئيس الجامعة إلى قيام الجامعة ببناء مستشفى جامعى جديد، يخطط للانتهاء منه خلال 30 شهراً، وبتكلفة مالية كبيرة جدا ومجهز بأحدث التجهيزات الطبية، واصفا المستشفى بأنه من متطلبات الحلم الكامل، لتحقيق إنجاز طبى غير مسبوق. وفيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، قال فريد إن هيئة التدريس مشتركة بين الجانب المصرى والبريطانى، وتم الاتفاق على إيفاد أساتذة أعضاء بهيئة التدريس المصرية للتدريب وتنمية المهارات وتبادل القدرات مع الجانب البريطانى، كما سيتم الاستعانة بأطباء مصريين بالخارج للتدريس للطلاب والاستفادة من خبراتهم المتراكمة. وأشار فريد إلى أن أول ثلاث سنوات فى الكلية يقوم الطالب بالنزول لمستشفى أعدته الجامعة فى منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة، وذلك بهدف دمج الطالب فى السنوات الأولى لدراسته بالمجتمع، وخدمة أهله وبناء وطنه، ومن ثم تعزيز جانب الانتماء لدى هؤلاء الطلاب، من خلال التواصل المباشر مع المرضى المترددين على المستشفى الذى تتراوح قوته من 40- 60 سريراً يقدم خدمات الرعاية الصحية الأساسية مجانا، وهذا التصرف يعمق الانتماء لدى الطالب والشعور بقيمة وطنه والتواصل الحقيقى مع المرضى منذ البداية. وقال إن المستشفى أو المركز الطبى سيكون اسمه (مستشفى نيوجيزة لخدمة المجتمع) وافتتاحه فى مارس المقبل، بمنطقة ذات كثافة سكانية عالية ليبدأ الطلاب على الفور فى التدريب والتعليم الأولى فى ذلك المستشفى، وخلال 30 شهراً، نكون قد انتهينا من إنشاء المستشفى الأكبر، وهو (مستشفى نيوجيزة التخصصى) والذى يشمل سعة 300 سرير، وسيكون مجاورا لموقع الجامعة ومجهزاً بأحدث الإمكانات. واعتبر رئيس الجامعة، فترة الفصل الدراسى الأول، التى بدأت أكتوبر الماضى حتى يناير، هى بمثابة مرحلة تمهيدية يتم فيها تهيئة الطالب للدخول فى مرحلة تعليمية جديدة تختلف عن مرحلة التعليم الأساسى بالمدارس، ويعرف خلالها الطالب المقومات الأولية لدراسة مهنة الطب، ويتم غرس الحماس وحب المهنة ومساعدة المريض فى نفس الطالب قبل الدخول فى دراسة أو تلقى مواد تعليمية طبية. وكشف رئيس الجامعة عن وجود مادة حديثة، يتم تدريسها للطلاب فى المرحلة الأولى، حتى التخرج، وهى مادة عن أخلاقيات المهنة، وتهدف إلى التأكيد على حقيقة أن أساس المهنة إنسانى، وليس ماديا، ومن يرغب فى جنى المال، فعليه ترك تلك المهنة السامية والتوجه لأى مهنة أخرى، تحقق المكسب السريع.. فيجب أن يعلم الطالب أن الطبيب يعامل الله- سبحانه وتعالى- أولا، وقبل أى شىء، وأن المريض يأتى إليه فى أضعف حالاته، ومستعد لفعل أى شىء للشفاء، ومن ثم نغرس لديه حب المهنة قبل حب المال، لأننا ضد التربح من المهنة، ولكن فى نفس الوقت مع الربح المعقول وتأمين الطبيب لنفسه وأسرته، لكن لا يعقل أن يكون مصدر ثروة الطبيب هو مرض الناس وأوجاعهم، كما تم الاتفاق مع قسم إدارة الأعمال بالجامعة على وضع برنامج تعليمى لإدارة المنظومة الصحية وكيفية إدارة الوضع الصحى، من خلال تعاون بين طلاب القطاع الطبى وطلاب إدارة الأعمال. الرسالة والهدف: وشدد فريد، على أن تحقيق الربح المادى ليس هو الهدف الأساسى للقائمين على الجامعة، بدليل أن ما يدفعه الطالب من مصروفات دراسية- وهو كبير نسبيا- لا يفى بالاحتياجات المطلوبة من الجامعة لتقديم هذا المستوى الكبير والمتطور من التعليم، ولكننا نهدف لزيادة أعداد الطلاب المقبولين، خلال فترة زمنية معينة لتعويض تلك الخسائر، كما أن الطالب يستطيع بعد السنة الدراسية الثالثة أن يحصل على فصل دراسى كامل فى لندن. وحرص رئيس الجامعة فى نهاية حديثه على توجيه رسالة للمجتمع، مفادها أن القائمين على مسيرة المستشفى ليس هدفهم الربح المادى، بل الهدف الأساسى هو التنمية فى أصعب شىء، وهو التعليم والرعاية الصحية، مشيرا إلى أن هذا القرار دفع السفير البريطانى بالقاهرة للتساؤل متعجباً: لماذا كانت البداية بالتعليم الطبى غالى التكلفة عديم الربحية؟ حيث إن العديد من الجامعات الأجنبية الموجودة فى مصر لم تنشئ كليات للطب بداخلها، مثل الجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية وغيرهما، وذلك نظراً للتكلفة المالية الباهظة وعدم تحقيق الربح المطلوب.
