قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إن مصر تسعى لزيادة التقارب الأمريكي- الروسى في إطار التعاون لمكافحة الإرهاب في الشرق الوسط، وخاصة في سوريا، بالتزامن مع قرب تولى إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في 20 يناير المقبل. وذكرت الصحيفة تصريحات سامح شكرى، وزير الخارجية، أثناء زيارته لواشنطن التي قال خلالها إنه «لا يمكن التقليل من أهمية روسيا كلاعب دولى كبير»، مؤكدا: «لا يمكننا ألا نتعامل مع واقع مشاركة روسيا الكبيرة عسكريا في سوريا.. ووجودها المادى»، وشدد «شكرى» قائلا: «روجنا دائما لأهمية الحوار بين الولاياتالمتحدةوروسيا والتفاهم بشأن كيفية المضى قدما (فى سوريا)». وأضافت الصحيفة أن زيارة شكرى إلى الولاياتالمتحدة، واجتماعه الأسبوع الماضى مع نائب الرئيس الأمريكى المنتخب، مايك بنس، جاءت لمناقشة مستقبل التحالف بين الولاياتالمتحدة ومصر، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان بين أوائل الزعماء العرب الذين تواصلوا مباشرة مع ترامب، من خلال لقاء جمعه معه في نيويورك قبل فوزه. وأفاد «شكرى» بأن الحكومة تسعى لتعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدة في ظل إدارة ترامب، معربا عن أمله في أن يكون هناك فهم موحد بشأن التهديد الذي تشكله الحركات الإسلامية على الاستقرار في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن مصر من بين عدد من الدول العربية والشرق أوسطية التي سعت للتواصل مع «الكرملين» كلاعب أساسى في المنطقة بعد عقود من الانسحاب الروسى، بعد انتهاء الحرب الباردة. ورأت الصحيفة أن ترامب أعطى إشارات طوال حملته الانتخابية بأنه سيعمل على صنع تحول كبير في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه سوريا، معربا عن رغبته في العمل بشكل وثيق مع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، بجانب انتقاده دعم إدارة الرئيس باراك أوباما للميليشيات المتمردة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد، معتبرا ذلك يمكنه أن يعزز من سيطرة تنظيم «داعش». وأضافت الصحيفة أن العلاقة بين القاهرةوواشنطن مرت بفترة صعبة خلال العقد الماضى بعد تصادم الرئيس الأسبق حسنى مبارك مع إدارة جورج بوش الابن حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، بجانب تخفيض إدارة أوباما المساعدات العسكرية والمالية بعد تولى السيسى مقاليد الحكم في البلاد، وعلى الرغم من إعادة إدارة أوباما المساعدات العسكرية لمصر على مدى الأشهر ال 18 الماضية، بما في ذلك المروحيات الهجومية المستخدمة في عمليات مكافحة الإرهاب، لكن العلاقات بين الحليفين التاريخيين ظلت متوترة. وتطرقت الصحيفة إلى محاولات شكرى التخفيف من شأن الخلافات بين مصر والسعودية خلال ردوده على أسئلة بشأن الحروب الأهلية في سوريا واليمن خلال مقابلته الصحفية في واشنطن. وأشارت الصحيفة إلى دعم السعودية جماعات متشددة تسعى للإطاحة بنظام الأسد، بجانب العمليات العسكرية الكبيرة ضد الميليشيات الحوثية في اليمن، موضحة أن نظامى الأسد والحوثيين مدعومان من إيران، منافس الرياض في المنطقة، وأبرزت الصحيفة رفض مصر دعم السعوديين في تلك العمليات. ونقلت الصحيفة عن شكرى قوله: إن الحديث عن خلافات بين الرياضوالقاهرة «هو مبالغة»، مضيفا: «لقد كان لدينا تاريخ طويل، ولدينا التزام قوى جدا لمستقبل مشترك».