جاء إسحاق رابين خلفا لجولدا مائير، رئيسا لوزراء إسرائيل، فكان ترتيبه الخامس بين الذين تعاقبوا على هذا المنصب الذي شغله لفترتين الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 إلى 1995 وهو من أشهر رجال البالماخ المتفرعة من الهاجاناه العسكرية. ولد «رابين» في الأول من مارس 1922 في مدينة القدس إبّان الانتداب البريطاني لفلسطين ودرس في المدرسة الزراعية اليهودية «كادوري»، وفي 1938أثناء فترة دراسته اشترك في دورة عسكرية قصيرة نظمتها الهاجاناه وتخرج رابين في مدرسة «كادورى» في 1940. وفي 1941 انضم إلى «الهاجاناه» وأصبح من كبار قادتها ومع حرب 1948 عين قائدا لسرية «هارئيل» التي قاتلت في القدس ولما انتهت الحرب اشترك في محادثات الهدنة بين إسرائيل ومصر في جزيرة رودس اليونانية. وفي ديسمبر 1963 عينه ليفي أشكول (رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك) رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلى ولما اندلعت حرب 1967 كان مازال في هذا المنصب وفي فبراير 1968 تقاعد من الحياة العسكرية وانخرط في السلك الدبلوماسي كسفير لإسرائيل في أمريكا وكان قد حصل على مقعد في الكنيست الإسرائيلى بعد انضمامه لحزب العمل وشغل منصب وزير العمل في الحكومة التي ترأستها جولدا مائير. وفي عام 1974 وقعت أزمة سياسية بسبب ماحدث في حرب أكتوبر 1973، الأمر الذي أجبر جولدا مائير على الاستقالة وانتخب رابين رئيسا لحزب العمل كما خلفها في رئاسة الوزراء. واشتهر في الفترة الأولى لرئاسة الوزراء بعملية مطار عنتيبى وفي 20 ديسمبر 1976 استقال من منصب رئيس الوزراء وأجريت انتخابات داخلية وتولى في الحكومة الجديدة منصب وزير الدفاع. واندلعت الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، فأصدر تعليماته بتكسير عظام المتظاهرين الفلسطينيين وفي 1992، تمكّن من الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثانية ولعب دورًا أساسيًا في مباحثات أوسلو ولدوره فيها تمّ منحه جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع ياسر عرفات وشيمون بيريز. و«زي النهارده» في 4 نوفمبر 1995، وخلال مهرجان مؤيّد للسلام في ميدان ملوك إسرائيل (ميدان رابين الآن) في تل أبيب قام إيجال أمير بإطلاق النار على رابين فكان أول رئيس وزراء إسرائيلى يغتال: ووفق كتاب المؤرخ اليهودى إيلان بابى «التطهير العرقى لفلسطين» فإن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين التي نفذتها الحركة الصهيونية».