جلبت ثورة الخامس والعشرين في طياتها العديد من المعارك والتي أخذت أشكال مختلفة فمنها من ابكي الجميع ووصف إعلامية ب "معركة الجمال" تبعتها معركة التصويت أو ما أطلق عليه "غزوة الصناديق" إلى أن وصلنا إلى نوع أخر من المعارك "معركة الاستاد" والتى قد نتفق او نختلف على علاقتها بما يدور حولنا من متغيرات سياسية وفى ظل هذه المعارك المتتالية كانت المعركة الاصعب والتى بدأت منذ اليوم الاول في ثورة الخامس والعشرين، وهى معركة "الراى العام" والتي حاول النظام السابق الرهان عليها في أيامه الأخيرة ودفع بخروج بعض المنتفعين من نظامه في بعض الشوارع والميادين الأخرى محاولين خداع الغالبية الصامتة من الراى العام بان هناك نسبة تأييد للنظام وان من يطالبون بإسقاط النظام ما هم إلا قلة مندسة، الا انه سرعان ما خسرها فى ايام معدودة رغم استخدامه كل الاسلحة الغير مشروعة فى هذه المعركة اما شعب لا يملك سوا الهتاف ثم تحولت من وقت لأخر أطرف هذه المعركة التى بدأت بين "النظام والشعب" إلى أن انتقلت إلى "بقايا النظام والشعب" ثم انحصرت في الأيام الأخيرة بين "الجيش والشعب" ليظهر الموقف في كل مرة بان هناك طرف يضغط على الأخرمحاولا الخفاظ على ما حققه من مكتسبات، الا ان تكررت الصور في الجمعيتين الماضيتين ، حيث خرج الملايين إلى ميدان التحرير موجهين تهم التباطؤ إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الى ان وصل الصراع اشده فى الجمعة الاخيرة حين تدخلت قوات الجيش فى فض المعتصمين صباح السبت بالقوة والرصاص واعتقال العشرات من الشباب المشاركين فى الاعتصام ليبدو الموقف وكأننا نقف على شفا حفرة من نار او على اعتاب مصير ليس بمجهول بل اقرب بما تعانيه ليبيا وسريعا ما تغير الموقف لصالح المؤسسة العسكرية ففى نفس الأسبوع اتفق جموع المصريين على قلب رجل واحد واثق في الإدارة الحكيمة للقوات المسلحة كما انتشرت مشاعر السعادة بين جموع المصريين بالقرارات التى اتخذتها النيابة خلال اليومين الماضيين والتي كان لها عظيم الأثر في تهدئة النفوس وإعادة بناء جسور الثقة مع الشعب ودعم خطي المصلحين والعقلاء في محاولة رئب الصدع المجتمعي الذي عاشته مصرالأسبوع الماضي ليكن السؤال المطروح الآن .."هل نجح المجلس العسكري فى كسب الجولة الأولى من معركة الراى العام ؟" سؤال يدور مثل اسطوانة فارغة منذ أن أعلن عن بدا التحقيقات مع الرئيس المخلوع ونجليه ورغم ان المجلس العسكري لم يكن له دوراً في هذا الأمر ألا أن هذه الأخبار دفعت جموع الشعب المهاجمة له نحو الوراء إلا أن جولات المعركة مستمرة وعلى المجلس العسكري البدء في تفعيل إستراتيجية أخرى لكسب تأييد الراى العام في اتجاه التهدئة ، تضمن اتخاذ المجلس العسكري لقرارات من شانها إضفاء المزيد من الشفافية على ما يجرى من محاكمات لجعل الشعب على قمة الأحداث ويقطع دابرالمشككين في جدية ما يحدث ويعزز الثقة فى الخطوات المتخذة ولقد أزفت ساعة الخطر فى هذه المعركة الحاسمة لان اللاعبين الرئيسين في الثورة المضادة وصلوا إلى طريق مسدود فى نهايته يحوم ظلام السجن ومزيد من الآلام بدلا من الآمال التى كانوا يبنون عليها ثورتهم المضادة لإجهاض ثورة الشعب البيضاء ، والتى قادوها المتعنتون مستمرين فى رفض حق الشعب فى العيش حر، فلقد حان وقت الحقيقة فى مرحلة وصلت فيها الملفات العالقة فى كل شبر منها الى مربعها الاخير