مصادر سودانية: الخرطوم لن تسمح بالإضرار بالأمن المائي لمصر

قالت مصادر سودانية معنية بملف النيل، اليوم الإثنين، إن تأجيل التوقيع على بدء الدراسات الفنية لسد النهضة «لا يجب أن يثير القلق لدى الجانبين السوداني أو المصري»، موضحة أن خارطة الطريق التي وقعها قادة مصر والسودان وأثيوبيا تضمن عدم الإضرار بدولتي المصب مصر والسودان، وأن الملء الأول لبحيرة السد الأثيوبي يخضع لاتفاق ينظم قواعد الملء.
وأضافت المصادر ل«المصري اليوم»، أنه من المقرر الانتهاء من المشروع الأثيوبي العام المقبل، وهو ما يعني أن الاتفاق مع المكتب الاستشاري سوف يضع خارطة طريق فنية لمستقبل تشغيل سد النهضة، وتلافي الإضرار السلبية للمشروع على مصر والسودان. وشددت المصادر على ضرورة وجود اتفاق ثلاثي لتنظيم عملية التشغيل خلال هذه السنوات حتي لا يتحول المشروع إلى بؤرة صراع، وهو ما يعني أن الجانب الأثيوبي لا يمكن له أن يتجاهل الشواغل المصرية حول المشروع.
وقال محمد المعتصم، القيادي في حزب الاتحاد السوداني، إن مخاوف مصر من المشروع الأثيوبي «مؤقتة»، وأنه لا يمكن لأثيوبيا التخزين الأبدي للمياه، ولكنه تخزين مؤقت لمدة قصيرة جدا، قد لا تتجاوز 3 سنوات وسيعود تدفق النهر.
وأضاف «المعتصم» ل«المصري اليوم»، أن مصر «لن تتضرر كثيرا من انتقاص المياه في النيل الأزرق بعد إنشاء سد النهضة» مشددا على أن العلاقات بين مصر والسودان «لن تسمح بالإضرار بالمصالح المائية المصرية».
من جانبه، أبدى الدكتور عادل الغندور، العضو السابق في مبادرة حوض النيل والخبير الزراعي الدولي، تأييده للموقف السوداني من سد النهضة مؤكدا أنه من الأفضل التوجه نحو الاستثمار الزراعي في السودان على النيل الأزرق حيث يكون التواجد المصري ملموساً في هذه المنطقة الحيوية بدلا من توجه الأثيوبيين للزراعة في المنطقة القريبة من سد النهضة، والتي تبعد حوالي 40 كيلومتراً من الحدود السودانية الأثيوبية.
وأضاف «الغندور»، أن «الضرر الوحيد على مصر من سد النهضة هو التحول لزراعة محاصيل مثل القمح خلال فترة الصيف فقط بدلا من زراعتها طوال العام اعتماداً على جريان المياه في النيل الأزرق، وهو ما يستوجب التوجه نحو الاستثمار الزراعي المصري في السودان باعتبارها خطوة حتمية لتحقيق الأمن الغذائي بالاستثمار بالقرب من مصادر المياه».
وأشار إلى أن التوجه نحو الاستثمار في السودان هو الحل السريع لمواجهة التكدس السكاني الذي تعاني منه مصر، موضحا أن تأييد السودان لسد النهضة يعتمد على مساهمته في زيادة السعة التخزينية للسدود السودانية، وتقليل معدلات الإطماء أمام هذه السدود.