القاهرة وتل أبيب.. جولة جديدة فى معركة «التطبيع الشعبى» (ملف)

مقطع فيديو باللغة العربية موجه للشعب المصرى، يتحدث فيه عن نفسه، وزيارته لعدد من المعابد اليهودية بالقاهرة، هكذا استهل السفير الإسرائيلى الجديد، ديفيد جوفرين، عمله فى مصر، الذى واصله بتوجيه رسالة أخرى باللهجة المصرية، على «فيس بوك»، يحكى فيها عن كيف أن الثقة التى منحها لطبيب أسنان مصرى بالقاهرة فى التسعينيات (أثناء عمله بمصر) ساهمت فى علاج أسنانه التى أصبحت من يومها «زى الفل»، على حد قول جوفرين، الذى أضاف: «القصة القصيرة دى، ممكن نتعلم منها إن العلاقات بين الشعوب زى العلاقات بين الناس. الثقة المتبادلة ضرورية ولا بديل لها فى الدنيا كلها وحتساعدنا كتير بإذن الله لو اعتمدنا عليها».
تسلم السفير الجديد عمله بعد طلب حاييم كورين إنهاء عمله بالقاهرة، وواصل جوفرين ما دشنه كورين قبل مغادرته القاهرة، عندما التقى النائب السابق توفيق عكاشة، وتوجه مباشرة للمواطنين المصريين سواء من خلال صفحة السفارة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أو عبر مقطع فيديو دعا فيه المواطنين صراحة للتوجه نحو السفارة الإسرائيلية وترحيبه بهم.
لم يكن كورين فى ذلك يعبر عن توجه شخصى، بقدر ما كان يعبر عن توجه جديد للدبلوماسية الإسرائيلية تجاه مصر. توجه لا يحتاج لسفير من نوعية السفير السابق، الذى طالب بإنهاء خدمته بسبب الظروف الصعبة التى يعمل فيها بالقاهرة، وعدم قدرته على الانفتاح على المجتمع المصرى أو النخبة المصرية. وإنما سفير جديد، عمل من قبل فى القاهرة، واستطاع فتح قنوات اتصال وعلاقات مع جزء من النخبة المصرية، وهو كذلك مؤمن بأهمية «التطبيع الشعبى» فى الساحة المصرية، ووجود علاقات رسمية مع دول عربية أخرى مثل السعودية، فى إطار سلام إقليمى «دافئ».
السفير الإسرائيلى الجديد: يجب أن نتعامل مع المصريين وجهاً لوجه
ديفيد جوفرين
عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أطل رجل إسرائيل الجديد فى القاهرة، ديفيد جوفرين ، على المواطنين المصريين فى مقطع فيديو من 3 دقائق أو يزيد قليلًا، الخلفية الموسيقية لتخت شرقى، يرافقها صور سابقة له فى القدس المحتلة والقاهرة، وصور للرئيس السادات، وأخرى له إلى جانب قبره. يتحدث الرجل عن زيارة السادات للقدس، ثم يلخص مهمته فى جملة واحدة: «الحاجز النفسى هو أول عقبة فى طريق السلام المنشود». المزيد
يتسحاق مولخو.. صندوق إسرائيل الأسود
نتنياهو ومولخو فى حوار هامس
فيما تستعد القاهرة لاستقبال لقاء قمة مرتقب، يجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فى محاولة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، يظهر من جديد اسم المحامى الإسرائيلى، يتسحاق مولخو ، الشخصية الغامضة، التى ارتبط اسمها بجولات التفاوض وصفقات التبادل، وأيضًا زيارة وزير الخارجية سامح شكرى، الأخيرة، للقدس المحتلة، والتى لعب فيها مولخو دور المهندس، بعد أن قام بزيارة القاهرة أسبوعيًا منذ أعلن السيسى عن مبادرته فى مايو، وحتى يوم زيارة شكرى للقدس، حيث حطت طائرة مولخو فى القاهرة صباح يوم الزيارة، ثم حطت مرة أخرى فى تل أبيب، قبل أن يصلها شكرى بدقائق. المزيد
وفيما تعتمد تل أبيب بشكل كبير على ديفيد جوفرين فى مهمة اختراق «مصر الشعبية»، فإنها تعتمد على شخصية أخرى، تفضل العمل من خلف الستار، من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وفتح مسارات تفاوض مع دول عربية أخرى، وهو ما يتقارب مع مبادرة السلام الإقليمى الدافئ، التى طرحتها مصر وترحب بها إسرائيل.