اختتام فعاليات «منتدى الحوار التنموي» لمؤسسات الأمير طلال بالقاهرة

اختُتمت في القاهرة، الخميس، فعاليات أول حوار مشترك بين 15 مؤسسة ومنظمة أهلية تنموية متخصصة، أسسها رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية الأمير طلال بن عبدالعزيز لترسم قصة نجاح عمل مدنى غير حكومي، بدأت فصولها منذ ما يقرب من 40 عامًا، مستهدفة إلى جانب دورها البحثى الاجتماعى والإنسانى التأكيد على أن ثقافة التطوع لا تقف عند منطقة جغرافية معينة وإنما تتجاوز الحدود.
وقال الأمير طلال بن عبدالعزيز، مؤسس أجفند (برنامج الخليج العربي للتنمية) في كلمته خلال فعاليات المنتدى الذي استمر على مدى يومين، إن ثلاثة ملايين شخص في تسع دول استفادوا من البرنامج التنموي، لافتًا إلى أن لقاء المؤسسات التنموية لأجفند بالقاهرة، إحدى أهم الخطوات التي قطعتها المؤسسة على صعيد بنوك الفقراء والشمل المالي.
وأضاف الأمير طلال أن مصر هي الأولى التي ستحتضن هذا المشروع كما عهدتنا طيلة عهدها بكل ما شهدته المنطقة من تحولات حضارية، فهي الدولة العاشرة في منظومة «أجفند» لبنوك التمويل الأصغر والتي أخذت مسمى «بنوك الإبداع».
وأوضح أن المؤسسة تعمل على إنشاء أعمال جيدة في مجال الطفولة والمرأة والعمل الأهلي، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات لمشاريع أخرى في المنطقة، لافتًا إلى لقاء أجفند والمؤسسات الشقيقة ليس فقط لعرض حصاد نشاطاتهم، ولكنه لتحدي الجهود والخطط المستقبلية بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وشدد على أنه لابد أن يخرج اجتماع المؤسسات برؤية جديدة لإطار الشراكة بينها ومدخلات هذه الشراكة وآليات واضحة للعمل القابل للقياس، وليس حديثًا فقط مثلما يحدث في مؤتمرات القمة العربية التي تعقد وتنفضّ بلا نتائج.
من جانبه، قال عبدالمنعم الأشبيهى، المستشار الإعلامي للأمير طلال بن عبدالعزيز، إن اجتماع القاهرة غير المسبوق يعلن عن مولد فصل جديد في دستور العمل الأهلى لمؤسسات الأمير طلال التنموية المتخصصة من أجل أبناء الوطن العربى، لإيمانه بأهمية التطوير وضرورة مواكبة مستحدثات العصر، حيث يعتمد مستقبل الدول العربية ليس فقط على إعداد الشباب لمواجهة تحديات الغد ولكن أيضا بمساعدتهم على بناء مستقبل أفضل لهم ولأوطانهم.
وأوضح أنه شارك في الاجتماع أعضاء اللجنة الإعلامية للأمير طلال بن عبدالعزيز والتى تضم نخبة متميزة من الإعلاميين المصريين، بالإضافة إلى ممثلى تلك المؤسسات وهم: ناصر القحطانى، مدير برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» بالرياض، والدكتورة سكينة براوري، مدير مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث بتونس، والدكتورة موضى الحمود، مديرة الجامعة العربية المفتوحة ومقرها الرئيسي في الكويت، ومديرو فروعها الممتدة في 8 دول عربية، هي السعودية ومصر والبحرين والأردن ولبنان وعمان والسودان والكويت، ورؤساء بنوك الفقراء والإبداع والتمويل الأصغر المقامة في تسع دول، منها سبع عربية هي الأردن واليمن والبحرين ولبنان والسودان وفلسطين وموريتانيا، بالإضافة إلى سيراليون والفلبين، والدكتور حسن البيلاوى، الأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية ومقره القاهرة، والدكتور عبدالحى عبيد، مدير الجامعة العربية المفتوحة فرع القاهرة وممثل الشبكة العربية للمنظمات الأهلية ومقرها القاهرة أيضًا.
فيما أكد المشاركون في منتدى الحوار التنموي الإعلامي «للمؤسسات التي أنشأها سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز لخدمة التنمية البشرية المستدامة على أهمية انعقاد اجتماعات مؤسسات الأمير بشكل دوري لمتابعة تنفيذ توصيات ومخرجات كل اجتماع لتحقيق النتائج المستهدفة، مشددين على ضرورة تسليط الضوء على دور «أجفند» كمؤسسة تنموية، بالنسبة للمواطن العربي وليس على مستوى المسؤولين والقيادات فقط.
وفي كلمته بالمنتدى، قدَّم ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج الخليج للتنمية «أجفند»، عرضًا لمقترح حول الأهداف التنموية الاستراتيجية المشتركة لمؤسسات الأمير طلال بن عبدالعزيز، والتي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة 2016- 2030 والتي تضم 17 هدفا عاما يخرج منها 169 هدفا فرعيا و240 معيارا لقياس التقدم في تحقيق الأهداف، والتي تضم أربع مجموعات: أهداف اجتماعية، وأهداف اقتصادية، وأهداف بيئية، وأهداف التنمية الشاملة ووسائل التنفيذ.
وأوضح القحطاني أن تحالف مؤسسات الأمير طلال يعد أكبر تحالف تنموي في الوطن العربي، لأنه يهتم بالعديد من المجالات التي تهم الطفل والمرأة والفقراء، مشيرا إلى أن أهم مجالات اهتمام «أجفند» والمؤسسات الشقيقة هي الطفولة المبكرة، المجتمع المدني، تمكين المرأة، والشمول المالي، التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، لافتا إلى أن «أجفند» اختارت 10 أهداف ركزت عليها، أهمها التخفيف من حدة الفقر للعنصر النسائي وتنمية المرأة والطفل، والمساواة بين الجنسين في التمويل، وكذلك النهوض بمستوى المعرفة والمهارات للمرأة وتمكينها اقتصاديا، والمساهمة في خلق ونشر المعرفة والتخصص في مجالات التمويل الأصغر والشمول المالي.
وقال: تضمنت الأهداف أيضا، إدماج النوع وشريحة الشباب في التمويل الأصغر، وتعزيز الإبداع والابتكار في المشروعات الصغيرة، وتوسيع المشاركة الاقتصادية للمرأة الريفية، وتعزيز دعم المبادرات الرائدة في التمويل الأصغر، وتطوير مهارات المرأة الاقتصادية.
ومن جانبه، أكد الدكتور مفيد شهاب، عضو مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، أن جميع مؤسسات الأمير طلال بن عبدالعزيز تقدم أدوارا تنموية وخيرية مهمة، لافتا إلى أنه يأتي في مقدمتها الجامعة العربية المفتوحة لأهمية التعليم في مجتمعاتنا العربية خلال الفترة الحالية.
وأشار شهاب إلى أهمية كل الإنجازات التي قدمها ممثلو مؤسسات الأمير، خاصة في مجالات التعليم والتدريب والعمل المجتمعي، مشددا على الدور المهم الذي قام به التقييم المستمر الذي يجريه مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة لتحسين الأداء باستمرار، وكذلك التعاون الذي تجريه الجامعة مع المؤسسات القطرية وبخاصة الجامعات الحكومية والأهلية، مستدلًا بالتجارب الناجحة للتعاون في هذا المجال، لافتا إلى تجربة فرع مصر، وما شدد عليه وزير التعليم العالي في مصر بأهمية الاستفادة من تجربة الجامعة في تقديم نموذج ناجح للتعليم المفتوح.